ابوظبي: استبعد استاذ كرسي ادوارد سعيد للدراسات العربية في جامعة كولومبيا الامريكية الدكتور رشيد الخالدي امكانية ايجاد حل دائم وقيام دولتين فلسطينية واسرائيلية على ارض الواقع في المدى المنظور.
وعدد الخالدي في محاضرة القاها في مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وحملت عنوان (السياسة الامريكية والقدس بعد عام 1948) اسباب عدم ايجاد الحل منها ان نصف مليون اسرائيلي هم الان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 1967 اضافة الى ان الصف الفلسطيني ليس موحدا.

واضاف ان الموقف العربي والاسلامي لم يتبلور بعد ليكون مؤثرا بدرجة فاعلة بالاضافة الى انشاء المستوطنات والتحدي السافر للقوانين والاعراف الدولية كلها من الجانب الاسرائيلي.
واكد الخالدي ان هناك رأيا عاما امريكيا بدأ يتبلور وتداعيات العلاقة مع اسرائيل بدأت تضر كثيرا بالمصالح الامريكية في الأموال والارواح ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط فضلا عن أن النفوذ الاسرائيلي داخل الكونجرس ليس قويا كالسابق بسبب هذا التصور.

واشار الى ان قضية القدس تعد قضية استراتيجية ومقدسة عند العرب والمسلمين ولهذا فان السياسة الأمريكية مدركة لهذه الحقيقة التاريخية وظلت تعتمد اساسا على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 181 الصادر بتاريخ 29 نوفمبر1947 الذي دعا الى بقاء القدس كيانا منفصلا مدولا ضمن اطار تقسيم فلسطين.
وقال الخالدي انه ومنذ ذلك الوقت لم تعترف الولايات المتحدة بالسيادة القانونية لاسرائيل او الأردن أو أي طرف اخر على القدس بانتظار حل الوضع النهائي من خلال المفاوضات.

واضاف ان الولايات المتحدة اعترفت منذ عام 1949 بسيطرة الأمر الواقع لاسرائيل على القدس الغربية تماما كما اعترفت بسيطرة الأردن على القدس الشرقية في الفترة من عام 1948 الى عام 1967 لكن لم تقبل قط قرار اسرائيل الصادر عام 1968 بضم القدس الشرقية العربية المحتلة.
وقال ان الادارة الامريكية ادانت ذلك مرارا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة معيدا الى الاذهان ان الولايات المتحدة تعد القدس الشرقية محتلة بصورة غير قانونية وان الاستيطان الاسرائيلي هناك يشكل خرقا لاتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة المحتلة توطين سكانها في الأراضي المحتلة.

وبين انه بالرغم من اعلان اسرائيل القدس عاصمة لها فان موقف الحكومة الامريكية لم يتأثر ورفضت معظم الدول الاخرى الاعتراف بهذا الاعلان وبالرغم من الضغط القوي من الكونجرس الامريكي للاعتراف بالقدس فقد رفضت الادارات الأمريكية المتتابعة مثل هذا الاعتراف او نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس.
ونبه الى ان ادارة رونالد ريجان كانت اول ادارة تحدث تغييرا في السياسات التي انتهجها الرؤساء الأمريكيون قبله (جونسون ونيكسون وفورد وكارتر) تجاه القدس ولم تعد تصدر قرارات لمجلس الأمن الدولي تدين أنشطة اسرائيل الاستيطانية وتصرفاتها الأخرى في القدس بعد قرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر في أغسطس 1980.

وكان ذلك نتيجة تهديد الولايات المتحدة المستمر باستخدام حق النقض (الفيتو) وبدلا من وصف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي بأنه غير شرعي كان المسؤولون الأمريكيون منذ عام 1981 وفي ما بعده يصفونه بالعقبة أمام السلام.
وقال ان في عهد ادارة باراك أوباما تمت العودة الى لغة ما قبل 1981 بوصف هذا الاستيطان بغير الشرعي وبأن القدس الشرقية تعد من الاراضي المحتلة