طالب الامين العام للجامعة العربية بquot;ضمانات مكتوبةquot; قبل البدء بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

القاهرة: طالب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد بquot;ضمانات مكتوبةquot; قبل الانتقال الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل فيما اجرى الرئيس حسني مبارك سلسلة مباحثات منفصلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والموفد الاميركي جورج ميتشل ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال موسى للصحفيين بعد اجتماع مع ميتشل quot;لا نستطيع الانتقال اوتوماتيكيا من مفاوضات (غير مباشرة) الى مفاوضات (مباشرة) من غير ضمانات مكتوبةquot;. واضاف ان الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة quot;دون اي تأكيد او تأكد او ضمان على (جدية) الجانب الاسرائيلي يعني اننا دخلنا الى ادارة الازمة وليس حل الازمةquot;.

واشار موسى الى quot;جلسة طويلة جداquot; جمعته مساء السبت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتابع quot;شعرت ان الرئيس الرئيس الفلسطيني ملتزم بقرارت مجلس وزراء الخارجية العربquot; بشان عدم quot;الانتقال اوتوماتيكاquot; الى المفاوضات المباشرة.

وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا خلال اجتماع عقدوه في اذار/مارس الماضي على اجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية-اسرائيلية quot;كمحاولة اخيرةquot; تستهدف اعطاء واشنطن فرصة لحمل اسرائيل على تنفيذ quot;التزاماتها القانونية بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقيةquot;.

ومن المقرر ان تعقد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا وزاريا في 29 تموز/يوليو الجاري في القاهرة بحضور محمود عباس لتقويم نتائج الجهود الاميركية. وقد التقى ميتشل التقى بعيد الظهر الرئيس المصري لكنه لم يدل بأي تصريح بعد هذه المحادثات.

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان مبارك تلقى quot;رسالة من الرئيس باراك أوباما تؤكد إلتزامه بدفع عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتعرب عن التطلع لمواصلةquot; الرئيس المصري quot;جهوده تحقيقا لهذا الهدف خلال إستقباله اليومquot; لكل من عباس ونتانياهو .

واضافت الوكالة ان مبارك تلقى كذلك إتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صباح الاحد quot;فى ذات الشأنquot;. وتابعت ان مبارك اكد مواصلة مصر لجهودها من اجل quot;تضييق الفجوة بين مواقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيليquot; واشار الى quot;ضرورة إحراز تقدم فى المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا لتهيئة الأجواء المواتية إلى مرحلة التفاوض المباشر بين الجانبينquot;.

واجتمع عباس مع الرئيس المصري لكنه لم يدل ايضا بأي تصريحات. وبدأت بعد الظهر المحادثات بين مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي بجلسة ثنائية بينهما تبعها اجتماع موسع ضم اعضاء الوفدين.

وتأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تأمل فيه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المحادثات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل 26 ايلول/سبتمبر المقبل، وهو موعد انتهاء التجميد الجزئي المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية الذي كانت حكومة نتانياهو اعلنته لمدة 10 اشهر.

ورغم الضغوط الاميركية على عباس للانتقال الى المفاوضات المباشرة، التي تطالب بها اسرائيل، الا انه مازال يضع عدة شروط للموافقة على طلب واشنطن. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه للصحافيين في ختام لقاء بين عباس وميتشل في رام الله السبت quot;حتى الان لا يوجد وضوح في الموقف من عدد من القضايا المتعلقة بالانتقال الى المفاوضات حول الوضع النهائيquot; مع اسرائيل.

واوضح عبد ربه اثر اللقاء وهو السادس في اطار المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في ايار/مايو، quot;ان الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات بين عباس وميتشل كان مهما، لكن هناك جملة من القضايا، اهمها الاستيطان واوضاع مدينة القدس، تحتاج الى مزيد من الوضوحquot;.

وشدد عبد ربه على quot;ان الوقت ليس مهما بل المهم اسس عملية السلام وموقف واضح من الاستيطان والقدس والانتهاكات الاسرائيلية في عموم الاراضي الفلسطينية كي تتخذ القيادة الفلسطينية قرارها بشان المفاوضات المباشرةquot;. ورفض ميتشل الادلاء بتفاصيل بعد اللقاء مكتفيا بالقول انهينا اجتماعا بناء ومثمرا جدا مع الرئيس عباس والقيادة الفلسطينيةquot;. واكد ميتشل، كما خلال زياراته السابقة، التزام ادارة باراك اوباما باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

وقال quot;نتطلع الى مواصلة نقاشاتنا التي بدأت اليوم لتحقيق رؤية الرئيس اوباما للسلام الشامل في الشرق الأوسط، هذا السلام الذي ينبغي ان يبدأ باتفاقية بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اقامة دولتين تعيشان بامن وسلام، كما نامل ايضا في ازدهارquot;.

وكرر عباس خلال الاسابيع الاخيرة التاكيد على انه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة قبل تحقيق تقدم في قضيتي الامن والحدود، وهما من القضايا الشائكة التي تتعثر بشانها عملية السلام، الى جانب القدس واللاجئين والمياه. وفي مقابلة نشرت السبت، قال الرئيس الفلسطيني ان على اسرائيل القبول بوجود طرف ثالث في الاراضي الفلسطينية قبل بدء مفاوضات سلام مباشرة حول الحل النهائي.

وقال عباس في المقابلة التي نشرتها صحيفة quot;الغدquot; الأردنية quot;قدمنا للاسرائيليين موقفنا في مختلف قضايا المرحلة النهائية، خاصة قضيتي الحدود والأمن، وقلنا ان الحدود يجب ان تكون على اساس العام 1967 مع الاتفاق على التبادلية في القيمة والمثل، وقدمنا رؤيتنا بالنسبة للأمنquot;.

واضاف quot;المطلوب من اسرائيل ان تقول ان هذه الافكار مقبولة من حيث المبدأ، بمعنى هل يقبلون ان الارض هي حدود 1967 وان يكون في الأرض الفلسطينية طرف ثالث؟ اذا وافقوا على ذلك، فهذا نعتبره التقدم الذي نريده ويجعلنا نذهب به الى المفاوضات المباشرةquot;.