الخرطوم: دعا طارق عثمان الطاهر مقرر المفوضية المكلفة بإعداد الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان المقرر في التاسع من يناير/ كانون الثاني الأحد إلى إرجائه نسبة لضيق الوقت وعدم اكتمال الترتيبات وأهمها عملية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.

وقال الطاهر إن الفترة المتبقية وفقا لتقديرات الجدول الزمني الذي حدده قانون الاستفتاء لا تكفي لإجراء الاستفتاء، لذا تعين تنبيه حكومتي الشمال والجنوب، مضيفا أن للمفوضية حق التأجيل بالتشاور مع الشريكين.

وأوضح الطاهر أن الاستفتاء ليس إجراء قانونيا فقط، بل هو سياسي ويشكل بندا أساسياً في اتفاق السلام الشامل الموقع بين الجانبين عام 2005 والذي وضع حدا للحرب بين الشمال والجنوب استمرت لأكثر من عقدين من الزمن، ويمنح سكان الجنوب الحق في تقرير مصيرهم بالانضمام إلى الشمال أو الانفصال عنه.

من جهته، وعد الرئيس السوداني عمر البشير الذي انتخب مجددا في أبريل/ نيسان، مرارا بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد. وخلص الطاهر إلى القول إن مصاعب حقيقية تواجه المفوضية يلعب فيها عامل الزمن دورا رئيسا، وقد يتجه البعض لتعديل قانون الاستفتاء لاختزال الفترة الزمنية لبعض الإجراءات والخطوات الخاصة بالعملية مما يؤثر على دقة ومصداقية الاستفتاء بالنتيجة.

من جهته، رحب المؤتمر الوطني الحاكم بالدعوة إلى التأجيل لفترة قصيرة لحين اكتمال الترتيبات، إلا أن الحركة الشعبية رفضت ذلك مؤكدة أن عملية ترسيم الحدود عملية فنية.

وصادق النواب السودانيون في الـ28 من شهر يونيو/حزيران الماضي على تشكيل المفوضية المؤلفة من تسعة أشخاص لا ينتمون إلى أي حزب سياسي، ويرأسهم المحامي محمد إبراهيم الخليل وزير الخارجية الأسبق ورئيس الجمعية الوطنية خلال الفترة من 1986 إلى 1988.

وكلفت هذه الهيئة تنظيم تسجيل الناخبين على لوائح انتخابية وضمان اللوجستية الانتخابية في مهمة تعتبر صعبة بعد الانتخابات السودانية العامة التي جرت في أبريل/نيسان الماضي التي شابتها اتهامات بالتزوير ومشاكل تنظيمية كبيرة.