أبدى عدد من الدعاة على الفضائيات تحفظا واضحا حول إصدار أي فتوى أو رأي في quot;أي أمر يخص العامةquot; حيث كان هناك استفسارات للمتصلين على هذا البرنامج أو ذاك، الاستفسارات كانت حول أمور كثيرة ومختلفة وبمختلف القنوات الفضائية السعودية، وذلك بعد أيام من قرار العاهل السعودي بقصر الفتوى على العلماء الرسميين.
الرياض: دلل على ذلك عندما طلب من أحد المتصلين في برنامج quot;حجر الزاويةquot; الذي يبث على قناة mbc أن يبعث باستفساره الذي طرحه في البرنامج عبر البريد الالكتروني، فيما أُعتذر عن الإجابة على استفسار من متصل آخر وتم توجيهه بأن يعرضه على أهل الاختصاص في إشارة إلى من هم أهل للفتوى من هيئة كبار العلماء.
وبحسب مصادر فإن مسؤولين في التلفزيون السعودي وبرامج الإفتاء أصبحوا يحرصون بشكل كبير في عملية البحث عن مشايخ من هيئة كبار العلماء وهو أمر بالغ الصعوبة بالنسبة إليهم وذلك من خلال عملية التوقيت والحصول على الموافقة من الشيخ إضافة إلى أن ذلك تم حتى قبل الإعلان عن اختيار الأسماء للمفتين، في حين يشهد هاتف هيئة كبار العلماء السعودية ضغطاً من المتصلين .
ويأتي ذلك بعد صدور الأمر الملكي quot;بقصر الفتاوى على هيئة كبار العلماء ومن يجد فيهم الكفاية والأهلية التامة للاطلاع بمهام الفتوىquot;.
وقد وجه العاهل السعودي الملك عبدالله في الأمر الملكي الذي أصدره مؤخرا حول قصر الفتاوى على هيئة كبار العلماء quot; والذي قال فيه quot;نرغب إلى سماحتكم قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، والرفع لنا عمن تجدون فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى للإذن لهم بذلك، في مشمول اختيارنا لرئاسة وعضوية هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ومن نأذن لهم بالفتوى، وتستثنى من ذلك الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول، على أن يمنع منعا باتا التطرق إلى أي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء، ومفردات أهل العلم المرجوحة، وأقوالهم المهجورة، وكل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع، كائنا من كان، فمصلحة الدين والوطن فوق كل اعتبار، وقد زودنا الجهات ذات العلاقة بنسخ من أمرنا هذا لاعتماده وتنفيذه - كل في ما يخصه -، وسنتابع كافة ما ذكر، ولن نرضى بأي تساهل فيه قلّ أو كثر، فشأن يتعلق بديننا، ووطننا، وأمننا، وسمعة علمائنا، ومؤسساتنا الشرعية، التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا، لن نتهاون فيه، أو نتقاعس عنه، دينا ندين الله به، ومسؤولية نضطلع بها - إن شاء الله - على الوجه الذي يرضيه عناquot;
وفي تصريح لرئيس اللجنة الاجتماعية والأسرة والشباب بمجلس الشورى السعودي د. طلال البكري لـ quot;إيلافquot; . قال أتى الأمر الملكي بقصر الفتاوى على هيئة كبار العلماء في وقته مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يتعارض مع الفتاوي الشخصية وإنما أتى لمنع الفتاوي الشاذة وتنظيم الفتوى العامة لجميع المسلمين.
وأضاف أحيانا عندما تأتي من المملكة فتوى تصل لجميع المسلمين في انحاء العالم وقال : المشكلة عندما تأتي فتوى شاذة ويرى بعض المسلمين أن هذه فتوى صحيحة . وحول الإشكالية التي يقع فيها كثير من الناس وهي عدم التفريق بين الرأي والفتوى الذي يبديه بعض المشايخ الذين يظهرون على الفضائيات أوضح الدكتور طلال أنه يجب على الداعية أن يوضح للناس أن هذا رأي وهو يراه أنه الرأي الصحيح وليس بفتوى موضحا في الوقت ذاته أن على المشايخ أن يظهروا وجهة نظر الدين وليس وجهة نظرهم .
وحول إن كان الأمر الملكي سيسهم في تقليص تنظيم ظهور الدعاة على الفضائيات قال البكري كون الفضائيات مليئة بالمسلسلات والأغاني فإن هؤلاء المشايخ أو المتعالمين الذين يرون أنه لابد أن يظهروا على هذه الفضائيات حيث يعتقدون أن ذلك معادلة بين ما يقدمونه وما تبثه هذه الفضائيات وقال حسم هذا الموضوع لن يكون سهلا على الإطلاق ولكن يجب أن نعرف أن في المملكة العربية السعودية جهة خاصة للإفتاء وهي من تتحمل هذه المسؤولية .
ويخشى مراقبون ومتابعون من تمادي البعض في اصدار الفتاوي عبر مواقعهم الالكترونية أو عدم توضيح ذلك لمتابعيهم وقرائهم بأن تلك وجهات نظرهم واراؤهم وليست فتوى، قائلين quot;حينما أبدى الشيخ عادل الكلباني وجهة نظره حول سماع الأغاني توقع الكثير أنه اصدر فتوى بهذا الخصوص وهذه إشكالية كبيرة يقع فيها من لا يفرق بين الرأي والفتوىquot; .
رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أكد في تصريح صحافي أن الاختيار للمفتين لن يكون على أسس إقليمية أو مناطقية أو قبلية، مؤكداً أن مناطق المملكة كلها منطقة واحدة.
وقال إن المهم في الاختيار أن يعرف الحق أيا كان ومن أي منطقة كانquot;، وأضاف نحن نترفع عن العنصرية ويترفع عنها كل مسلم ونحن نحارب هذه الأمور ونحب الخير، مؤكدا أن بلادنا وحدها الله بالعقيدة ونحن بلد واحد لا فرق بيننا.
التعليقات