أرجوان سلمان من الرياض: أثار قرار وزارة التعليم العالي السعودية وقف الابتعاث للكثير من الجامعات الاسترالية بسبب تردّي مستوياتها، أثار مخاوف تلك الجامعات بالإضافة لمسؤولي التعليم بشكل عام في هذا البلد الذي كان طوال السنوات الماضية وجهة لعدد كبير من الطلاب السعوديون، في حين طمأنت الوزارة الطلاب بأن تعميمها بعدم ابتعاث الطلاب إلا لما تسمى quot;مجموعة الثمانيةquot; لا يعني عدم الاعتراف بشهادات الطلاب الذي ابتُعثوا في السنوات الماضية وقبل صدور القرار الجديد.

وثار جدل واسع في استراليا منذ صدور القرار السعودي بوقف الابتعاث لعدد كبير من الجامعات الاسترالية نظراً لتدنى مستواها التعليمي وعدم مواكبتها لأحدث الأساليب المتبعة في جامعات أخرى، وذلك بعد مراجعة شاملة لوزارة التعليم العالي التي لا تزال تعيد حساباتها في هذا الشأن.

وينص تعميم الوزارة السعودية على تخصيص الابتعاث لما يعرف بـquot;مجموعة الثمانيquot; فقط، وهي ثماني جامعات أسترالية مصنفة دولياً، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الجامعات الاسترالية الأخرى، سواء لتوقف التحاق الطلاب السعوديون بها، أو لتدني سمعتها دولياً نتيجة لهذا القرار.

وتطرقت صحيفة quot;ذا استراليانquot; بشكل موسع للقرار السعودي، وتحدثت للعديد من مسؤولي التعليم في استراليا، ونقلت عن المدير التنفيذي للرابطة الدولية للتعليم في أستراليا دنيس موراي قوله إن هذا يشكل خطرا على سمعة التعليم الأسترالي حيث سترى الحكومات الأجنبية بأن جودة التعليم الأسترالي متوسطة أو حتى أقل.

ورغم الإحباط الذي بدا واضحاً على مسؤولي التعليم بشكل عام في استراليا، وكذلك إدارات الجامعات، فإن المتحدث الرسمي لوزارة التعليم سيمون كرين حاول التخفيف من حدة الأمر بقوله إن استراليا ستبقى هي الوجهة المفضلة للتعليم العالي التي يقصدها الطلاب الدوليين، وهو موقف لا يبدو أنه أقنع الجامعات التي ستتكبد خسائر كبيرة مادياً ومعنوياً,

وسارعت وزارة التعليم العالي السعودية على لسان وكيلها لشؤون الابتعاث الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسى، للتأكيد بأن قرارها يختص بالمبتعثين الجدد, وأنه سيُعترف بجميع شهادات المبتعثين إلى جامعات أخرى ثبت تدني مستواها، وذلك للذين يدرسون في جامعات وتخصصات أوصت بها الوزارة قبل صدور القرار، وأشار الموسى إلى أن الوزارة تشجع بالفعل من يرغب في التحويل إلى quot;مجموعة الثمانيquot; لأنها الأفضل بين الجامعات الأسترالية.

إلا أن الطلاب الذين ابتعثوا قبل صدور التعميم, إلى جامعات خارج تلك المجموعة، لا يزالون يرون بأنهم quot;المتضرر الأكبرquot; من هذا التعميم فهم ورغم تأكيدات الوزارة، مازالوا خائفين من عدم قبول شهاداتهم في الوقت الذي لا يجد فيه خريجي الجامعات الموصى بها السعودية أو الأميركية أو البريطانية أو غيرها وظائف, فكيف هو الحال مع خريجي جامعات مستوي تعليمها متدنٍ وفقا لتساؤلاتهم.

وحسب ما ذكرت صحف استرالية فإن عددا من الطلاب أرسلوا إلى جامعاتهم يطلبون منها التدخل فمنهم من بدأ الدراسة في هذه الجامعات المحظورة ومنهم من تخرج منها للتو, والبعض الآخر لم يأبه كثيرا بهذا القرار لأن المتقدم للوظيفة سيخضع للمقابلة الشخصية وغيرها من الإجراءات المتخذة قبل القبول في الوظيفة ويرى أن الكفاءة ستثبت نفسها سواء تخرج من جامعة موصى بها أو جامعة محظورة.

يذكر أن نحو 4000 طالب سعودي يدرسون في الجامعات الاسترالية في تخصصات مختلفة، وفي مستويات متعددة ما بين البكالوريوس ودراسات العليا والدكتوراة، وهي تعتبر وجهة مثالية لعدد كبير من الطلاب السعوديون نظراً لانخفاض تكاليف الدراسة فيها مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.