في الوقت الذي تسعى فيه كبريات الشركات الأميركيّة العاملة في المجال التكنولوجي إلى تطوير تقنيات مشابهة لموقع quot;يوتيوبquot; بغية تحقيق قدر أكبر من التفاعلية الإلكترونية لدى المستخدمين وتحقيق مكاسب مالية في الوقت ذاته، تكشف اليوم تقارير صحافية أميركية عن أن الإرهابيين الذين يخططون لمهاجمة الولايات المتحدة يستعينون بالموقع الأميركي الشهير في مزاولة نشاطهم الخاص بتجنيد العناصر الجديدة، والإعلان عن تحمل مسؤولية التفجيرات، وتوجيه الدعوة كذلك إلى القيام بمزيد من العنف.

وفي هذا السياق، تشير اليوم صحيفة quot;وورلد نيت دايليquot; الإلكترونية الأميركية إلى أن جماعة تحريك طالبان الباكستانية- التي يقول البيت الأبيض إنها تتحالف بشكل وثيق مع تنظيم القاعدة (حيث يتدربون ويخططون ويتآمرون مع بعضهم البعض)، تحتفظ بقناة على موقع اليوتيوب لنشر الأخبار والأحاديث الصاخبة المُحرِّضة على العنف.

وهنا، تلفت الصحيفة إلى ذلك المقطع الذي ما زال يتم بثه على القناة الخاصة بالجماعة على الموقع، وهو كما يُقال بصوت الزعيم حكيم الله محسود متحدثًا إلى الأمة الإسلامية بجميع أنحاء العالم، والذي قال فيه: quot;أريد اليوم، الموافق التاسع عشر من أبريل العام 2010، أن أنقل عبر وسائل الإعلام رسالة مهمة إلى الأمة الإسلامية. فأميركا، التي تعتبر الشر الأكبر في هذا العالم، تذبح بوحشية الملايين من المسلمين الأبرياء. ومن الآن فصاعدًا، سوف تكون المدن الأميركية الأهداف الرئيسة لفدائيّينا. وأتوجه بتحذيري لأميركا وحلف الناتو، بالقول إنكم ستدفعون ثمن جرائمكمquot;.

كما تمكّن معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام (ميمري) ndash; وهي جماعة غير ربحية وغير حزبية تقوم بترجمة وتحليل الاتصالات الشرق الأوسطية للدول الغربية ndash; من اكتشاف مقطع مصور على الصفحة الخاصة بجماعة تحريك طالبان، تعلن فيه تحملها مسؤولية حالة الذعر التي رافقت الكشف مؤخراً عن وجود قنبلة في ميدان التايمز بنيويورك. وتلفت الصحيفة أيضًا إلى أن المعهد يقوم كذلك بتقفي أثر ما يتم نشره على اليوتيوب للإمام الأميركي، من أصل يمني، أنور العولقي.

ويقول الموقع هنا إن العولقي، الذي يوصف في وسائل الإعلام السعودية بـ ( بن لادن الإنترنت )، قد تم الربط بينه وبين الميجور الأميركي، نضال مالك حسن، المتهم بقتل جنود أميركيين في قاعدة فورت هود العسكرية بولاية تكساس، والطالب النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية نهاية العام الماضي. من جانبه، قال ستيفن ستالينسكي، الرئيس التنفيذي للمعهد :quot; تشتمل تلك المقاطع على دعوة العولقي المسلمين إلى الجهاد، وعبارات التأييد للهجمات الاستشهادية، والتشجيع على قتل الجنود الأميركيينquot;.

كما سبق لستالينسكي أن عثر في تقرير أعده مطلع الشهر الجاري على جهاديين شيشانيين يعلنون في مقطع على اليوتيوب تحملهم مسؤولية تفجير مترو الأنفاق في موسكو، كما وجد أن الأميركية كولين لاروز المعروفة باسم quot;جهاد جينquot; ما زالت تحتفظ إلى الآن بأكثر من اثنتي عشر صفحة على اليوتيوب مخصصين جميعهم للجهاد العنيف، وكذلك قيام شبكة المجاهدين الإلكترونية بنشر مقاطع مصورة تظهر التدريبات الجهادية، إضافة إلى المئات من المقاطع المنشورة على الموقع لرجل الدين الشيخ مراج رباني، الذي تمت إدانته من قِبل مسلمي مدينة مومباي، بعد أن اتهموه بنشر السموم والإرهاب باسم الدين.