يوميات يهودي كندي في اسرائيل والاراضي الفلسطينية (1-2) تل أبيب تهدم منازل الفلسطينيين والمواطنون يدفعون رسوم تدميرها |
تتواصل رحلة اليهوديّ الكنديّ آرون روزنبرغ في الأراضي الفلسطينيّة، وللجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل فوق أراضي الضفّة الغربيّة الكثير من القصص التي يتحدّث عنها روزنبرغ. فمع كلّ بلدة جديدة يزورها، هناك الكثير من المعلومات تترصّد في ذاكرته حول طبيعة هذا الجدار، وكذلك الحال بالنسبة إلى الأحياء العربيّة في مدينة القدس. كما يروي روزنبرغ أيضًا انطباعاته عن واقع الفلسطينيّين داخل إسرائيل، والمعروفين باسم quot;فلسطينيّي 48quot; من دون أن يغفل عن ذكر تفاصيل الحياة في قطاع غزّة. تنشر إيلاف الجزء الثاني من يوميّات روزنبرغ والتي ترجمتها حرفيًّا عن اللغة الإنكليزيَّة من دون أيّ تدخل بالصياغة أو المصطلحات.
يبعد مخيّم quot;الدهيشةquot; دقائق قليلة عن الجدار الذي تبنيه إسرائيل. ولا يتبع الجدار مسار الخط الأخضر بل يخترق الأراضي الفلسطينيّة لضم مزيد منها وتقييد حركة الفلسطينيّين وعزل تجمّعاتهم السكانية بعضها عن بعض.سيارة جيب إسرائيليّة تحتجز فلسطينيّين عند الجدار الفاصل
خلال عمليّة بناء الجدار الفاصل، هُدمت أو تُهدم بيوت كثيرة. وفي قرية quot;مسحةquot; حيث يمتدّ الجدار في عمق الضفة الغربية، حين صدر أمرهدم أحد المنازل، لاقى هذا المبنى بالذات تضامنًا عالميًّا من منظّمات مثل الأمم المتّحدة والصليب الأحمر. وبدلاً من تدمير هذا المنزل بالجرّافات، اقترحت إسرائيل على أصحابه بناء الجدار بحيث يلتفّ حوله. فالبيت محاط بسور من كلّ الجهات، أحد أضلاعه جدار إسمنتي مرتفع (رسمت على وجهه الداخليّ جداريّة) وضلعان محاطان بسياجين من الأسلاك الشائكة والضّلع الرابع مسدود بحائط مجاور تمامًا لإحدى المستوطنات اليهوديّة.السيدة منيرة، ربّة الأسرة التي تعيش في هذا البيت، دعتنا إلى دخول بيتها الذي سكنت فيه منذ زواجها قبل 27 عامًا. قدّمت لنا الشايوروت لنا قصتها التي ترجمها لنا شخص يتكلّم العربيّة من أفراد مجموعتنا:
لديها 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و26 عامًا. إثنان من أطفالها في الجامعة وآخر متزوج. الثلاثة الباقون دون الثمانية عشر سنة. الأصغر الذي عاش معظم حياته بين أسوار الجدار (بُني الجدار عام 2003 عندما كان في العام الثالث من عمره) يرفض في أحيان كثيرة أن يعود إلى البيت ويبقى مع الجيران. كثيرًا ما تقع العائلة ضحيّة أعمال عنف على أيدي المستوطنين اليهود الذين يعيشون لصق بيتها (البصاق عليهم وتحطيم ألواح تسخين الماء بالحجارة) وعندما كان هذا الصبيّ ابن التاسعة أصغر سنًّا، أُصيب بحجر في وجهه وخيط جرحُه بغرزات متعدّدة.يمتدّ شعور هذا الصبي بالضيق في بيته وإحساسه بالانعزال إلى المدرسة أيضًا حيث يواجه مصاعب دراسيّة واجتماعية.وعندما ارتفع الجدار العازل حول منزلهم لم يكن هناك مخرج وأُقيمت لهم بوابة يفتحها الجنود الإسرائيليون مرّتين في اليوم لتتمكّن العائلة من المرور عبرها.وبعد ضغوط دوليّة فُتح لهم باب في الجدار عام 2004 وحصلوا على مفتاح لها.ولكن ما زالت هناك بوّابة أخرى خارجيّة تُغلق أحيانًا ويأخذ الجنود مفتاحها بصورة اعتباطيّة في مناسبات مختلفة لمنع الزوّار أو حتى موظّفي الإغاثة الدوليّين من دخول البيت.
كما يحاول الجيش الإسرائيلي إجلاءهم من البيت بجعل حياتهم صعبة ماليًّا.لقد كانوا في الأصل مزارعين لكنّ الجدار عزلهم عن مزرعتهم، وبنواقنّ دجاج على أرض حَمي المرأة، ولكنّ الجنود الإسرائيليّين سرعان ما دمّروه.
الأب الذي لا يستطيع أن يمارس أعمالاً ثقيلة بسبب الروماتيزم بدأ يعمل بسحب الماء من بئر يستخدمها مزارعو المنطقة لريّ محاصيلهم. فأنشأ الإسرائيليّون جدارًا حول البئر بحيث أصبح المزارعون يحتاجون الآن إلى ترخيص للحصول على الماء من هذه البئر تحديدًا.وتعيّن على العائلة إزاء هذا الوضع أن توقّف ثالث أصغر أطفالها سنًّا عن الدّوام في المدرسة الثانويّة ليقوم بأعمال مختلفة حول المدينة في قرار أصاب العائلة بغمّ شديد لتقديرها قيمة التعليم، وهو الآن معيل الأسرة الرئيس.
قالت لنا منيرة إنها لا تعرف إلى متى يمكن أن تصمد عائلتها وتبقى في هذا المبنى (من الناحية الماليّة) ولكنّها تتطلّع إلى تضامن العالم معها ولا تطلب حسنة أو صدقة (أعطونا حقوق الإنسان ونحن نتكفّل بأنفسنا).
يجب أن يفهم العالم أنّ هذا الوضع ليس حربًا بل احتلال عسكري. إنّه معركة بين القويّ وحسن التجهيز والضعيف المسحوق بالفقر.
خارج الجدار هناك فلسطينيّون آخرون متضرّرون بممارسات إسرائيل. ففي القدس الشرقية هناك حي الشيخ جراح.وفي صباح اليوم التالي، عندما دخلنا الأراضي المحتلّة بين الساعة السادسة والسابعة، أُجليت أربع عائلات فلسطينيّة بالقوّة عندما كانت وسائدها لم تزل دافئة.رُمي الأثاث في كومة كبيرة خارج المنازل، وكانت احتجاجات الفلسطينيين وناشطين دوليين واعتقالاتهم لم تزل مستمرّة حين عدتُ إلى كندا بعد أسبوع. فلسطينيّون يرفضون الرحيل عن أرضهم في حيّ الشيخ جراح في القدس
فلسطينيّو 1948 أيضًا يواجهون تحدّيات كبيرة على الرغم من أنهم لا يُعدون من سكان الأراضي المحتلة.وعندما تجري دوائر رسمية إسرائيليّة دراسات عن السرطان وغيره من الأمراض في إسرائيل فإنّها لا تشمل التجمّعات السكانيّة الفلسطينيّة بهذه الدراسات وتُبنى نتيجة ذلك معامل كيميائيّة خطرة قرب هذه المناطق.
في وادي نعام قرب بئر سبع، يواجه عرب إسرائيل مشاكل جمّة. فالجميع تقريبًا مصابون بالرّبو في أحسن الأحوال وبأمراض أخطر في الجهاز التنفسي أو الجلد أو الأعضاء التناسليّة.ومثلها مثل الكثير من التجمّعات الفلسطينيّة، فإنّ هذه المنطقة محرومة من الماء أو جمع القمامة أو الكهرباء وعلى الفلسطينيين أن يؤمّنوا هذه الخدمات بطرق أخرى. كما أنّه من الصعب الحصول على الأدوية والإمدادات الطبيّة في هذه المناطق، وقيل لنا إنّ كلّ امرأة متزوّجة فوق سنّ الخامسة والعشرين أُصيبت بإسقاط واحد على الأقل بعد الحمل. وما زال كثير من الفلسطينيّين يعيشون في مدن مثل يافا التي كانت مركزًا تجاريًّا في فلسطين لكن عليهم الآن أن يواجهوا واقع العيش في مدينة زاخرة بتاريخ يتعرّض إلى الإلغاء، وهدم المنازل وبناء مجمّعات جديدة وتغيير أسماء الشوارع فيما يُجبر الفلسطينيّون أنفسهم على الانتقال إلى أسوأ المناطق في المدينة.
دُمّرت 531 قرية فلسطينيّة وأُفرغت من سكّانها في نكبة 1948 وكلّ ما تبقّى منها هو لوائح على مواقع الإنترنت بالأسماء العربيّة الأصليّة لكلّ بلدة وموقعها الجغرافي وأحيائها وأهلها ومساحة أرضها وتاريخ تشريد سكّانها وأسباب النزوح وإحصاءات مختلفة أخرى غير ملموسة.
ولكنّ أشدّ الفلسطينيين معاناة هم الذين يعيشون في قطاع غزة. وقد التقينا في رام الله بالسيّدة هويدة من حركة quot;الحرية لغزةquot;. لقد كانت منظمتها تحاول إرسال سفن إلى قطاع غزّة من اليونان محمّلة بالمساعدات الإنسانية مع ناشطين بينهم شخصيّات حائزة على جائزة نوبل. ولكنّ محاولتهم الأخيرة لم تتكلّل بالنّجاح وسيطر أفراد ميليشيا إسرائيليّة ملثّمون على سفينتهم، وكات الفكرة من مهمّتهم أن يثبتوا أنّ الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزّة لا يمتّ بصلة إلى الاعتبارات الأمنيّة بل هو عقاب جماعيّ.ومع أنّسفينتهم تحمل مدنيّين عزّل ومساعدات إنسانيةلم يُسمح لها بالدخول.
يُفرض على قطاع غزّة الآن حصار بسببه لا يستطيع أيّ أحد تقريبًا أن يدخل القطاع أو يغادره، وهناك قيود شديدة على دخول البضائع. فهذه القيود لا تسمح بمواد البناء المطلوبة لإعادة بناء ما دُمّر في مجزرة كانون الثاني - يناير التي حصدت أرواح أكثر من 1300 فلسطينيّ قُتلوا بموجات من الهجمات الجويّة على السكان المدنيين في منطقة تزيد كثافتها السكانية على كثافة نيويورك. ولا تسمح إسرائيل حتى بدخول الشوكولا إلى غزة. إنّ أهل غزّة يعيشون في سجن وإنّ 80 في المئة منهم يعتمدون على المساعدات الغذائيّة. حصار قطاع غزة طال جميع الفئات
ليست لحكومة حماس المنتخبة ديمقراطيًّا (واعتقلت غالبيّة وزرائها) أيّ سلطة حقيقيّة في المنطقة الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي. وعلى الرغم من تصنيفها في عداد المنظمات الإرهابية فإنّ quot;إرهابquot; حماس أقل بكثير من إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل. وعلى سبيل المثال نستطيع العودة بضع سنوات إلى 25 كانون الأول - ديسمبر 2003 عندما قامت فرقة اغتيالات إسرائيلية بتصفية خمسة فلسطينيين في غزة وإصابة خمسة عشر آخرين، وكان ثلاثة من القتلى مدنيين. وبعد فترة قصيرة على ذلك فجّر فلسطيني نفسه في محطّة لوقوف الحافلات في ضاحية بتاح تكيفا في تل أبيب وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة إسرائيليّين ثلاثة منهم جنود. وبعد ذلك الهجوم الانتحاري نُشرت مقالات صحفية في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركيّة تزعم أنّ هذا الهجوم الانتحاري أنهى ثلاثة أشهر من quot;الهدوءquot; في أعمال العنف دام على ما يُزعم منذ الهجوم الانتحاري الفلسطيني السابق في حيفا في 4 تشرين الأول - أكتوبر. وفي الواقع أنّ الفترة الممتدة منذ 4 تشرين الأول - أكتوبر شهدت اعتداءات إسرائيليّة واسعة أسفرت عن مقتل 117 فلسطينيًّا بينهم 23 طفلاً. وفي الوقت نفسه دمّرت إسرائيل نحو 500 منزل فلسطينيّ في الأراضي المحتلّة.
كنتُ فخورًا بإسرائيل بوصفها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.وحين زرتها صرتُ أشعر بالحرج ممّا كنتُ أفتخر به. فالديمقراطية لا يمكن أن تعطي الأولويّة لطابع الدولة اليهودي إذا لم يكن مواطنوها كلّهم من اليهود. ومن الواضح أنّ هذا التناقض سيمنع هذه الديمقراطية الكاذبة من تمثيل quot;مواطنيهاquot; غير اليهود تمثيلاً عادلاً ويفتح باب السياسات العنصريّة ضدّهم. فإمّا الديمقراطيّة أو النخبويّة اليهودية ولا يمكن الجمع بين الاثنين.
كان الأمر يبدو بديهيًّا وبسيطًا خلال وجودي في الأراضي المحتلة ولكن مر وقت كنتُ أقف فيه quot;على الجانب الآخرquot;. ومن الصعب تبيّن الاتجاه الصحيح بالنسبة إلى فرد له أصولي. ولكنّي أعتقد بأنّي أعرف أين أبدأ. فأنا أعلم أنّ عقد مقارنات مع الهولوكوست (محرقة اليهود) سيبعد اليهود عن أصحاب مثل هذه المقارنات بسبب حدة العواطف والألم الذي يقترن بالهولوكوست.لذا أسارع فأقول إنّ الهولوكوست كانت واقعة مريعة وفظيعة ولكنّها ذات أهميّة لدى بحث الوضع في فلسطين لأنّي أعتقد بأنّ الضعف الذي نشعر به نحن اليهود بسبب الهولوكوست هو الذي يولِّد التزمّت والتعنّت اللّذين تتبدّى بهما الصهيونية (أو النزعة القومية الاسرائيلية المتطرفة) عند اليهود.
في المدرسة الثانوية شاركتُ في quot;مسيرة الأحياءquot; وهي زيارة يقوم بها الشباب غالبًا لمدّة أسبوع إلى بولندا ثم أسبوع إلى إسرائيل لتنمية هذا الشعور بالضرورة الحيوية لشبكة أمان اليهود المسماة إسرائيل (في حين ان اليهود عمومًا هم في الحقيقة أكثر أمانًا بكثير في أميركا الشماليّة وأوروبا). وأذكر ذات ليلة حين كانت الرحلة تقترب من نهايتها في بولندا، في الفندق حيث كان يقيم مئات من المشاركين في quot;مسيرة الأحياءquot;، بدأت مجموعة كبيرة ترقص وتغني وتردّد هتافات مؤيّدة لإسرائيل بصوت عال إلى حد الإزعاج.وعندما سمع آخرون هذه الضوضاء انضمّ مزيد من المشاركين إلى أن كان هناك حشد كبير من اليهود يزعقون بأعلى صوتهم في حبّ إسرائيل، الدولة التي لم يرها الكثير منهم حتى ذلك الوقت.
كان الاستياء باديًا على موظّفي الفندق وضيوفه الآخرين ولكن قادة المجموعة كانوا يدعون أفرادها إلى التوقّف من جهة ثم ينضمّون إليهم في الصراخ من الجهة الأخرى، واستمرت هذه الحال حتى ساعة متأخرة من الليل.
ما زالت معاداة السامية موجودة ولكنّها أقلّ بكثير منها في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. وتقوم درجة ردّ فعلنا عليها في جانب منها على الانكشاف للخطر الذي نشعر به نتيجة التربية الهولوكوستية الثقيلة التي تُحشر في الاتجاه العام، وخصوصًا في أوساط الطائفة اليهوديّة. ولا يعني هذا بالطبع أنّه ينبغي علينا أن نتوقّف عن معرفة ما حدث في الهولوكوست ولكن عندما نعرف ونقول متعهدين: quot;لن تحدث المحرقة مرة أخرى أبدًاquot;، علينا ألاّ نكون قصيري النظر وانتهازيين ومتمحورين دينيًّا حول ذاتنا بحيث نعتقد بأنّ هذا العهد لا يسري إلاّ على اليهود وحدهم كي لا يعيشوا وضعًا يُهجرون فيه من quot;ديارهمquot; في ظروف مزرية ويُمّحى quot;تاريخهمquot;.
هل هناك أمل؟ طبعًا هناك أمل.فالفلسطينيون شعب يعيش حياته على الرغم من كلّ شيء ويعتزّ بتاريخه ولن ينتحر جماعيًّا. وتجدر الاشارة الى قضية المال. فالاحتلال يستطيع البقاء بفضل مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية (ثلاثة مليارت سنويًّا من الولايات المتّحدة) التي تتلقّاها إسرائيل من الحكومات الأجنبية. وهذه الحكومات لا تتنازل عن كلّ هذا المال لأنّها غيورة على ديمقراطيّة اسرائيل أو لشعورها بالذنب إزاء تاريخ الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود بل لأنّها تربح مالاً ممّا تقدّمه من مال. فالمساعدات الأجنبيّة تعود من خلال شركات عالميّة تبني المستوطنات اليهوديّة وغيرها من البنى التحتيّة في الضفة الغربيّة، وتستغلّ الموارد الفلسطينية والأيدي العاملة الرخيصة أو الأسواق الجديدة، وتشارك في بناء الجدار العازل أو تساهم بطرق لا تُحصى مع الشركات الأمنيّة الخاصة التي تحقّق أرباحًا طائلة. وإذا توقّف المستهلكون عن مساعدة هذه الشركات على الربح من دعم احتلال غير مشروع (من خلال حملات المقاطعة ضد منتجاتها وخدماتها وحجب المال عنها وفرض عقوبات ضد الشركات التي تدعم الاحتلال) فإنّ من شأن هذا أن يسهم في إنهاء الاحتلال. ويكلّل الكثير من هذه الحملات بالنجاح في أوروبا، وخصوصًا في الآونة الأخيرة. فالأمل موجود.
نحن نتدافع في إسرائيل
حين كنتُ في المطار مغادرًا حاول اسرائيلي ان يتقدم علي في الطابور. قلتُ quot;ارجوكquot; فقال quot;نحن نتدافع في اسرائيلquot;. أردتُ ان ارد بالقول اني اعرف ذلك ولكني عدتُ وتمسكتُ بمكاني في الطابور. مطار بن غوريون في إسرائيل
ان حل الدولتين لم يعد خيارًا. فإن اسرائيل غيَّرت الحقائق على الأرض التي ستصبح دولة فلسطين وان التضاريس نفسها اصبحت اشلاءً ومُلئت بالخرسانة والمستوطنات اليهودية. الخيار الواقعي الوحيد هو ان تتحول اسرائيل الى ديمقراطية حقيقية تحمي الحريات الدينية وتنتهج سياسات وتطبق قوانين بعيدة من العنصرية. سيقول الاسرائيليون ان هذا المشروع لن يتحقق ابدًا ، وانه ما أن يُعطى الفلسطينيون ارضًا فإنهم سيدفعون الآخرين وينحُّونهم لأخذ مكانهم ، كما يفعل الاسرائيليون ، وذلك ردًّا على اكثر من ستين عامًا من دفع الفلسطينيين خارج بيوتهم وديارهم. ولعل هذا صحيح وطريق السلام العادل سيكون وعرًا ولكن السلام البديل هو السلام الذي يتحقق بقتل الخصم أو طرده وأنا واثق من ان اسرائيل وحماتها لن يسمحوا بمثل هذا السلام على حسابها.
* آرون روزنبرغ: يهودي كندي متضامن مع الفلسطينيين
ترجمة عبدالإله مجيد
التعليقات