بلير مع جنوده في العراق فيالعام 2007

قرّر توني بلير التبرّعبعائداتمذكراته لخزينة laquo;العصبة الملكية البريطانيةraquo;.

لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أنه يتبرع بكل مال عائداته من كتاب مذكراته الذي طال انتظاره لخزينة laquo;العصبة الملكية البريطانيةraquo; الخيرية التي تعنى بشؤون قدامي المحاربين.

وأثار بذلك عاصفة من الجدل بين مرحب بكرمه وقائل إنه laquo;يحاول هدهدة ضميره المثقل بالذنب وغسل يديه الملطختين بدم الجنود البريطانيينraquo;.

ويشمل التبرع مبلغ 4.6 مليون جنيه (6.9 مليون دولار) تسلمها بلير عربونا من ناشر الكتاب إضافة الى سائر الأموال الهائلة التي ستتوفر من المبيعات وعائدات حقوق الملكية الفكرية. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء السابق إن هذه المبالغ ستعود مباشرة لمستوصف جديد تابع للهيئة ويتخصص في إعادة تأهيل جرحى حربي العراق وأفغانستان.

وسيفتح المركز أبوابه في صيف 2010.

وفور إعلان النبأ صرح كريس سيمبكين، مدير عام الهيئة بقوله: laquo;سررنا أيّما سرور بهذا التبرع السخي. ستساعدنا هذه الأموال كثيرا في توفير مبلغ 12 مليون جينه (18 مليون دولار) نأمل أن تتوفر لنا من أجل إتمام هذا المشروعraquo;.

وأضاف قوله: laquo;بعض الجنود القدامى سيحتاجون لخدمات المركز لبقية حياتهم. وحتما فإننا نقدّر لبلير عطاءه السخي الذي سيحسّن كثيرا من نوع الحياة التي سيعيشها المئات من الجنود الجرحىraquo;.

وقال الناطق باسم بلير: laquo;يريد رئيس الوزراء السابق إلقاء تحية على أفراد القوات المسلحة لشجاعتهم التي يظهرونها يوما بعد الآخر. وقد قرر فور تنحيه التبرع بكل عائدات كتابه للقوات المسلحة على سبيل العرفان للتضحيات العظيمة التي تقدمها من أجل أمان شعبنا وأمان العالمraquo;. وذكرت مصاد أخرى أن تبرع بلير غير مشروط بأي شيء وإنه لن يحصل به على الحق في صنع القرار داخل المركز الجديد بما في ذلك اختيار اسم له.

ويذكر أن كتاب المذكرات المعنوَن laquo;رحلةraquo; سينزل الى المكتبات في الأول من سبتمير / أيلول المقبل.

لكن رئيس الوزراء السابق أثار غضب الجماعات المناوئة للحرب التي اتهمته بأن خطوته مجرد مسعى لغسل يديه من دماء الأبرياء.

وقالت ليندسي جيرمان، من جماعة laquo;العصبة ضد الحربraquo;، في لقاء مع محطة laquo;إل بي سيraquo; الإذاعية اللندنية إن بلير laquo;مجرم حرب ويجب أن يعامل على هذا الأساس. وتبرعه هذا لن يشتري له البراءة أو الغفران ولن يعفيه من الجرائم البشعة التي ارتكبهاraquo;. ومضت تقول: laquo;ندعو الجمهور لمقاطعة شراء الكتاب رغم أن عائداته ستعود للجنود الجرحى. فلولا قراره خوض حرب غير قانونية (في العراق) لما كان هناك قتلى بريطانيون أو جرحى يقدم لهم المركز الجديد خدماته في المقام الأولraquo;.

وأعلنت جماعة laquo;الائتلاف من أجل وقف الحربraquo; أن أعضاءها ينوون أولا سد الطريق على بلير لدى وصوله الى مكتبة laquo;ووترستونraquo; في قلب لندن للتوقيع على كتابه الجديد في الأول من سبتمبر، وثانيا سيحاولون اعتقاله مدنياً بتهمة ارتكابه جرائم حرب في حق الإنسانية.