قتل خلال الشهر الجاري 79 من القوات الأجنبية في أفغانستان وهو الشهر الأكثر دموية من 2001.

كابول:اصبح حزيران/يونيو الشهر الاكثر دموية للقوات الاجنبية في افغانستان منذ اجتياحها هذا البلد اواخر 2001، اذ بلغت حصيلة قتلاها منذ مطلع الشهر 79 قتيلا، بحسب احصائية اعدتها وكالة فرانس برس بعد اعلان حلف شمال الاطلسي الخميس عن مقتل اربعة من جنوده الاربعاء.
ويوم الاربعاء لوحده قتل 10 جنود من القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف)، بينهم ستة في انفجار قنابل يدوية الصنع وتبادل اطلاق نار وحادث، يضاف الى اربعة قضوا في حادث سير في جنوب البلاد، كما اعلن الحلف في بيان الخميس.

ولم يكشف الحلف عن جنسيات هؤلاء الجنود القتلى.
وببلوغ الحصيلة الشهرية في حزيران/يونيو 79 قتيلا يصبح حزيران/يونيو، الذي لم ينقض بعد، الشهر الاكثر دموية على الاطلاق بالنسبة الى القوات الدولية منذ ثماني سنوات ونصف من النزاع في هذا البلد. وحتى اليوم كانت الاشهر الاكثر دموية للحلف تعود جميعها الى العام 2009 وهي: تموز/يوليو (76 قتيلا) وآب/اغسطس (77 قتيلا) وايلول/سبتمبر (70 قتيلا) وتشرين الاول/اكتوبر (74 قتيلا)، وذلك استنادا الى ارقام موقع آيكاجولتيز الالكتروني المستقل.

وتشهد وتيرة التمرد المسلح الذي تقوده حركة طالبان منذ 2005 تصاعدا لافتا منذ ثلاثة اعوام على الرغم من انتشار القوات الاجنبية التي يبلغ عديدها حاليا 142 الف جندي ومن المقرر ان يصل في آب/اغسطس الى 150 الفا، مع وصول باقي التعزيزات التي امر بارسالها الرئيس الاميركي باراك اوباما والبالغ عددها 30 الفا.

طالبان تتوعد بمواصلة القتال
توعدت حركة طالبان الخميس بان تواصل القتال ايا كان قائد القوات الدولية في هذا البلد، وذلك ردا على اقالة الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس محله.

اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي ينددون بquot;الخللquot; في الاداء الدبلوماسي في افغانستان
من جهة ثانيةاعتبر ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي ان على الرئيس باراك اوباما ان يعيد تشكيل الجانب المدني من الوجود الاميركي في افغانستان والا خسرت الولايات المتحدة حربها في هذا البلد، واصفين اداء الدبلوماسيين الاميركيين هناك بquot;الخلل الكاملquot;.

ووجه السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام والسناتور المستقل جو ليبرمان انتقادات قاسية الى الدبلوماسيين الاميركيين العاملين في كابول، بدون ان يصلوا الى حد المطالبة باستقالة السفير كارل ايكنبيري.
وقال ليندسي غراهام ان quot;الجانب المدني يعاني بنظري من خلل وظيفي كامل. يجب تغيير العلاقات بين القادة المدنيين (الاميركيين) والرئيس (الافغاني حميد) كرزاي وتحسينهاquot;.

وتابع محذرا quot;ادعو الرئيس الى اعتبار ذلك فرصة لتعيين اشخاص جدد على الارض لا يحملون خلفيات قديمة. وان لم نحدث تغييرا سريعا، فسوف نخسر حربا لا نحتمل ان نخسرهاquot;.
واثنى غراهام وزميلاه على قرار اوباما تعيين الجنرال ديفيد بترايوس على رأس القوات الدولية في افغانستان خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال الذي اقيل اثر توجيهه انتقادات لاذعة الى الادارة الاميركية في مقابلة صحافية.

لكنهم حذروا من ان اي قصور في الدبلوماسية سيعيق قيادة حرب تتراجع شعبيتها بشكل متواصل.
واقترح ماكين استدعاء راين كروكر الدبلوماسي المحنك والسفير السابق في العراق حيث كان مسؤولا مع الجنرال بترايوس عن تطبيق استراتيجية تعزيز القوات التي مكنت بحسب واشنطن من تجنب حرب اهلية في هذا البلد.

وقال ماكين بهذا الصدد quot;نقترح درس امكانية اعادة تشكيل الفريق كروكر-بترايوس، ولو انني واثق من ان كروكر الذي ينعم حاليا بتقاعده، لن يغفر لي كلامي هذاquot;.
وكان موقف ليبرمان اقل صرامة، لكنه اعرب عن انطباعه بانه quot;ليس هناك في افغانستان الوحدة التي نحن بحاجة اليها بين القيادتين المدنية والعسكريةquot; من اجل تطبيق استراتيجية اوباما للتصدي للمتمردين وانهاء حرب مستمرة منذ 2001.

ووجه الاعضاء الثلاثة في مجلس الشيوخ انتقادات شديدة الى ماكريستال بعدما نشرت مجلة رولينغ ستون تصريحات له ولبعض مساعديه هاجموا فيها بالاسم مسؤولين كبارا في الادارة.
وسخر ماكريستال نفسه بحسب ما نقلت عنه المجلة، من الموفد الاميركي الخاص ريتشارد هولبروك فيما اعرب عن احساسه بالتعرض quot;للخيانةquot; من قبل ايكنبيري الذي ابدى اعتراضات على استراتيجيته.

ورفض رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الديموقراطي كارل ليفين ان يقول ما اذا كان يتحتم على اوباما تغيير ايكنبيري واكتفى بالقول للصحافيين quot;اعتقد ان تغييرا واحدا في اليوم كافquot;.

وحين سئل ليفين عن القيادة المدنية في افغانستان، قال quot;لا اعتقد انها تعاني من خللquot; لكنه اقر بوجود quot;خلافquot; بين ماكريستال وبعض كبار الدبلوماسيين الاميركيين.
وقال quot;آمل ان يزول اليوم الاحتكاك الذي كان قائما بين ماكريستال وايكنبيري، او ان يتبدد مع قائد جديدquot;.