تسود حالة من التوتر الأمني في اليمن في أعقاب مقتل الشيخ القبلي جابر علي الشبواني وثلاثة من مرافقيه.

صنعاء: شيعت جموع غفيرة من قبائل محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء جثمان أمين عام المجلس المحلي للمحافظة الشيخ القبلي جابر علي الشبواني وثلاثة من مرافقيه قتلوا في غارة جوية مساء أمس بينهم شقيق زعيم القاعدة في المحافظة.

وقال مصدر محلي إن قبائل المحافظة تتداعى لتجتمع عصر اليوم وتدارس الوضع وكيفية الرد على مقتل الشبواني الذي كان يقود وساطة لتسلم الزعيم القاعدي علي سعيد جميل الذي قتل شقيقه (محمد) في الغارة، في حين هددت باستهداف مصفاة صافر النفطية.

وفيما تشير معلومات إلى أن الغارة نفذتها طائرة بدون طيار يعتقد أن الجهة المنفذة قد تكون الولايات المتحدة على غرار الهجوم الذي شنته طائرة بريداتور أمريكية في عام 2002، أحد أبرز قيادات القاعدة من الصف الأول، لكن الأمر لم يتضح بعد. وتقول معلومات أمنية إن هدف الغارة كان الناشط في القاعدة محمد سعيد بن جردان الذي أصيب بجروح لكنه تمكن من الهرب.

السلطات الرسمية عبرت صباح اليوم عن أسفها quot; للنتائج التي أسفرت عن استهداف عناصر من تنظيم القاعدة في منطقة وادي عبيده بمحافظة مأرب مساء يوم الاثنين 24/5/2010م والتي نتج عنهامقتل الشيخ جابر بن على بن جابر الشبواني أمين عام المجلس المحلي بمحافظة مأرب quot;.

اللجنة الأمنية العليا عبرت quot;عن أسفها وتعازيها ومواساتها لأسرةلأسرةالقتيلومرافقيهquot; لكنها قالت إنها quot;سوف تظل ملتزمة بنهج مكافحة الإرهاب ومتابعة العناصر الإرهابية المتطرفة من تنظيم القاعدة التي أضرت بمصالح الوطن والمواطنين وتؤكد مجدداً بأنها لن تسمح بان تكون بلادنا ملاذاً آمنا لأي عناصر إرهابية في أي زمان أو مكان وتحت أي ظرف وتهيب اللجنة الأمنية العليا بجميع الأخوة المواطنين في مختلف مناطق الجمهورية الإبلاغ عن أي تواجد للعناصر الإرهابية والمتطرفة أو التواجد بالقرب منهم وذلك حرصا على أمنهم وسلامتهمquot; وأضاف التصريح الرسمي إن توجيهات رئاسية صدرت بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث.

معارك ثأرية
عقب العملية بساعات شهد محيط القصر الجمهوري صباح اليوم مواحهات بين الجيش ومسلحين من قبائل عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني وهي إحدى أكبر قبائل مأرب وتم منع المسلحين من الاقتراب من معسكر الدفاع الجوي وقيادة المنطقة العسكرية بالمجمع الحكومي في مدينة مأرب.

في ذات السياق أفادت مصادر محلية في مأرب إن مسلحين من قبائل عبيدة قاموا بالحفر على أنبوب النفط في منطقة عرق آل شبوان وتفجيره.

توتر للأجواء
ويقول الصحفي محمد الصالحي مدير تحرير موقع (مأرب برس) الأخباري لـ إيلاف إن الأجواء متوترة في المحافظة مشيرا إلى أن تجمع القبائل عصر اليوم يمكن أن يؤدي إلى نتيجة غير محمودة.
وأضاف الصالحي إن ماحدث يتثر تذمرا واسعا في المدينة موضحا أن القبائل لن يقبلوا بعذر اللجنة الأمنية ولن يقتنعوا أن الأمر تم عن طريق الخطاء.

ونوه الصالحي إلى أن عمليات من هذا النوع يمكن أن تؤجج المشاعر وتشكل التفافا حول القاعدة حتى ولو لم تكن موجودة، موردا أن الشبواني كان يقود عملية وساطة وهذا الأمر سيفقد أي شخص آخر الثقة بالتعامل مع الحكمومة كونها أصبحت تستهدف حتى رجالها.

ورأى الصالحي إن الموضوع لم يكن سوى مجرد تهم للرجل الذي كان يفترض أن يسلم نفسه للشبواني وهو (علي سعيد جميل) وأنه متهم بأنه زعيم تنظيم القاعدة في مأرب لكن الأمر مجرد تهم وليس محسوما ويفترض أن يتم محاكمته أما الان فقد قتل شقيقه ويصعب حاليا الإمساك به. ونقل الصالحي إن القبائل يعتبرون مقتل الشبواني بهذه الطريقة تعد وصمة عار على قبائل المحافظة كلها.

وتعتبر قبيلة عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني إحدى أهم قبائل مأرب وهي القبيلة التي تقع على أراضيها جميع آبار النفط والغاز التي تغذي اليمن بالكامل ومحطة الكهرباء الغازية التي تغذي العاصمة صنعاء بالطاقة وبعض المدن المجاورة.