مراهنات كأس العالم: صناعة في الغرب.. وعالم سري في الشرق

تشعل المراهنات على الفريق الفائز في كأس العالم لهذه السنة حماس المغاربة،اذ أنه كي تزيد حماسة الجمهورتنوعت وسائل المراهنة بين الإذاعات وداخل المقاهي بين الأصدقاء لتصل الى المواقع الإلكترونية في محاولة للحصول على الإثارة المطلقة.

ليس للمراهنات على المنتخب الفائز في كأس العالم شكل واحد، بل إن هذه quot;المغامرة الماليةquot; اتخذت مستويات متعددة، أبطالها مؤسسات، أو إذاعات، أو مجموعات معروفة أو غير معرفة، بل وحتى أفراد في بعض الحالات.

ورغم أن إعلانات المراهنات غابت عن صفحات الجرائد في المغرب، إلا أن الجمهور الرياضي تزايد إقباله على الإذاعات الخاصة، التي خصصت جوائز مالية لمن يتوقع الفائز في مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا.

وتتوزع هذه الجوائز بين مبالغ مالية تبدأ من 1000 درهم (114 دولار)، وقسائم شراء، وبعض الهدايا العينية. وذكر مصدر في إذاعة خاصة أن quot;المسابقة تجري عبر رسائل الهاتف القصيرة (إس. إم.إس)، مشيرا إلى أن عشرات الرسائل ترسل خلال اليوم وأثناء المباريات.

وأوضح المصدر لـquot;إيلافquot; أن إختيار الفائز يتم عبر الكومبيوتر، وأضاف أن هذه المسابقة رفعت عدد المستمعين للإذاعة، كما أنها حققت نجاحا كبيرا، إذ أن عدد المشاركين كبير جدا.

وبعيدا عن الأثير، انتقلت المراهنات quot; إلى المقاهي المغربية، التي تغص بالزبائن لدى إنطلاق أي مباراة، خصوصًاخلال المباريات التي تقام ليلا حيث تحتشد الجماهير وتحتدم النقاشات والتحليلات.

الا ان اللافت في بعض هذه المقاهي في العاصمة الإقتصادية الدار البيضاء هو قيام بعض الزبائن بخلق مسابقة خاصة بهم من خلال فتح باب المراهنات فيما بينهم. والمبالغ المالية quot; الكبيرة الى حد ما quot; تودع اما لدى صاحب المقهى او لدى صديق محايد.

يقول فؤاد مديلي، موظف في القطاع الخاص، quot;اعتدت على مشاهدة كأس العالم مع مجموعة من الاصدقاء في هذا المقهى، حيث نحجز طاولة خاصة بنا، قبل أن نفتح باب المراهنات، التي تزيد من الحماسة في التشجيع أثناء مشاهدة المباراةquot;.

وأكد فؤاد، لـ quot;إيلافquot;، أن quot;قيمة المراهنات تبدأ من 1000 درهم وتصل إلى 2000 وما فوق، حسب إمكانيات، كل واحد مناquot;، مضيفا quot;فزت في رهانيين فقط، حصلت من خلالهما على مبلغ 6 آلاف درهم (685 دولار)، إلا أنني خسرت أكثر مما ربحت لاحقًا اذا لم تصب توقعاتي لعدد من المباريات quot;.

من جهته، أكد سعيد لردادجي، مالك مقهى في المنطقة التجارية بالمعاريف في الدار البيضاء، أن quot;بعض الشباب فتحوا هذا المجال، ولم اتمكن من منعهم quot;، وعلى الرغم من ذلك يتخوف من المشاكل المحتملة في حال خسارة احدهم لمبلغ مالي ضخمquot;.

وأوضح سعيد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;،quot;بعض المراهنات تكون عينية، كالتعهد بإعداد وليمة، أو ثمن لعشاء فاخر في إحد الفنادق، أو غيرهاquot;، مشيرًا إلى أنه quot;حتى الآن لم تسجل أي حوادث تذكرquot;. شكل آخر اتخذته هذه المراهنات كان عبر المواقع الإلكترونية، التي حاول من خلالها المغاربة تجربة حظوظهم،إلا ان حظ البعض كان عاثرا جدا.

مجموعة من الشباب لم تتمكن من مقاومة سحر quot;راهن واكسبquot;، بعد أن أغرتهم قيمة الجوائز، ليشاركوا بمبالغ ليست بقليلة. يقول توفيق (م)، مقاول في مجال العقارات، quot;لا أخفي أنني راهنت بملبغ لا بأس به على المنتخب الإسباني، وأنا أعيش حاليًا لحظة توتر غير مسبوقة في حياتيquot;.

وأوضح توفيق، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;لم تكن الفكرة تراودني قط، لكنني عندما كنت أتصفح أحد المواقع في الشبكة العنكبوتية صادفت إعلان المراهنات، فإستهوتني فكرة المشاركة، خاصة أن قيمة الجائزة المالية في حالة فوز إسبانيا ستكون كبيرةquot;.

يشار إلى أنه في هذا المونديال، وضعت مجموعة من مكاتب المراهنات العالمية منتخب إسبانيا بطلاً لكأس العالم، متفوقا على منتخبات البرازيل والأرجنتين. وحصل أبطال أوروبا 2008 على ثقة المراهنين في معظم المكاتب، حيث سيحصل كل من يراهن على إسبانيا بيورو واحد على خمسة يوروات في حال فوزها بالكأس.

وكان المنتخب البرازيلي جاء في المركز الثاني في ترشيحات المراهنين، حيث سيحصل كل من راهن على أبطال العالم خمس مرات، بيورو على 5.5 يوروات. وحل المنتخب الإنكليزي ثالثا بين رواد مكاتب المراهنات البريطانية، بينما حظي المنتخب الأرجنتيني بالمركز الرابع، وإن كانت مكاتب المراهنات الألمانية على وجه التحديد وضعت الأرجنتينيين أبطالا للعالم في جنوب أفريقيا.