تحقق الشرطة البريطانية حاليا في مزاعم امرأة قالت أنها أمضت عشر سنوات مستعبدة في باكستان.

قالت نهيدة بي (28 عاما)، وهي بريطانية من أصل باكستاني وتعيش الآن في غلاسغو في لقاء صحافي مع laquo;ديلي ريكوردraquo; الاسكتلندية الأربعاء، إن رجلين اختطفاها من مطار إسلام أباد في ابريل (نيسان) 2000 وهي في طريق عودتها الى بريطانيا بعد قضائها شهرا في زيارة والدتها. أضافت إن قريبا لها يدعى مسعود، كُلّف مرافقتها الى المطار، اختطف هو أيضا لفترة السنوات العشر الماضية. وقالت إن الخاطفين أخذاهما الى مكان مجهول أولا ثم الى معسكر لتدريب الإرهاببين بمنطقة قبلية حيث أجبرت، مع مختطفات أخريات، على العمل في إصلاح وتنظيف البنادق.

وينظر المحققون الاسكلتنديون من quot;وكالة مكافحة الجريمة الخطيرة المنظمةquot; ونظرائهم في السلطات الباكستانية حاليا في هذه المزاعم، لكن هؤلاء يقولون إن القضية محيّرة بعض الشيء. فقضيتها ظلت غير معروفة طوال تلك الفترة، ولم تطالب أسرتها بفدية لإطلاق سراحها مثلا. والثابت هو أن اسرتها في باكستان أبلغت في العام 2000 السلطات المحلية والسفارة البريطانية باختفائها. ولكن منذ ذلك الحين لم يتصل أي من أفراد الأسرة بالسلطات، سواء في باكستان أو بريطانيا، حتى عام 2007 حين أجرى شقيقها مكالمة هاتفية قال فيها إنها مازالت مختفية.

وجاء التطور التالي في 28 مايو (ايار) العام الحالي حين أطلعت الشرطة الباكستانية السفارة البريطانية بأن المختطفين اتصلوا بأسرتها لإخطارهم بالإفراج عنها. فسارع مسؤولو القنصلية لاستخراج جواز سفر جديد لها، والآن تقول الشرطة في كل من البلدين إن القضية غير مألوفة بسبب الفترات الزمنية الطويلة التي تخللت تطوراتها وغياب الاتصال من مختطفيها المزعومين.

وفي الحوار مع laquo;ديلي ريكوردraquo; قالت نهيدة إن خاطفيها كانوا في الأساس يعتزمون طلب 750 ألف دولار فدية لإطلاق سراحها. ولكن، بعد شهرين من الحبس الانفرادي والتخدير والتعذيب، أخذت الى معسكر للتدريب ووضعت في غرفة مع 20 شخصا آخرين. وقالت إن هؤلاء كانوا خليطا يشمل الأطفال أيضا. وأضافت quot;عاملونا بوحشية بالغة طوال تلك الفترة. كانوا يجرجروننا من شعرنا من مكان الى آخر ويضربوننا ويكيلون الينا السباب والشتائم المقذعة بسبب وبدونهquot;. ومضت تقول: quot;أجبرونا، نحن النساء، على العمل في تفكيك البنادق وتنظيفها يوما بعد آخر بدون راحة حتى لو سقطت إحدانا مريضةquot;. وقالت إنها عانت من صحة متأرجحة وفقدت الكثير من وزنها نتيجة سوء معاملتها. وأضافت أن هذا الوضع استمر عشر سنوات حتى قبل ثلاثة أسابيع عندما قرر الخاطفون إطلاق سراح الرهائن. فأخذت معهم، وبينهم قريبها الذي اختطف معها في المطار، الى منطقة مهجورة في ديرا غازي خان، البنجاب، وتركوا هناك. وهي تقول الآن إنها تعتقد أن المعسكر الذي أخذت اليه في وادي سوات على حدود البلاد الشمالية الغربية. ويعتقد أن قريبها المختطف عاد الى أسرته في إسلام أباد.

وقال ناطق باسم الشرطة البريطانية إن المهم الآن هو أن نهيدة عادت سالمة الى أسرتها، وأضاف أنهم يتعاونون مع السلطات الباكستانية لمعرفة ملابسات القضية والعثور على العديد من الحلقات المفقودة فيها.

وتأتي قصة نهيدة في أعقاب حادثة اختطاف سهيل سعيد، وهو طفل بريطاني من أصل باكستاني عمره 5 سنوات من مانشيستر، عندما كان في زيارة لأقاربه في باكستان في مارس (آذار) الماضي. وقد أطلق الخاطفون سراحه بعد 12 يوما بدون أذى جسدي بعدما دفعت أسرته فدية قدرها 170 ألف دولار. وكان سهيل قد اختطف من منزل جدته بإقليم البنجاب حيث كان يمضي إجازة مع والده رجاء سعيد. ووجد اختطافه تغطية إعلامية واسعة النطاق في بريطانيا وباكستان وغيرهما بسبب صغره وحقيقة أن أفراد العصابة التي اختطفته انتشروا في دول عدة هي باكستان وبريطانيا واسبانيا وفرنسا، وقد ألقي القبض عليهم جميعا وأعيد معظم المال الى أسرة سهيل.