رجحت كلينتون وجود زعيم تنظيم القاعدة في باكستان وقالت إنه من المفيد جداً إعتقال قادة التنظيم.

إسلام آباد: أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين في أسلام آباد آنها تعتقد آن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن quot;موجود في باكستانquot;. وقالت الوزيرة الاميركية في حديث ملتفز بعد نحو تسع سنوات من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 quot;اعتقد انه هنا في باكستان وسيكون من المفيد جدا اعتقالquot; قادة القاعدة.

وفي نهاية حزيران/يونيو اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا ان بن لادن quot;مختبئ بشكل جيدquot; بحماية حراس امن مقربين في احدى المناطق القبلية في باكستان التي تعتبر من الاراضي quot;الاكثر صعوبةquot; على طول الحدود الافغانية. واضاف انه تم تحديد المنطقة التي يوجد فيها بن لادن في بداية سنوات الالفين لكن quot;من حينها اصبح من الصعب جدا الحصول على معلوماتquot; اكثر دقة.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية عن عدة مشاريع مساعدات مدنية لباكستان ودعتها في الوقت نفسه الى المزيد في مكافحة المجموعات الارهابية المتواجدة على اراضيها دون استثناء. واشادت كلينتون مع نظيرها الباكستاني شاه محمود قرشي صباح الاثنين بالمرحلة الجديدة التي بلغتها العلاقات الصعبة بين البلدين وقالت quot;اننا خرجنا من المازق لبدء حوار في غاية الاهميةquot;.

واعلنت كلينتون عن مشاريع مساعدات لباكستان تفوق 500 مليون دولار قالت انها تهدف quot;الى ارساء قواعد شراكة على المدى البعيدquot; مع باكستان حليفتها الاستراتيجية منذ 2001. وتندرج هذه الاستثمارات التي تشمل خصوصا قطاعي المياه والطاقة في اطار برنامج مساعدة باكستان القياسي الذي يبلغ 7,5 مليار دولار على مدى خمس سنوات وصادق عليه الكونغرس الاميركي الخريف الماضي.

من جانبه اعرب شاه محمود قرشي عن الامل في ان يظهر هذا الاعلان quot;لشعبنا عن الفوائد الحقيقية لعلاقتناquot; في الوقت الذي تظل فيه مشاعر العداوة ضد الولايات المتحدة قوية في باكستان تؤججها بالخصوص غارات الطائرات الاميركية بدون طيار على المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان.

وبتعزيز مساعدتها المدنية، تامل واشنطن اقناع اسلام اباد، الحكومة والجيش مرورا باجهزة الاستخبارات النافذة، بان تتطابق اولوياتهما الاستراتيجية. ويظل الارهاب الموضوع الاساسي في العلاقات الثنائية لا سيما ان حركة طالبان الباكستانية تبنت محاولة اعتداء في ساحة تايمز سكوير في نيويورك في ايار/مايو الماضي والتي اتهم بها الباكستاني فيصل شاهزاد.

وما ان وصلت الى إسلام آباد مساء الاحد حتى دعت كلينتون باكستان بوضوح الى المزيد في مكافحة الارهاب وقالت quot;اننا نطلب مزيدا من الاجراءات الاضافية ونتوقع ان تتخذها باكستانquot;. وقالت quot;لا شك في انه اذا كان مصدر اعتداء على الولايات المتحدة من باكستان فسيكون لذلك تداعيات كبيرة على علاقاتناquot; داعية باكستان الى عدم التفريق بين المجموعات الارهابية التي تنشط على اراضيها.

وتامل واشنطن في ان تبدي اسلام اباد تشددا ازاء مقاتلي طالبان المتحصنين على اراضيها والذين يهاجمون بانتظام القوات الدولية المنتشرة على الطرف الاخر من الحدود الافغانية وقوامها 140 الفا والتي تتكبد خسائر تزداد فداحة في الاشهر الاخيرة.

وتنفي اسلام اباد اي علاقة بطالبان لكن العديد من المراقبين يرون ان قسما من اجهزة الاستخبارات ما زال يرى في المتمردين، مثل شبكة حقاني، العدو اللدود للتحالف الدولي في افغانستان، حصنا مفيدا ضد نفوذ الهند في افغانستان. وعقدت وزيرة الخارجية عدة مواعيد دبلوماسية الاثنين لا سيما مع قائد الاركان الباكستاني اشفق كياني قبل التوجه الى كابول حيث تشارك الثلاثاء في المؤتمر الدولي للدول المانحة لافغانستان.

كما اعربت عن ارتياحها للتوقيع الاحد في اسلام اباد على اتفاق حول النقل التجاري بين باكستان وافغانستان. واكد الموفد الاميركي الخاص لباكستان ريتشارد هولبروك ان quot;تقارب اسلام اباد وكابول من اهداف الادارة (الاميركية) منذ البدايةquot;.