إرتفعت حصيلة أعمال العنف في قرغيزستان إلى 79 قتيلاً وأكثر من ألف جريح، هذا في وقت دعت فيه واشنطن إلى عودة السلام والنظام العام بسرعة، معربة عن دعمها للجهود الرامية لوقف شلال الدم في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي أعلنت رئيسة حكومتها الموقتة روزا اوتونباييفا للصحافيين في وقت سابق إن بلادها بحاجة إلى قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع.
بشكيك: أعلنت وزارة الصحة القرغيزستانية الاحد ان حصيلة ضحايا اعمال العنف الاتنية في جنوب قرغيزستان ارتفعت الى 79 قتيلاً واكثر من الف جريح. وقالت الوزارة في بيان ان quot;79 شخصًا في المجموع قتلوا بعد الاضطراباتquot; بين الاوزبك والقرغيز في منطقة اوش ثاني مدن البلاد وفي جلال اباد.
واضاف ان المعلومات الاخيرة تشير الى اصابة 1063 شخصًا بجروح في هذه المواجهات. وكانت الحصيلة السابقة للضحايا تتحدث عن سقوط 75 قتيلاً وحوالى الف جريح.
وامرت الحكومة الانتقالية في قرغيزستان الاحد بتعبئة جميع الاحتياط في الجيش ممن تتراوح اعمارهم بين 18 و50 سنة. كما امرت بفرض حظر تجول دائم في اوش وبلدتين مجاورتين بجنوب البلاد بسبب اعمال العنف الاتنية الدامية المستمرة منذ الجمعة.
واعلنت وزارة الدفاع في بيان quot;دعوة جميع الاحتياط الذين تقل اعمارهم عن خمسين عامًا للحضور اليوم قبل الساعة 15,00 (9,00 ت غ) الى نقاط الاحصاءquot;. واضاف البيان ان quot;تنظيم التعبئة الجزئية للسكان المدنيين تبدأ في مكاتب التجنيد العسكري في مدن ومقاطعات البلادquot;.
روسيا ترفض إطفاء النيران العرقية في قرغيزستان فوضى في جنوب قرغيزستان وسكان يحاولون الهروب وحدات روسية من قاعدة quot;قانتquot; لن تشارك في حفظ النظام في أوش 63 قتيلا في اعمال عنف في قرغيزستان
واعلنت وزارة الداخلية من جهتها في بيان ان quot;حظرا للتجول يستمر طوال اربع وعشرين ساعة فرض في مدينة اوش وفي كارا سوو وارافان في منطقة اوشquot;. وكان منع التجول فرض في المساء والليل للحد من اعمال العنف التي اسفرت عن سقوط 82 قتيلاً في الاجمال منذ الجمعة مع بدء المواجهات بين افراد من القرغيز واخرين من الاقلية الاوزبكية.إقرأ المزيد:
وكانت قدامرت حكومة قرغيزستان السبت بتعبئة جزئية للجيش بعد اعمال العنف الدامية واعلنت انها امرت الجيش باطلاق النار بدون انذار مسبق على مجموعات تستخدم اسلحة نارية في جنوب البلاد. واندلعت مواجهات دموية بين الاكثرية القرغيزية والاقلية الاوزبكية في اوش ومحيطها مساء الخميس.
ولوقف هذا التدهور الامني فرضت الحكومة حال الطوارئ الجمعة في اوش ووسعت السبت نطاق هذا القرار ليشمل جلال اباد، وهي مدينة اخرى في جنوب البلاد.
واشنطن تدعو إلى العودة للسلام والنظام العام
كما دعت الولايات المتحدة الأميركية بدورها الى quot;عودة السلام والنظام العام بسرعةquot; الى جنوب قرغيزستان، معربة عن دعمها لجهود الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الرامية الى وقف اعمال العنف الاتنية الدائرة هناك.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان quot;الولايات المتحدة تراقب من كثب الوضع في جمهورية قرغيزستان وتدعو الى عودة السلام والنظام العام بسرعة الى مدينة اوش والى كل المناطق التي تجري فيها اعمال عنف اتنيةquot;.
واضاف البيان حسب وكالة فرانس برس ان واشنطن quot;تدعم الجهود المنسقة بين الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا الرامية الى المساعدة على احلال السلام والنظام، فضلا عن تأمين المساعدة الانسانية الى الضحاياquot; في هذه الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى.
وكانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي لديها مكاتب في العاصمة بشكيك واوش اعربت الجمعة عن استعدادها للمساعدة على حل الأزمة.
ويعتبر استقرار قرغيزستان أمراً بالغ الاهمية بالنسبة الى الولايات المتحدة التي تمتلك في هذا البلد قاعدة عسكرية تقع قرب العاصمة بشكيك وتعتبر معبرًا اساسيًا للقوات الاميركية المنتشرة في افغانستان.
واعلنت الحكومة القرغيزية الانتقالية السبت انها امرت بquot;تعبئة جزئيةquot; للجيش بعدما فشلت حال الطوارئ التي فرضتها الجمعة في اوش ووسعت نطاقها السبت الى جلال اباد الواقعة ايضًا في الجنوب، في وضع حد لاعمال العنف الاتنية التي اوقعت 75 قتيلاً على الاقل وحوالى الف جريح.
واندلعت المواجهات اثر مشاحنات وعراك بين مجموعات من الشبان الاوزبك والقرغيز ليل الخميس الجمعة ما لبث ان اتسع نطاقها الى مواجهات ضخمة دمرت خلالها سيارات واحرقت مبان.
وفر الاف النساء والاطفال الاوزبكيين هربا من اعمال العنف الى منطقة مركامات الحدودية مع اوزبكستان، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس ما يثير مخاوف من احتمال اندلاع ازمة انسانية. وعبرت اوزبكستان عن quot;قلقها الشديدquot; ازاء الوضع واعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدورها عن quot;قلقها البالغquot;.
ومنذ ثورة نيسان/ابريل الماضي التي اسفرت عن سقوط 87 قتيلا وادت الى سقوط نظام الرئيس كرمان بك باكيف، شهدت قرغيزستان عدة موجات من العنف.
وتستضيف قرغيزستان قاعدتين عسكريتين احداهما أميركية والاخرى روسية. وقررت الحكومة الموقتة لتلك الجمهورية السوفيتية السابقة خلال اجتماع عقد في ساعة متأخرة من ليل السبت تعبئة قوات الاحتياط بشكل جزئي لمكافحة اسوأ اعمال عنف منذ الاطاحة بالرئيس في ابريل نيسان.
واجازت الحكومة في قرغيزيا لقوات الامن اطلاق النار للقتل في منطقتي اوش وجلال اباد الجنوبيتين حيث احرقت عصابات مسلحة منازل ومتاجر المنحدرين من اصل اوزبكي متجاهلة حظر التجول.
وقالت الحكومة في مرسوم انه تم اجازة استخدام القوة المميتة في المناطق التي اعلنت فيها حالة الطوارئ من اجل الدفاع عن المدنيين دفاعًا عن النفس وفي حالة الهجمات الجماعية او المسلحة.
وقالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا للصحافيين quot;نحتاج تدخل قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع. quot;لقد ناشدنا روسيا المساعدة ووقعت بالفعل مثل هذا الخطاب للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.quot;
ولكن روسيا قالت ان الان ليس الوقت المناسب للتدخل. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن ناتاليا تيماكوفا المتحدثة باسم ميدفيديف قولها quot;انه صراع داخلي وفي الوقت الراهن لا ترى روسيا ان الاحوال مواتية للمشاركة في حلها.quot;
وقد توجهت طائرة مجهزة بالمعدات الطبية تابعة لوزارة الاوضاع الطارئة الروسية مع عشرة اطباء على متنها الى قرغيزستان كما اعلن مسؤول في الوزارة. واعلنت المفوضية الاوروبية بدورها السبت ارسال خبير في الشؤون الانسانية الى قرغيزستان بغية تقييم الوضع ورصد الاموال الضرورية
وحسب وكالة رويترز فقد أعلنت قرغيزستان الجمهورية السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة حالة الطوارئ في اوش وفي عدة مناطق ريفية محلية يوم الجمعة بعد ان اشتبك مئات الشبان بالاسلحة والقضبان الحديدية وقنابل البنزين.
منظمة المؤتمر الإسلامي تدعو للهدوء أيضًا
في هذه الاثناء، دعت منظمة المؤتمر الاسلامي الاحد الى الهدوء وضبط النفس في قرغيزستان، ووجه الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي دعوة quot;للعودة الى الهدوء والوضع الطبيعي في قرغيزستان بعد المواجهات الاتنية والعنف في مدينة اوشquot; بجنوب البلاد، وذلك في بيان وزعته المنظمة وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.
ودعا احسان اوغلو المجموعات الاتنية في قرغيزستان الى quot;ابداء اقصى درجات ضبط النفس والاستمرار بالعيش بسلام بعضها مع البعض في ظل حكم القانونquot;,
كما اعتبر الامين العام للمنظمة التي تضم 57 عضوا ومقرها مدينة جدة السعودية على البحر الاحمر، انه يتعين على السلطات القرغيزستانية ان quot;تاخذ الخطوات اللازمة للعودة الى الوضع الطبيعي والحؤول دون تكرار الاحداث الماساويةquot;.وقرغيزستان ذات الاغلبية الاسلامية عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي.
وسيثير تجدد الاضطرابات بواعث قلق اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وهم روسيا والصين والولايات المتحدة. وتستخدم واشنطن قاعدتها الجوية بماناس في شمال قرغيزستان والتي تبعد نحو 300 كيلومتر عن اوش كطريق.
التعليقات