كابول: وصلت حصيلة القتلى في صفوف القوات الدولية في افغانستان الى مئة قتيل خلال شهر حزيران/يونيو، ما يجعل منه الشهر الاكثر دموية حتى الان بالنسبة للجنود الاجانب في هذا البلد خلال الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.

ومع اعلان وزارة الدفاع الاميركية عن مقتل جندي اميركي في 24 حزيران/يونيو في ولاية فرح (غرب) ارتفعت حصيلة القتلى من الجنود الاجانب حتى هذا الوقت من العام الى 320 مقارنة مع 520 قتيلا في عام 2009 باكمله.

وتستند وكالة فرانس برس في احصاءاتها على موقع quot;ايكاجوالتيز.اورغquot; المستقل. وذكرت وزارة الدفاع الاميركية ان الجندي روبرت ربكي البالغ من العمر 20 عاما والمتحدر من ولاية تنيسي توفي quot;متاثرا بجروح اصيب بها في حادث غير قتاليquot;.

وذكر متحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف الاطلسي ان 81 من جنود الحلف قتلوا في عمليات قتالية في حزيران/يونيو. واضاف ان 12 جنديا قتلوا في حوادث غير قتالية. اما من بقي والذين لم تدرجهم ايساف في احصاءاتها فقد توفوا متاثرين بجروحهم عقب عودتهم الى بلادهم للعلاج.

وقال المتحدث انه لم يتم الابلاغ عن سقوط اي جنود الاثنين، مضيفا quot;هذا يوم من الايام الجيدة النادرة خلال هذا الشهرquot;. وكان اعلى عدد سابق من القتلى 77 قتيلا في اب/اغسطس. وينتشر 140 الف جندي تابعين للولايات المتحدة وحلف الاطلسي في افغانستان ومن المقرر ان يرتفع ذلك العدد الى 150 الف في اب/اغسطس في مسعى للقضاء على تمرد طالبان المتزايد.

وصرح الحلف العسكري الثلاثاء ان البحث عن الجندي الاميركي الذي خطفته طالبان في افغانستان قبل عام لا يزال quot;اولوية قصوىquot; بالنسبة لقوات الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال الاميرال غريغ سميث الرجل الثاني في المكتب الاعلامي للقوات الاطلسية في افغانستان انه quot;منذ اسر (الجندي) في 30 حزيران/يونيو 2009، الاولوية بالنسبة الى القوات الاميركية وقوات التحالف هي العثور عليه والافراج عنه سالماquot;.

والجندي بوو بيرغدال (24 سنة) الذي فقد في 30 حزيران/يونيو هو اول جندي اميركي تأسره حركة طالبان منذ بدء التدخل الدولي في افغانستان في نهاية 2001. وكان الجيش الاميركي اعلن في الثاني من تموز/يوليو ان الجندي فقد منذ ثلاثة ايام من قاعدة في ولاية باكتيكا الافغانية (جنوب شرق) وانه على الارجح خطف بايدي متمردين. واكد متمردو طالبان لاحقا اسره وقالوا انه كان quot;ثملاquot; عندما خطف.

وفي 19 تموز/يوليو بثت طالبان شريط فيديو اول بدا فيه بصحة جيدة وقد طالب فيه الجندي الاسير بانسحاب القوات الاميركية من افغانستان. وتاتي هذه الحصيلة فيما تدور تساؤلات حاليا في الولايات المتحدة واوروبا حول الاستراتيجية في افغانستان بعد اقالة الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في هذا البلد وتعيين مكانه الجنرال ديفيد بترايوس الذي يعتبر في الولايات المتحدة quot;بطلquot; الحرب في العراق.

ومن المقرر ان يتولى بترايوس مهامه في الرابع من تموز/يوليو. كما اقر ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) بوجود quot;مشاكل خطيرةquot; في الحرب في افغانسان. والاثنين قررت النائبة نيتا لوي العضو في اللجنة المتنفذة المسؤولة عن الميزانية منع تخصيص مليارات الدولارت لافغانستان وتوعدت بعدم تمديد المساعدات الا بعد ان يفي الرئيس الافغاني حميد كرزاي بوعوده بمكافحة الفساد.

وقالت لوي quot;لا انوي اضافة مليم واحد للمساعدات في افغانستان الا بعد ان اتاكد من ان اموال دافعي الضرائب الاميركيين لا تذهب الى جيوب مسؤولي الحكومة الافغانية الفاسدين وتجار المخدرات والارهابيينquot;. وطلبت ادارة الرئيس باراك اوباما مبلغ 3,9 مليار دولار كمساعدات لافغانستان للعام المالي 2011 الذي يبدأ في تشرين الاول/اكتوبر.

وفيما تتركز الجهود لمكافحة طالبان في محافظتي هلمند وقندهار الجنوبيتين اللتين تعدان معقلا لطالبان، الا ان هجوما كبيرا يجري في ولاية كونار الحدودية، طبقا لايساف. وقالت ايساف الاحد ان اكثر من 500 من جنودها والجنود الافغان يطاردون مسلحي القاعدة وطالبان في كونار وان quot;عددا من المسلحينquot; قتلوا، كما قتل جنديان اميركيان.

وتحدثت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; عن مقتل نحو 150 من مسلحي طالبان في معارك على طول حدود ولاية كونار مع باكستان. وتعد العملية التي بدأت الاحد وتقودها الولايات المتحدة الاضخم التي تشن حتى الان في المنطقة المحيطة بولاية كونار، حسب الصحيفة التي نقلت عن مسؤولين اميركيين وصفوا العملية بانها quot;واحدة من اعنف المعاركquot; التي تجري في افغانستان هذا العام.

وذكر حلف الاطلسي ان الارتفاع الكبير في عدد القتلى سببه تكثيف الحلف لعملياته العسكرية وقتال طالبان في مناطق تجري فيها مواجهات معهم لاول مرة. وتعتبر العبوات الناسفة المصنعة يدويا التي يستخدمها مسلحو طالبان السبب في وقوع معظم القتلى بين الجنود الاجانب. وذكرت الامم المتحدة هذا الشهر ان الهجمات بالعبوات الناسفة المصنعة يدويا ارتفاع بنسبة 94 بالمئة في الاشهر الاربعة الاولى من هذا العام مقارنة مع نفس الفترة من عام 2009.