مراهنات كأس العالم: صناعة في الغرب.. وعالم سري في الشرق |
الدخول الى عالم المراهنات مغامرة جميلة مليئة بالتحدي ومحفوفة بالمخاطر، لكنها تستحق كل هذا العناء. لا يسهل الوصول الى الجماعات او الاشخاص المعنييين بعالم المراهنات ومع ذلك كانت المحاولة للوصول الى تلك الدوائر المغلقة.
لم يصل هوس المواطن الاردني رغم شغفه بمتابعة مباريات كأس العالم الى الدخول في عالم المراهنات والسبب الغلاء الفاحش . ووتتجلى صورة متابعة المونديال في الشارع الاردني من خلال رفع اعلام الدول على السيارات وامام المحلات التجارية ووضع شاشات العرض في المطاعم والمقاهي خصوصا في العاصمة عمان.
وقد كسرت مباريات كاس العالم الروتين وحالة الجمود والركود التي تعانيها مختلف القطاعات، ومن خلال التجمعات في المنازل او في المقاهي اختلفت الحياة الاجتماعية خلال هذا الشهر. ولا يقتصر الاختلاف على الشق الاجتماعي فحسب، بل انتعشت المقاهي والمطاعم خلال هذه الفترة ايضا.
ومع ذلك ورغم الاقبال الشديد على المتابعة الا انه يمكن القول ان الشارع الاردني لم يصل الى مرحلة المراهنة والدخول في معارك الخسارة والفوز. ويعزو المحلل الرياضي الاردني أمجد المجالي سبب غياب الرهان اردنيا الى خلو العاصمة الاردنية من مكاتب تنظم المرهنات الرياضية منها ككرة القدم او الفروسية او سباق السيارات.
وتعد الاوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة التي يرزح تحتها المواطن سببا اخرا للابتعاد عن المراهنة ولو من باب التسلية. لكنه في الوقت عينه لا ينكر المجالي وجود مراهنات فردية في اوساط الشباب وانما بشكل مختلف عن الرهان المالي المباشر والتي تتخذ اشكال دعوة للعشاء او مقابل مبلغ مالي صغير يجمع من الشلة (..).
ويضيف بان احتفالية كاس العالم والهوس بهذا العرس الكروي محصور اردنيا من خلال متابعة المباريات في ظل عدم وجود quot; جهات تنظم الرهناتquot;.
واللافت في الموضوع ان الاردني غير ملزم قانونيا بان تكون مراهناته سرية خوفا من المحاسبة وتشير المحامية انتصار زيد الى ان مواد القانون الاردني تخلو من اي نصوص تتطرق الى عقوبات حول المراهنة اذ ان القانون ينظر اليها كجزء من الحرية الشخصية . وتضيف quot; لا يوجد أي قضية في المحاكم بعنوان المراهنات ،اضافة الى انه لاتوجد شكاوى امام الاجهزة الامنية تحت هذا البابquot; .
وجه اخر للمراهنات يمكن رصده بسهولة في الاردن وهو البرامج الاذاعية التي تطلب من المستمعين توقع نتائج المباريات مقابل جوائز نقدية او عينية. الامر نفسه ينسحب على بعض المواقع الالكترونية الاخباري التي فتحت باب الترشيحات وتوقع النتائج مقابل عدد من الجوائز.
يقول محرر في موقع عمون وائل جرايشه ان هذه الخطوة جاءت لجذب القارئ ولابعاده قليلا عن الضغوط السياسية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن الاردني .ويضيف quot; لمسنا تفاعلا كبيرا من زوار الموقع quot;.
وبالعودة الى ارض الواقع وبعيدا عن المسابقات الاثيرية والالكترونية ، يؤكد تامر ، طالب اردني، وهو احد المواضبين على متابعة مباريات كأس العالم في المقاهي الى انه لم يصادف اي شخص قام برهان على اي من المباريات. الامر نفسه اكد مالك احد مقاهي عمان ومشيرا الى ان مصطلح الرهان غائب هذه المرة عن الساحة الاردنية . ولم يلحظ طوال الشهر اي رهانات تمت بين الزبائن.
التعليقات