انتقدت ابتسام زيدان حالة التهميش التي تعاني منها المرأة في الأراضي الفلسطينية وأكدت أنها ضحية للإنقسام.
قالت ابتسام زيدان،عضو اللجنة المركزية للجبهة العربية الفلسطينية، ورئيسة اتحاد كفاح المرأة الفلسطيني أن المرأة هي الخاسر الاكبر من استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني مشيرة الى انها أصبحت المعيل الوحيد لاسرتها بعد وفاة او اعتقال زوجها او ابنها المعيل الرئيسي للبيت بالاضافة الى ان المراة هي البوصلة الموجهة لبيتها وابنائها في ظل وجود تعددية حزبية بين ابنائها وانتمائهم لحركتي فتح وحماس وتدخلها لمنع حدوث اقتتال وتشتت بين ابنائها في البيت الواحد بالاضافة الى العبْ الاقتصادي التي تكبدته المرأة نتيجة للدمار الذي لحق بمنزلها خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة واستمرار الحصار الاقتصادي المفروض على القطاع .
وقالت زيدان في لقاء خاص مع( ايلاف ) quot;: ان تأثير استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني منذ 3 سنوات كان اكثر على الاستعدادات للانتخابات المحلية الفلسطينية اذ بدا واضحا من خلال عزوف المرأة عن المشاركة في النشاطات المتعلقة بالانتخابات المحلية واظهار عدم رغبتها خوض الانتخابات المحلية ضمن الكوتا النسائية اي حصة المرأة في كل مجلس وبلدية والتي اعطتها الفرصة لكي تكون مشاركة وفاعلة ونشيطة في العمل المجتمعي وبرغم الجهود التي بذلتها المؤسسات النسوية وبخاصة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية معتبرة ان المرأة الفلسطينية اصبحت بحالة احباط وشلل في ادائها وعملها النقابي نتيجة للانتقسام وكذلك تعرضها للضغوطات الامنية من قبل الاجهزة الامنية في الحكومة المقالة بقطاع غزة منوهة الى وجود عدد من مقرات الجمعيات النسوية والحزبية والمجتمعية مغلقة او لا تمارس عملها بشكل حر وعلني متسائلا اذا كانت المرأة في قطاع غزة بحاجة الى اثبات هويتها من ان من يرافقها هو زوجها او اخيها فكيف يمكن لها ان تمارس نشاطها الحزبي والمجتمعي بشكل طبيعي ومريح لذلك وجدنا الاقبال على المشاركة في الانتخابات المحلية التي اجلت الى اجل غير مسمى ضعيف جدا وكنا نتوقع بأن لا تكون مشاركة المراة فيها بشكل كبير وخاصة في القرى والبلديات الفلسطينية والتي وجدنا انها اي المراة الحقت الى القوائم الانتخابية بهدف تنفيذ شروط تشكيل القائمة وتم دمجها على اسس عشائرية تحت اسم الاحزاب والفصائل والكتلة السياسية, مشيرة الى انه لم يتم التشاور مع الفصائل والمنظمات الاهلية من اجل تأجيل الانتخابات البلدية والمحلية والتي نرفض تأجيلها لانها استحقاق قانوني ووطني للناس.
غياب المراة عن لجان المصالحة
وتطرقت زيدان الى دور ومساهمة المرأة في انهاء الانقسام واشارت انه تم اهمال المرأة الفلسطينية من عضوية اي لجان خاصة بالمصالحة الوطنية برغم الاحتجاجات التي قمنا بها والاعتراضات التي تقدمنا بها لدرجة انه لا توجد اي امراة في كل لجان المصالحة الفلسطينية التي شكلت من المستقلين والفصائل لرأب الصدع بين حركتي حماس وغزة مشيرا ان ذلك استهتار بالمرأة وبدورها
وقالت ان كافة المؤسسات النسوية والحزبية قامت بالعديد من النشاطات والفعاليات والمسيرات في الضفة وغزة وطالبت فيها حركتي فتح وحماس الى وقف الانقسام الداخلي والتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة ولكن دون جدوى معتبرة ذلك يعود الى ان مجتمعنا العربي مجمتع ذكوري ولا يؤمن بدور المراة في المجتمع.
وحول الانتهاكات التي تعرضت لها المراة في غزة اشارت زيدان الى ان المراة وبخاصة في بداية الانقلاب الداخلي تعرضت للقمع والاعتداء والاعتقال والتوقيف من قبل افراد الحكومة المقالة كما وتعرضت مقرات لجان المراة وكذلك المقار التابعة للاتحاد العام للمراة الفلسطينة للمداهمة والتفتيش والعبث بمحتوياتها ومنعت عضوات الاتحاد العام للمراة الفلسطينة من قبل الحكومة المقالة من القدوم الى مدينة رام الله للمشاركة في اعمال المؤتمر العام للمراة الفلسطينية الذي عقد العام الماضي 2009 في حين تمكنت كل العضوات من كافة ارجاء العالم من الوصول الى رام الله في حين سمعت حماس للعضوات اللاتي ينتمين الى بقية الاحزاب والفصائل بالذهاب الى رام الله منوهة الى ان حكومة حماس المقالة تمارس الرقابة الدائمة على مقرات المراة والجمعيات النسوية والمؤسسات النسوية الاهلية معتبرة الى انه لم يلمس اي تغير في سياسة حماس تجاه التعامل مع المراة والمؤسسات النسوية بل بقيت اعمال القمع وكبت الحريات الشخصية متواصلة حتى الان
مشيرة الى ان المراة برغم ذلك لم تضعف وواصلت عملها الحزبي والنشاط السياسي والمجتمعي في قطاع غزة والضفة الغربية وكذلك واصلت دعوتها الى كافة اطراف النزاع من اجل انهاء الانقسام وعودة الامور الى ما كانت عليه.
العنف الاسرائيلي مؤثر مباشر
وقالت زيدان : quot; ان المؤسسات النسوية تعمل من اجل لم شمل شطري الوطن والمحافظة على النسيج الاجتماعي الفلسطيني من خلال تنظيم وعقد المؤتمرات والنشاطات النسوية التي تدعو الى الوحدة الوطنية والى انهاء الانقسام وكذلك دعوتها الى السلم الاهلي.
واخيرا حول تأثير العنف الاسرائيلي على المرأة والاسرة ككل اشارت زيدانquot;: ان الاحتلال موجود طوال حياتنا وهذا العنف الاسرائيلي يزداد يوما بعد يوم بعد وان المرأة الفلسطيني هي اكثر تضررا وتأثيرا من هذه الانتهاكات والقمع الاسرائيلي وبخاصة في قطاع غزة والتي تسكن بمحاذاة الجدار العازل في الضفة الغربية فهي التي تتعامل بشكل مباشر مع العراقيل والاجراءات الاسرائيلية سيما اثناء عملها في حقولها ومزارعها المحاذية للجدار والتي تحتاج الى تصاريح دخول ومغادرة وانتظار ساعات بانتظار السماح لها بدخول اراضيها للعمل فيها اذا فالمراة اكثر تضررا من الرجل خلال العمل في مجال الزراعة لانها تعمل اكثر من الرجل في هذا القطاعوهكذا وكذلك الحال تتأثر المراة بالحواجز الامر الذي جعل الاهل يخرجون بناتهم من المدارس خوفا عليهن ولم يسمحوا لهن بمواصلة الدارسة في المدارس البعيدة عن اماكن سكناهم .
الانقسام نكبة جديدة
وخلصت زيدان الى القول quot;: انني اشبه الانقسام الداخلي quot; بنكبة جديدة quot; تعرض لها الشعب الفلسطيني سيما وان نظرة العالم تغيرت للاسوأ بعد ان كنا نلقى الاحترام والتقدير و التعاطف الاممي والعربي والاسلامي واصبحنا مجرد فقراء بحاجة الى الاغاثة وليس اصحاب قضية سياسية بحاجة الى حل واقامة دولة مستقلة لنا والعالم اليوم يطالبنا بحسم مشاكلنا الداخلية قبل مطالبنا بحل قضيتنا الوطنية العادلة مشددة على ان استعادة مكانتنا لن يتأتى دون الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الداخلي والعودة وعودة الامور الى ما كانت عليه قبل اكثر من ثلاث سنوات مضت.
التعليقات