وافق مجلس إدارة لوموند على دخول مساهمين جدد لتضع حدًّا للتنافس المحموم المدعوم من ساركوزي.

باريس: وافق مجلس إدارة صحيفة لوموند الفرنسية الذائعة الصيت على دخول مساهمين جدد يملكون أغلبية رأسمال الصحيفة، واضعًا حدًّا لتنافس محموم بين مجموعتين كانت الخاسرة منهما تحظى بدعم شخصي من الرئيس نيكولا ساركوزي.

واتخذ التنافس من أجل الدخول في إعادة رسملة الصحيفة طابع الصراع بين اليسار واليمين في فرنسا للسيطرة على الإعلام في عهد يتحكم فيه أقرب أصدقاء ساركوزي في إدارة كبريات أجهزة الإعلام في فرنسا. وتقول صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، التي تناولت الموضوع في عددها الصادر اليوم، إن السجال حول ملكية لوموند جرى في سياق انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2012.

وانسحبت المجموعة المدعومة من ساركوزي أمس من السباق بعد أن صوّت 90% من العاملين في لوموند ضد العرض الذي تقدمت به، متذرعين بحجج تتعلق باستقلالية السياسة التحريرية للصحيفة بعد أن أغضبهم تدخل الرئيس الفرنسي في الصراع.

ويرتبط المساهمون الثلاثة الجدد، الذين اعتمدهم مجلس إدارة لوموند بفارق ضئيل من الأصوات، بعلاقات وثيقة مع الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض.

والثلاثة هم بيير بيرغ، رجل الصناعة الثري المدافع عن حقوق الشواذ جنسيًّا، وماثيو بيغاس مالك إحدى مجلات موسيقى البوب، والملياردير الخبير بقطاع الاتصالات إكزافييه نيل الذي تربطه علاقات بالرئيس الحالي لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان، المنافس المحتمل لساركوزي في انتخابات 2012.

وتعهد المالكون الجدد بالحفاظ على استقلالية الخط التحريري للصحيفة ومنح اتحاد الصحفيين العاملين بها حق نقض القرارات. وقد ظلت لوموند، وهي صحيفة يومية تصدر بعد الظهر، تعاني من أزمة عميقة وعجز هائل في موازنتها حتى إنها لا تستطيع دفع رواتب العاملين لشهر يوليو/تموز.

وكان الرئيس ساركوزي قد استدعى رئيس تحرير لوموند إريك فوتورينو إلى القصر ليبلغه أنه يُفضل أن تستحوذ شركة الاتصالات الفرنسية quot;فرانس تيليكومquot; ومجلة quot;نوفيل أوبزرفاتيرquot; الأسبوعية على لوموند.