ردت فرنسا والولايات المتحدة وروسيا اليوم على الاقتراحات الواردة في الاتفاق الذي وقعته تركيا والبرازيل مع إيران الشهر الماضي بشأن مبادلة اليورانيوم بوقود نووي، فيما يستعد مجلس الأمن للتصويت على عقوبات جديدة بحق إيران، بينما لم تؤد الازمة الداخلية التي شهدتها ايران اثر اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009، الى تحويل اتجاه ايران في سياستها النووية.
طهران: لم تؤد الازمة الداخلية التي شهدتها ايران اثر اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009، الى تحويل اتجاه ايران في سياستها النووية بل انها سرعت منذ سنة تخصيب اليورانيوم رغم مخاطر مواجهة عقوبات دولية جديدة.
وبعد سنة على اعادة انتخاب احمدي نجاد المثيرة للجدل في 12 حزيران/يونيو 2009، يستعد مجلس الامن الدولي لاعتماد مشروع قرار يشدد العقوبات الدولية على ايران حيث يشتبه الغرب بانها تسعى لامتلاك السلاح الذري رغم نفيها لذلك.
مشروع العقوبات الجديدة على ايران يستهدف مشروع القرار الذي يعاقب ايران على برنامجها النووي المثير للجدل وسيصوت عليه مجلس الامن الدولي الاربعاء الاستثمارات الايرانية بالاضافة الى نشاطاتها البحرية والمصرفية. - التمهيد يشدد التمهيد على عدم تطبيق ايران للقرارات السابقة التي طلبت منها تعليق تخصيب اليورانيوم، بالاضافة الى عدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما يشير الى quot;دور عناصر من الحرس الثوري في نشاطات يمكن ان تهدف الى الانتشار النووي الايرانيquot; بالاضافة الى quot;تطوير رؤوس قادرة على حمل اسلحة نوويةquot;. ويشير ايضا الى ان ايران شيدت مصنعا للتخصيب في قم quot;في انتهاك لالتزاماتهاquot; وانها quot;قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%quot; وان هناك quot;علاقة محتملة بين عائدات قطاع الطاقة في ايران وتمويل نشاطاتها النووية الحساسةquot;. - النشاطات الحساسة يؤكد المشروع ان quot;ايران لا يمكنها ان تبني وحدات جديدة لتخصيب اليورانيومquot;. وهو يمنعها من quot;الاستثمار في الخارج في نشاطات حساسة مثل استخراج اليورانيوم والتخصيب او النشاطات المتعلقة بالصواريخ البالستيةquot;. في المقابل، على الدول الاخرى ان quot;تمنع (ايران من القيام) بمثل هذه الاستثمارات في شركاتها او على ارضهاquot;. - بيع الاسلحة تحظر الوثيقة على ايران بيع ثماني فئات من الاسلحة الثقيلة هي الدبابات القتالية والعربات القتالية المصفحة والمدافع من العيار الثقيل والمقاتلات الجوية والمروحيات القتالية والبوارج والصواريخ وانظمة الصواريخ. والدول quot;مدعوة الى الحذر والتريثquot; قبل بيع اي نوع من الاسلحة الى ايران. - تفتيش السفن يوسع النص مجال عمليات التفتيش في عرض البحر -- ممكنة لكنها ليست الزامية -- للحمولات البحرية المشتبه بها والاتية او المتوجهة الى طهران وهو ما كان قرار سابق يحصره بالمرفأ. وفي حال اكتشاف اي حمولة ممنوعة، على الدول ان تصادرها ولن يسمح لها بتقديم خدمات مرافئها الى السفن المعنية. - بنود فردية اضيف جواد رحيقي رئيس مركز التكنولوجيا النووية في اصفهان ومنظمة الطاقة الذرية الايرانية الى لائحة الافراد المرتبطين بالبرنامج النووي والبالستي الايرانيين الذين تم تجميد ارصدتهم في الخارج ومنعوا من السفر. كما اضيفت اربعون مؤسسة الى القائمة من بينها 22 مرتبطة بنشاطات نووية او بالستية، و15 بالحرس الثوري ثلاثة في الشركة البحرية لايران. - مكافحة الانتشار النووي يمنع المشروع ايران من ممارسة اي نشاط مرتبط بالصواريخ البالستية القادرة على نقل اسلحة نووية وعلى الدول الاخرى تقديم مساعدات او تكنولوجيا لها علاقة بهذه النشاطات. والدول مدعوة الى عرقلة اي تحويل مالي مرتبط بالانتشار النووي. كما هي مدعوة الى رفض السماح لمصارف ايرانية يمكن ان تكون لها علاقة بالانتشار النووي بالعمل على اراضيها. كما عليها ان تمنع المصارف الايرانية من فتح فروع لها اذا كانت مرتبطة بالانتشار النووي. - مراقبة العقوبات ينص المشروع على تشكيل مجموعة خبراء في الامم المتحدة لمراقبة تطبيق القرار. |
وحذر الرئيس الايراني الثلاثاء من ان طهران ستوقف التفاوض حول برنامجها النووي مع القوى الكبرى اذا تم اعتماد عقوبات جديدة ضدها.
لكنه بدأ ولايته الثانية بمؤشرات على الانفتاح في مواجهة الانتقادات الدولية الكثيرة التي اثارها كشفه في ايلول/سبتمبر عن بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم في فوردو جنوب طهران.
وفي مطلع ايلول/سبتمبر اعلن ان ايران مستعدة لحوار حول الملف النووي في اطار quot;عادل ومنطقيquot; مع القوى الكبرى.
وفي 1 تشرين الاول/اكتوبر بدأ الحوار في جنيف بعد جمود استمر 15 شهرا. واسفر بعد ثلاثة اسابيع عن مشروع للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على ارسال 70% من مخزون اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود مدني عالي التخصيب لا يمكن استخدامه عسكريا.
وابدى احمدي نجاد انذاك استعداده لمثل هذه البادرة الهادفة الى خلق quot;مناخ ثقةquot; ملائم لمباحثات جوهرية مع القوى الكبرى القلقة ازاء البرنامج النووي الايراني.
ولم يتردد انذاك بالقول ان علاقات ايران مع الغرب انتقلت من quot;المواجهة الى التعاونquot;.
لكن بعد عدة اسابيع من المماطلة فرض الجناح المتشدد في النظام العودة الى النهج المتصلب معتبرا ان ايران لا يمكنها الوثوق بالغرب في مسالة تزويد الوقود النووي.
وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ادى اعتماد الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدين ايران بسبب برنامجها النووي الى انضمام احمدي نجاد الى هذا النهج المتشدد. واعلن ان ايران ستبني مراكز تخصيب يورانيوم جديدة وستطلق انتاج اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 20% لمفاعل الابحاث في طهران.
وفي 9 شباط/فبراير وفي ذكرى الثورة الاسلامية اعلن احمدي نجاد عن بدء انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ما ادى الى حشد التاييد في مجلس الامن الدولي لمشروع قرار جديد مرفق بعقوبات هي الرابعة ضد ايران.
وهذا التشدد ادى الى عزلة متزايدة لايران. واتهمت روسيا، الشريكة المميزة التي تبني اول محطة نووية ايرانية في بوشهر، علنا القادة الايرانيين quot;بعدم المسؤوليةquot; في ادارة الملف النووي.
لكن الصين الشريك الاقتصادي الابرز لايران منذ سنة، وافقت في نهاية المطاف في ايار/مايو على فكرة تشديد العقوبات مع حرصها على الا تضر بالشعب الايراني.
ووسط الضغوط من كل الجهات، اعادت ايران في 17 ايار/مايو اطلاق فكرة مبادلة الوقود النووي مع القوى الكبرى عبر توقيع اتفاق مع تركيا والبرازيل في هذا الصدد.
لكن القوى الغربية تلقت هذا العرض الذي اعتبرته ايران quot;فرصةquot; لتسوية متفاوض عليها، بفتور ورأت فيه محاولة لكسب الوقت غير كافية لتبرير التخلي عن فرض عقوبات.
رد فرنسي وأميركي وروسي
من جهة ثانية ردت فرنسا والولايات المتحدة وروسيا اليوم على الاقتراحات الواردة في الاتفاق الذي وقعته تركيا والبرازيل مع إيران الشهر الماضي بشأن مبادلة اليورانيوم بوقود نووي، في حين سيصوت اليوم مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يفرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران بسبب استمرارها في برنامجها النووي.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن رد الدول الثلاث سلمته لمندوب إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر مديرها يوكيا أمانو، وإنه تضمن ما اعتبرته quot;مخاوفquot; من هذا الاتفاق.
وبدورها أعلنت الوكالة في بيان لها أن أمانو تسلم الرد، وأن رسائل الرد الواردة من الدول الثلاث جاءت مرفقة بنسخ متشابهة من وثيقة تتحدث عن quot;مخاوفquot; هذه الدول من الاتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل.
ووفقا لما ينص عليه الاتفاق، تتولى روسيا وفرنسا تصنيع الوقود النووي لمفاعل طبي بحثي في طهران، مقابل أن ترسل إيران نحو نصف اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تمتلكه إلى مخازن في تركيا.
جلسة مجلس الأمن
ويأتي الرد الغربي قبل ساعات من انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي يصوت فيه على حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، في محاولة للضغط عليها لوقف برنامجها النووي، الذي تعتبر دول غربية أن هدفه إنتاج أسلحة نووية، في حين تؤكد إيران أنه ذو أغراض سلمية.
ويحظى مشروع قرار العقوبات بتأييد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ndash;وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا- وتعارضه ثلاث دول من أصل أعضاء المجلس الـ15، وهي تركيا والبرازيل ولبنان.
واشنطن: قرار فرض العقوبات سيكون له laquo;تأثير فعليraquo; على إيران
وقد اكدت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس للصحافيين ان قرار فرض عقوبات جديدة على طهران والذي يستعد مجلس الامن للتصويت عليه الاربعاء سيكون له quot;تاثير فعلي على ايرانquot;.
وصرحت رايس للصحافيين quot;انه قرار قوي وعلى نطاق واسع وسيكون له تأثير فعلي وكبير على ايرانquot;.
واضافت quot;هدفنا كان دائما اقناع ايران بوقف برنامجها النووي والتفاوض في شكل بناء وبحسن نية مع الاسرة الدوليةquot;.
وتابعت quot;لا نزال متمسكين بمقاربتنا الثنائيةquot; بازاء ايران، في اشارة الى سياسة التزام الحوار المرفق بالضغوط حيال ايران والتي تبنتها الدول الست المكلفة الملف النووي الايراني (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا).
أحمدي نجاد سيقاطع قمة منظمة شنغهاي للتعاون
إلى ذلك صرح مصدر روسي اليوم أنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لن يشارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون الذي سيفتتح الخميس في أوزبكستان، بينما تشهد العلاقات بين موسكو وطهران توتراً بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وستعقد قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم الصين وروسيا وأربع دول من آسيا الوسطى (كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان) الخميس والجمعة في طشقند، عاصمة أوزبكستان. وأعلن مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى أنّ laquo;الرئيس الإيراني لن يكون حاضراًraquo;.
إلا أنّ المصدر أشار إلى أنّ إيران تعتزم إرسال وفد لكنّها رفضت توضيح سبب امتناع الرئيس الإيراني عن المشاركة في قمة المنظمة التي ترغب طهران بالانضمام إليها.
وسعت منظمة شنغهاي للتعاون التي تأسست في 2001 إلى أن تكون بديلاً لتأثير الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في آسيا الوسطى وهي منطقة استراتيجية سواء لمواردها الطبيعية أو لقربها من أفغانستان.
وتابع المصدر نفسه أنّ روسيا لم تتناول مشاركة إيران مع أوزبكستان التي تستضيف القمة، ولم تطلب من الرئيس الإيراني المشاركة أو الامتناع عن ذلك.
وتدهورت العلاقات أخيراً بين روسيا وإيران الحليفين التقليديين، إذ أبدت موسكو نفاد صبرها المتزايد من موقف إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وأعربت روسيا الثلاثاء عن نيتها دعم قرار ينص على عقوبات جديدة على إيران.
التعليقات