دان جلال طالباني الهجمات الارهابية التي هزت المدن العراقية اخيرا واودت بحياة المئات وراى ان الاعتداءات تأتي بعد اجتماعات علنية للمقاومة العراقية عقدت في دمشق اخيرا، في وقت اطلقت دعوات لسد الثغرات الامنية وعقد جلسة للبرلمان لمحاسبة القادة الامنيين المقصرين.

لندن: ربط الرئيس العراقي جلال طالباني الهجمات الارهابية التي تتعرض لها مدن عراقية عدة منذ يومين واوقعت نحو 500 قتيل وجريح بانعقاد مؤتمر المقاومة العراقية باشراف حزب البعث العراقي في دمشق اخيرا، وقال انها جاهرت بنيتها العودة بالعراق إلى الماضي البغيض بإتباع اشد السبل وحشية فيما شدد نائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي على ضرورة سد الثغرات الامنية والاسراع بإنعقاد البرلمان و تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وسط دعوات بانعقاد طارئ للبرلمان لمحاسبة القادة الامنيين المقصرين ومناشدة المواطنين للتبرع بالدم لانقاذ حياة المصابين.

وقال طالباني ان الاعتداءات الارهابية التي تشهدها منذ يومين محافظات بابل وبغداد والموصل والبصرة والانبار وواسط تؤكد أن العامل الأهم لتحقيق الأمن والاستقرار يتمثل في الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الواسعة وتغليب المصلحة العامة مشيراً إلى ضرورة quot;مساهمة الجميع في تعزيز الأمن بصرف النظر عن الاختلافات السياسية فحياة المواطن أغلى من كل شيء أخرquot; كما نقل عنه بيان صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم. واشار الى ان quot;مدبري هذه الجرائم النكراء ومنفذيها يهدفون إلى تعطيل العملية السياسية وزعزعة الاستقرار وبث الهلع وعدم الثقة بين العراقيينquot;.

وقال quot;إننا إذ ندين بشدة وصرامة هذه الأعمال الإرهابية نشير إلى إن شمولها مختلف مناطق العراق إنما يدل على إن الهدف هو وطننا العراقي كله وشعبنا بجميع مكوناتهquot; . واضاف ان التنسيق الزمني للعمليات الإرهابية يوحي بان منفذيها يخططون بدعم احترافي قد لا يتوفر بالكامل لدى تنظيمات مثل quot;القاعدةquot; التي تظهر بصماتها في هذه العمليات كما إن الاعتداءات هذه تأتي بعد اجتماعات علنية عقدتها قوى تدعي quot;المقاومةquot; وتساند الإرهاب وجاهرت بنيتها النكوص ببلادنا إلى الماضي البغيض بإتباع اشد السبل وحشية في اشارة الى مؤتمر احتضنته دمشق مؤخرا لفصائل عراقية مسلحة باشراف قيادة حزب البعث العراقي المحظور .

وشدد الرئيس العراقي على ان quot;كشف منفذي الجرائم والواقفين وراءها والعمل على منع تكرارها يقتضي سد الثغرات الأمنية ومراجعة عدد من الخطط الأمنية، بيد إن العامل الأهم لتحقيق الأمن والاستقرار يتمثل في الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الواسعة وتغليب المصلحة العامة والابتعاد عن الاستثمار السياسي للاضطرابات الأمنية وتحاشي خطابات التخوين والتهديد بالاحتراب الأهلي. ومساهمة الجميع في تعزيز الأمن بصرف النظر عن الاختلافات السياسية فحياة المواطن أغلى من كل شيء أخرquot;.

وكان تكتل لأحزاب وتنظيمات عراقية تضم في عضويتها حزب البعث المحظور في العراق منذ منذ عام 2003 قد عقد اول اجتماع علني له في دمشق مطلع الشهر الحالي مؤكدا على دعم المقاومة ورفض الانخراط في العملية السياسية بالعراق.

وشارك مئات الاشخاص في الاجتماع الذي دعت له quot;الجبهة الوطنية والقومية والديمقراطية في العراقquot; التي تضم حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق (جناح محمد يونس الاحمد) والحزب الشيوعي العراقي واتحاد الشعب وممثلي القبائل وتجمع الادباء المناهضين للاحتلال.

وقال غزوان الكبيسي نائب امين سر حزب البعث (جناح محمد يونس الاحمد الذي كان شغل منصب محافظ الموصل في عهد صدام حسين) ان quot;البعثيين مازالوا يقاتلونquot; مؤكدا ان quot;جناحي البعث لديهما قاعدة شعبية داخل البلد تقاتل وتنتظم وتستكمل حلقات الحزب وتستمر بفاعليةquot; في اشارة الى جناح آخر لحزب البعث يقوده عزة الدوري اهم رموز النظام العراقي السابق الهارب حاليا والمطلوب للسلطات العراقية الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اعلى سلطة قيادية في العراق في عهد صدام حسين. وانقسم حزب البعث العراقي اثر احتلال العراق عام 2003 الى جناحين احدهما بقيادة الدوري والثاني بقيادة الاحمد.

ونفى الكبيسي الاتهامات التي توجه للبعث حول التفجيرات الدامية التي تودي بحياة مئات العراقيين وقال quot;انهم يلصقون تهمة على كل مقاوم بانه بعثي ونحن نتشرف بالمقاومة ولكن بالنسبة لنا الدم العراقي محرم وهو خط احمر فلا يمكن ان نعمل ضد العراقيينquot;.

واثر الاطاحة بنظام صدام حسين في 2003 لجأ العديد من المسؤولين البعثيين العراقيين الى سوريا وفي آب (اغسطس) الماضي اندلعت ازمة دبلوماسية بين العراق وسوريا وتمت دعوة السفيرين بعد ان طالب العراق سوريا بتسليمه اشخاصا يشتبه في ضلوعهم في اعتداءات دامية في بغداد بينهم يونس الاحمد القيادي البعثي لكن سوريا رفضت تلك الاتهامات .

دعوة لمواجهة التفجيرات بتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة

من جانبه قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي quot;ان التفجيرات التي يشهدها العراق دليل جديد على أن العراقيين جميعاً مستهدفون وأن العدو واحد وأن المخطط اللئيم يرمي إلى إطالة أمد معاناتهم وإيقاف مسيرة الحياة نحو غدٍ أفضلquot; . واضاف ان أفضل رد على هذه الجرائم هو المزيد من التلاحم والوحدة وتعقب المجرمين القتلة وتقديمهم للعدالة وكشف الجهات الضالعة أمام الرأي العام. وشدد على ان الأمن الوطني مهمة الأجهزة الأمنية التي لن تتكامل الا مع جهد المواطن العراقي في الحد من هذه الهجمات الإرهابية موضحا ان quot;المسؤولية تقع على عاتق الجميع ولا بد أن يتحلى المواطن وحتى إشعار آخر بأعلى درجات اليقظة والحذرquot; .

اما نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي فقد اكد على أهمية توحيد الصفوف وتغليب مصالح الوطن على المصالح الحزبية والفئوية من أجل دحر الإرهاب وعصابات الجريمة . واتهم من اسماهم quot;عصابات الإرهاب من ذيول القاعدة وأيتام صدامquot; بأرتكاب مجازر جديدة في بغداد والبصرة وواسط أدت إلى وقوع العشرات من الشهداء والجرحى وهي جرائم نكراء جاءت بعد ساعات قليلة من إعتداءات إرهابية أستهدفت المدنيين وقوات الأمن والشرطة في بغداد والفلوجة والصويرة ومناطق أخرى من البلاد.

وقال إن ما حصل من الإعتداءات الإرهابية من قبل القاعدة وأذنابها تستهدف إثارة الفتنة وإرباك الحياة العامة في البلاد والتشويش على العملية السياسية والتأثير على معنويات الشعب وقواته المسلحة . وشدد على ان الرد العملي والحقيقي على الإرهاب هو توحيد الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية وتغليب مصالح الوطن على المصالح الحزبية والفئوية والعمل بكل جد على إخراج البلاد من الحالة الراهنة بما يضمن الإسراع في المصادقة على نتائج الإنتخابات وإنعقاد البرلمان وتسهيل مهمة تشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي تضم جميع الأطراف والكتل السياسية.

دعوة لجلسة طارئة للبرلمان لمحاسبة القادة الامنيين

على الصعيد نفسه طالب التحالف الكردستاني بدعوة مجلس النواب المنتهية ولايته الى الانعقاد لمحاسبة القادة الامنيين المقصرين.

وقال القيادي في التحالف محمود عثمان انه من الضروري عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمحاسبة المقصرين من المسؤوليين الامنيين لتراجع الوضع الامني ولفشلهم بقيادة هذا الملف المهم . واضاف ان مايحدث من تفجيرات يشكل ناقوس الخطر وكارثة في الملف الامني مشيرا الى ان السياسيين يتحملون مسؤولية ذلك ايضا من خلال اطلاق تصريحاتهم المستمرة المتشجنة التي لاتصب في المصلحة العامة والتي تؤزم من الوضع في الشارع العراقي . وطالب السياسيين بالكف عن تلك التصريحات والتحلي بالمرونة وتخفيف المطالب للاسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية يتفق عليها الجميع لان الشارع العراقي لا يتحمل اكثر مما نحن عليه الان.

على الصعيد نفسه دعت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي الشعب العراقي الى ضبط النفس وعدم الانجرار الى الفتنة.
وقالت القائمة في بيان تلقت quot;أيلافquot; نسخة منه اليوم انها ترى عبارات الاستنكار لم تعد تتناسب وحجم ما يتعرض له أبناء الشعب العراقي من خلال العمليات الإرهابية وقالت quot;ان حجم المأساة يؤكد ان القوى المسؤولة عن بسط الأمن ليست بمستوى تأمين الاستقرار وحماية أبناء الشعب العراقي، وان الأطراف المسؤولة عن إرباك المشهد السياسي وتأخر تشكيل الحكومة هي التي تتسبب في تأخير الحلول العملية للخروقات الأمنية المتكررة كل يومquot; .

ودعت العراقيين الى عدم الانجرار وراء من يحاول إحداث الفرقة بالتكاتف والوحدة وضبط النفس لتفويت الفرصة على كل من يريد الشر للعراق وناشدتهم ألتوجه الى مراكز التبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين من إخوانهم.

اما التيار الصدري فقد حمل الاحتلال والقاعدة مسؤولية التفجيرات التي تطال العراقيين وقال المتحدث باسم التيار الشيخ صلاح العبيدي ان التقصير الذي دب في القوى الامنية واضح بهذا بسبب الاختراقات وانشغال هذه القوى باعتقال الابرياء وتفريغ جهد امني كبير عليهم وايضا انشغال قيادات في الاجهزة الامنية بالسعي لشغل مناصب في الحكومة القادمة وتقديمهم لسيرتهم الذاتية وتوزيعها على الكتل الفائزة طمعا بالمناصب مما اشغلهم عن تادية واجباتهم.

وطالب العبيدي بأن يكون الاداء الامني مهنيا اكثر والجهد الاستخباري غير مسيس وقال quot; ان هذا الجهد مسيس الان ضد جهة وتاركا الجهات التي تعمل ضد العراقيين من دون ترصد ومتابعهquot; . واوضح ان الحرب ضد القاعدة هي حرب معلومات والقاعدة المعلوماتية في العراق معتمدة على قاعدتين هما المخبر السري الذي يكتب ضد الابرياء وعلى الاحتلال الذي يمرر المعلموات حسب ما يتناسب مع مصالحه في العراق .

اعتراف بتقصير امني

وفي وقت سابق اليوم قال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية إن الاعتداءات التي شهدتها مدن متعددة في العراق والتي خلفت أكثر من مئة قتيل تحمل بصمات القاعدة .

وقال العسكري إن هذه التفجيرات تحمل بصمات القاعدة وهي نتيجة الضربات التي تعرض لها التنظيم في الآونة الأخيرة من خلال قتل واعتقال رموزه. وكان تنظيم quot;القاعدةquot; خسر ابرز قياداته الشهر الماضي بينهم بالخصوص أبو عمر البغدادي ومساعده أبو أيوب المصري في عملية شمال بغداد.

وأضاف العسكري انه quot;من الطبيعي أن تنفذ القاعدة أكثر من هجوم في مدن مختلفة مثل البصرة وواسط والحلة، على مواقع وأهداف ومعامل مؤمنة لإيصال رسائل أننا نستطيع أن ننفذ أعمال في آن واحد و بمدن متعددةquot;. واشار الى ان quot;الهدف من هذه العمليات إيقاف المبادرة للخطة الأمنية العراقية في ملاحقة الأهداف الإرهابية ومحاولة لتشتيت الأجهزة الأمنية وممارسة الضغوط عليها وإعادتها للخطوط الدفاعية دون أن تنفذ أهدافها الاستباقية والهجوميةquot;.

من جانبه اعتبر اللواء حسين علي كمال وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات إن ما حدث quot;تقصير بالأداءquot;.

وأوضح في تصريح صحافي إن ما حدث هو نتيجة خرق امني بسبب ضعف إجراءات التفتيش في النقاط الأمنية المنتشرة في بغداد خاصة والعراق عامةquot;. وأكد انه quot;سيتم محاسبة القيادات الأمنية التي وقعت فيها العمليات الإرهابية لمعرفة مدى التقصيرquot;. لكنه اكد إن quot;التفجيرات لن تؤثر على النتائج المتميزة في قهر الإرهابquot; في إشارة إلى قتل واعتقال قيادات القاعدة.

من جهته أكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن quot;القاعدة تهدف من خلال هذه العمليات إلى إرباك الوضع السياسي والأمني خصوصا خلال الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد المتمثلة بتشكيل الحكومة العراقيةquot;. وأوضح إن quot;تنظيم القاعدة يستغل التجاذب السياسي الموجود حاليا في البلاد للقيام بأعمالها الإرهابيةquot;.

وأكد إن quot;الأعمال تستهدف الدولة العراقية وجميع العراقيين والتجربة السياسية في البلادquot;. واعتبر أن quot;الحل الأمثل لوقف أعمال العنف يتم من خلال تقوية النظام السياسي العراقي والانتهاء من قضية تشكيل الحكومة العراقية الجديدةquot;.