تلاشت الأنباء عن الملا عمر منذ ما يقرب سبع سنوات، بينما يكشف غيابه وجود قدر من الانشقاقات في حركة طالبان.

أثار خبر ظهور الملا عمر زعيم حركة طالبان الحماسة بين صفوف أفراد الحركة، حين أشار أحدهم قبل أسابيع قليلة إلى أنه شاهد فيلم فيديو بدا فيه الملا محمد عمر وهو يطلق النار من مسافة بعيدة من بندقية كلاشنكوف.

وجاءت بهجةعناصر طالبانلأنهم لم يسمعوا من الزعيم المحب للعزلة منذ عام 2001 حين تحرك إلى جبال قندهار الواقعة شرق المدينة على ظهر دراجة بخارية كان يسوقها أخ زوجته هربا من القصف الاميركي.
لكن الحماسة ما لبثت أن انطفات بسرع. إذ لا أحد يتذكر عدد المرات التي تردد فيها عودة الملا عمر خلال السنوات التسع الاخيرة لكن الإشاعات تنتهي من دون أي تحقق لها على أرض الواقع.
ثم تبدأ الأسئلة الملحة تبرز من جديد: أين الملا عمر؟ وهل هو حي؟ وهل هو يقود الحركة؟ وإذا لم يكن ذلك متحققا فمن هو الزعيم؟
لا بد أن أجوبة واضحة على تلك الأسئلة ستقرر فيما إذا كانت حركةطالبان قادرة على الصمود أو ان الفشل سيكون حليفها.


يعترف الجميع أن الولاء المطلق للملا عمر هو ما يوحد حركة طالبان ويبقيها متماسكة. فهو يعتبر من وجهة نظر قادة فرقه أميرا للمؤمنين وعليه يعتمدون إعادة الدولة الإسلامية. وقال مسؤول كبير من حركة طالبان عن الوضع:quot;كل عضو في حركة طالبان يعرف أن معنويات ووحدة التمرد على الملا عمرquot;.
وأضاف هذا القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: quot;نحن جميعا نقاتل من أجلهquot;. ومن دون الإيمان بقيادة الملا عمر الروحية فإن حركة طالبان ستنهار وتتحول إلى مجموعة من الفصائل العشائرية المتصارعة فيما بينها.

وأصبحت هذه الانشقاقات داخل طالبان أكثر وضوحا مع كل تقرير زائف يعد بظهوره.
ومن خلال المقابلات التي أجرتها مجلة نيوزويك الأميركية مع ما يقرب من 10 قياديين من إن صمت الملا عمر أصبح قضية طارئة بالنسبة لقيادة طالبان.
لكن معظم المقاتلين المنضوين تحت قيادتهم مقتنعون أن الملا عمر ما زال حيا ويقود التمرد حسبما قال آمرو فصائل طالبان. وهذه القناعة قد جاءت لأنهناك منيحاول أن يبقي شخصية ملا عمر الأسطورية حية. لأن أي إشارة بأن الملا عمر ميت أو لا يقود الحركة على لسان أي شخص ستجعله بنظر المقاتلين إنسانا كافرا، بل حتى جاسوسا.

إنه من الصعب كيف أن هذا الملا القروي الذي يفتقد أي قدرة تعبيرية مؤثرة قد أصبح مصدر إلهام ويمتلك هذا القدر من الطاعة والولاء؟
فعدا عن كونه يقود الصلاة ويستطيع ترديد السور القرآنية فإنه لا يمتلك أي شيء متميز حسبما قال الصحفي الباكستاني رحيم الله يوسف زاي الخبير في حركة طالبان.

وحسب يوسف زاي الذي قابل الملا عمر 10 مرات يفتقد الأخير لأي كاريزما ويخلو من أي سمات ذكاء. وحتى حين كان في السلطة لم يكن يظهر أمام الجمهور إلا نادرا.

مع ذلك فإن أتباعه يتكلمون عنه بخشوع كبير. وقال آمر فرقة المتمردين في إقليم باكتيا: quot;كسملمين نحن نؤمن بالله تعالي. لكننا لا نشغل بالنا في شكله أو أين هوquot;.
وقال أحد أفراد طالبان: quot;نحن نؤمن بأن الملا عمر معنا حتى لو كنا لا نراه أو لا نسمعهquot;.
وأضاف آخر: quot;نحن لا نعلم أين أميرنا لكن ذلك يعني أيضا أن أعداءنا لا يعلمون أيضاquot;.