أحدالمشاريع المستقبلية لهيئة الطيران |
يشهد سوق الطيران الداخلي السعودي أزمة حادةمعquot;انسحابquot; شركات الطيران الاقتصادية الجديدة من الوجهات الإلزامية لها بعدد من المطارات المحلية، مما شكل اضطرابًا عامًا لسكان وزوار بعض المدن التي غابت عن الإتصال مع المدن الأخرى وإضطرت للعودة إلى ما قبل زمن احتكار quot;السعوديةquot; الأجواء والمحطات الداخلية.
جدة: في الوقت الذي تعيش فيه هيئة الطيران المدني، الجهة التنفيذية المسؤولة عن تنظيم عمل سوق الطيران السعودي، في دوامة ما بين الخروج من مأزق توقف عمل بعض المحطات الجوية الداخلية وطموحها التطويري للمطارات الداخلية الدولية، إلا أن ذلك لم يعفها من تلقي السخط العام من قبل العديد من سكان المجتمع الذين حملوها مسؤولية تردي السوق الداخلي للسعودية. وتأتي أزمة إغلاق مطار رفحاء (شمال السعودية) لانسحاب شركات الطيران الداخلية منه أبرز المشاكل التي تهدد كذلك العديد من المطارات الداخلية السعوديةالمرجح ان تتبع مطار رفحاء. وعلى الرغم من أن المجتمع السعودي كان سعيدًا بكسر احتكار الخطوط الجوية العربية السعودية لأجواء السوق الداخلي، الا أن السعادة إنقلبت إلى أسى وحرمان عاد بهم نحو الطرق الأخرى للتنقل.
هل quot;السعوديةquot; سبب الأزمة الداخلية ؟
قال المتحدث الإعلامي للهيئة العامة للطيران المدني خالد الخبيري في تصريح خاص quot;بإيلافquot; إن الخطوط السعودية التي تقدر ميزانيتها بـquot;21 مليار ريال سعوديquot; استطاعت أن تتخطى الأزمة الاقتصادية العالمية التي تضرر منها العالم أجمع، حيث تلقت الدعم المادي من قبل الدولة كونها ما زالت مؤسسة حكومية، وقال الخبيري في حديثه عن أزمة إغلاق مطار رفحاء إنّه quot;حين انسحاب الشركات الاقتصادية من مطار رفحاء خاطبنا الخطوط السعودية لتتولى عملية تشغيله كما باقي المطارات الأخرى التي انسحبت منها الشركات ورحبت quot;السعوديةquot; بالفكرة حتى يتم الاتفاق مع شركات طيران أخرى التي تسعى الهيئة لاستقطابها كشركات جديدة في السوق الداخليquot;.
ونفى المتحدث الإعلامي للهيئة أن يكون للهيئة quot;يدquot; في انسحاب شركتي quot;سماquot; وquot;ناسquot;، وقال الخبيري quot;مطار رفحاء لم يغلق وإنما انسحبت منه الشركات التي كانت تديره نظرًا لمواجهتها العقبات في عمليات التشغيل الداخلية من ناحية ارتفاع أسعار التذاكر والوقود، وأضاف الخبيري بأن انسحاب الشركتين كان اختياريًا وليس إجباريًا، وعن صلاحياتهم في الإشراف على الوقود وأسعاره لتخطي الأزمة والحد من انسحاب الشركات قال: quot; نعلم تمامًا أن أسعار الوقود مرتفعة ونحاول أن نعالج المشكلة بشكل غير مباشر لكن الوقود لا نشرف عليه بأي شكلاً كان فالإشراف والإدارة وعمليات البيع تكون تابعة لشركة quot;أرامكوquot;، وأضاف الخبيري أن هيئة الطيران قامت بدراسةمفادها انهوعلى الرغم من أن أسعار التذاكر في السعودية مرتفعة الا أنها أقل 50% من باقي الدول العربية.
الرحلات دولية في المطارات المحلية
وقال المتحدث الإعلامي للطيران السعودي أنه تم البدء في عصر جديد لتشغيل للرحلات الدوليةفي عدد من المطارات الداخلية لتلبية الطلب وتوفير العناء المادي والجسدي لسكان بعض الأقاليم
وأضاف بأن سكان مدينة جدة استفادوا من مطار ينبع الذي بدأ في تسيير رحلات دولية للقاهرة (جمهورية مصر العربية) من ناحية انخفاض أسعار التذاكر، وأضاف: quot;الذهاب من ينبع للقاهرة يقدر بـ400 ريال على رحلات إحدى شركات الطيران المصرية في المواسم العادية ويتضاعف في أيام المواسمquot;، وقال الخبيري بأن الهيئة وفرت للفرد بديلاً وأعطته حرية الاختيار في الاستعانة بالطيران الذي يناسبه، فهو يقوم منذ عام برحلتين يومية من ينبع للقاهرة وبتكلفة بسيطة فحلت برحلاتها أزمة كبيرة. وقال الخبيري في مجمل حديثه عن تشغيل الوجهات الداخلية أنه تم تشغيل وتسيير الرحلات الدولية من مطار أبها الإقليمي (جنوب السعودية) من خلال رحلات أسبوعية لكل من القاهرة وصنعاء بالجمهورية اليمنية لأكثر من أربع رحلات أسبوعية. وأضاف أيضًا أن مطار القصيم أتم التعاقد مع شركة طيران مصرية وبدأت في تسيير رحلاتها من القصيم إلى القاهرة منذ أيام.
نسعى لتكثيف الطيران الداخلي والتطوير
وأبدى الخبيري رغبة الهيئة بالتعاقد مع شركات الطيران الدولية لتقوم بزيادة عدد الرحلات الداخلية في المطارات المحلية فقال: الهيئة تسعى إلى استقطاب شركات الطيران،شرط أن تقوم بتشغيل المطارات المحلية لجعلها ذو وجهات دولية، فالباب مفتوح أمام جميع الشركات الدولية التي تستوفي الشروط للاستثمار في المطارات السعودية. وأشار الى أن المطار المحلي الذي يقوم بتنظيم رحلات دولية محدودة quot;لا يعني أن يكون دوليًّا في الوقت الراهن كون المطار الدولي لابد أن تتواجد فيه المرافق الحكومية وتكون كاملة كمكاتب الجمارك والجوازات وأن تكون quot;المدارجquot; تستوعب الطائرات الكبيرة، ولكن هذا لم يحدث حتى الآنquot;.
وعن المشاريع المستقبلية للهيئة قال المتحدث الإعلامي quot;هناك مطار سيتم استحداثه بالقرب من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة يمتلكه ويشغله القطاع الخاص لسنوات طويلة شامل البناء، التحويل، الصيانة والتشغيلquot;. وعن كيفية تشغيله أوضح خالد الخبيري بأنه quot;سيدار بطريقة إدارية مشتركة بين ثمانية تحالفات تابعة لدول متعددة تم اختيارهم على أساس الأنسب لإدارة هكذا مطار، وستتضح الرؤية في شهر أيلول/سبتمبر القادم لكن عن تكلفته في السنة الأولى للتأسيس، فهي تتراوح ما بين 8 إلى 12 مليون ريال سعودي كمرحلة أولى فقط حيث ستكون الرحلات الدولية حاضرة بهquot; وأضاف أن المشروع القادم سيكون مطار تبوك الإقليمي(شمال السعودية) وتم إنجاز 80% منه.
وتأتي أزمة الطيران الداخلي السعودي في وقت حرج للغاية لعدد من افراد المجتمع الذين يعتبرون أن الأزمة لا يمكن أن تحل إلا وفق نظرة شمولية متوازنة لجميع الشركات والتي بدأت في تسيير رحلاتها الدولية تعويا لخسارتها جراء المشاركة في السوق المحلي السعودي.
التعليقات