حكومة كامرون تواجه ضربة أخلاقية جديدة

تواجه حكومة كامرون الائتلافية ضربة أخلاقية أخرى بعد ان كشف اخيرا عن تفاصيل مثيرة للحياة الزوجية لوزير برطاني.

سلطت الصحف البريطانية الضوء اليوم على حياة كريس هيون وزير الطاقة والتغيّر المناخي ومتناقضاتها، بعدما رفعت صحيفة laquo;نيوز اوف ذي ويرلدraquo; الأحد النقاب عن أن الوزير هجر زوجته من أجل عشيقتة.

ولم يستغرق الأمر laquo;ديلي ميلraquo; الكثير من العناء لتخرج بموضوع عما أسمته laquo;نفاقةraquo;، لأن الوزير كان من دعاة الحفاظ على قيم الأسرة، وجعل هذه المسألة ضمن أولوياته خلال الحملة الانتخابية الأخيرة. ورشت الصحيفة الملح على الجرح بكشفها أن عشيقته، كارينا تريمينغهام، ثنائية الميول الجنسي لأنها سحاقية ايضا بدأت علاقتها بالوزير قبل أكثر من عام بعد انفصالها عن عشيقتها.

وكان هيون قد استبق الفضيحة التي علم ان laquo;نيوز اوف ذي ويرلدraquo; على وشك تفجيرها ببيان مقتضب جاء فيه: laquo;أنا في علاقة جادة الآن مع كارينا تريمينغهام وسأنفصل عن زوجتي رسمياraquo;. يذكر أن الوزير (56 عاما) يعتبر بلا جدل أحد أعمدة الحزب الليبرالي الديمقراطي. وكان قد نافس نِك كليغ على زعامة الحزب في انتخابات لاختيار زعيمه في العام 2007 وهزمه هذا الأخير بفارق 1.2 في المائة فقط من الأصوات.

وظل هون متزوجا على مدى الأعوام الـ26 الماضية من فيكي برايس (57 عاما)، التي تشغل منصب كبيرة الاقتصاديين في وزارة الأعمال. ولهما ثلاثة أبناء من هذه الزيجة إضافة الى ابنين لبرايس من زواج سابق. أما عشيقته كارينا (44 عاما) فتعمل في laquo;جمعية الإصلاح الانتخابيraquo;، وصحافية سابقة عملت في حملته خلال معركة الزعامة مع نِك كليغ في 2007.

ووصمت laquo;ديلي ميلraquo; الوزير بالنفاق مشيرة الى حرصه خلال الحملة الانتخابية الأخيرة على الظهور مع زوجته في لقاءاته السياسية. وقال إنه لم يفوت فرصة للتأكيد على أن laquo;المبادئ الأسرية في غاية الأهمية بالنسبة لي. أين نصبح بدونهاraquo;؟

تأتي هذه الفضيحة بمثابة ضربة أخلاقية أخرى لحكومة ديفيد كامرون الائتلافية. ففي أواخر مايو (ايار) الماضي، بعد انقضاء اسبوع واحد على تشكيلها، رفع النقاب عن فضيحة ذات شقين طالت كبير الوزراء (الأمناء) بوزارة الخزانة ديفيد لوز وتعتبر في شقها الأكبر امتدادا لفضيحة النفقات البرلمانية.

فقد خرجت صحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; وعلى صدر صفحتها الأولى ما يفيد، أولا، أن الوزير (الليبرالي الديمقراطي ايضا) طالب بنفقات برلمانية بلغ إجمالها 40 ألف جنيه (60 ألف دولار)، وثانيا، إنه موّل بقرابة 10 آلاف جنيه من هذا المبلغ إيجار غرفتين في مبنيين يملكهما عشيقه المثلي جيمس لاندي.

ومع تفجر الفضيحة قدم لوز استقالته، فكانت خسارة الحكومة الائتلافية كبيرة إذ انه يعتبر من المواهب السياسية الحقيقية في المجال الاقتصادي، وكان ديفيد كامرون يعلق عليه الكثير من الآمال في تجاوز أزمة العجز المخيف في الميزانية. لكن يبدو أن هيون لن يلقى المصير نفسه بسبب أن فضيحته تتعلق بحياته الشخصية ولا تحوم حولها الشبهات في ما يتعلق بالنفقات البرلمانية أو استغلال المنصب الحكومي لمصلحة شخصية.