تصريحات فيلدرز الجديدة كما نقلتها صحيفة quot;دي فولكسكرانتquot; الهولنديّة

أطلق زعيم quot;حزب الحريةquot; الهولنديّ غيرت فيلدرز تصريحات جديدة معادية للإسلام، ووصف فيلدزر الدين الإسلامي بأنه quot;أيديولوجية متسمة بالعنف لا تختلف عن الشيوعية والفاشيةquot;.وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان السياسيّ الهولنديّ عزمه السفر إلى نيويورك للمساهمة في الاعتراض على تشييد مسجد بالقرب من موقع هجمات 11 أيلول.

أمستردام: جدّد السياسيّ اليمينيّ الهولنديّ غيرت فيلدرز صاحب فيلم quot;فتنةquot; المثير للجدل انتقاداته الحادّة الموجّهة للإسلام والمسلمين، وفي تصريحات جديدة من المتوقّع أن تثير الغضب في العالمين العربيّ والإسلامي قال فيلدرز إنّ الإسلام quot;أيديولوجية متسمة بالعنف مثل الشيوعية والفاشيةquot;.

الإسلام quot;يتسم بالعنفquot;

وذكرت صحيفة quot;دي فولكسكرانتquot; الهولنديّة اليومية في عدد الاثنين أن فيلدز البالغ من العمر 46 سنة قال في تصريحات للتلفزيون الأسترالي إن الإسلام لا يمكن مقارنته بالمسيحية ووصفه بأنه quot;أيديولوجية متسمة بالعنف مثل الشيوعية والفاشيةquot;.

وطالب فيلدرز الذي يوصف بالسياسيّ quot;الشعبويّquot; الذي أسّس quot;حزب الحريةquot; أحد اكبر الأحزاب الهولنديّة بوقف الهجرة إلى الدول الغربية من جميع الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة.

وأكد فيلدرز في المقابلة التي أجراها التلفزيون الاستراليّ أنه لا يهتم بمسألة أن تغضب تصريحاته المسلمين وقال :quot;لا أهتم إذا شعر الناس بالإساءة لأنها الحقيقةquot;.

فيلدرز يُغضب المصريين

تصريحات فيلدرز الأخيرة عن الإسلام والمسلمين ليست الأولى من نوعها بالنسبة إلى هذا السياسيّ الذي يوصف بأنه quot;معاد للإسلامquot; والذي شكل تحالفا دوليا يهدف إلى التصدي لأسلمة المجتمعات تحت اسم quot;التحالف الدولي من اجل الحريةquot;.

ووصف فيلدزر هذا التحالف بأنه quot; خيمة كبيرة تشمل جميع الأشخاص والمنظمات التي quot;تقاتل من اجل الحرية وتناهض الإسلامquot;.

وquot;سطع نجمquot; فيلدزر مع إعلانه إنتاج فيلم quot;فتنةquot; الذي يتهجم على الإسلام ، ويتناول فيلم فيلدرز وجهات نظره المعادية للقرآن،وغايته بحسب منتجه إظهار quot; الفظاعة الموجودة في القرآنquot;.

معلق دعائيّ لفيلم quot;فتنةquot; الذي أنتجه فيلدرز

ومنذ أيام قليلة أثار السياسيّ الهولنديّ اليمينيّ حنق المصريين عندما وجه رسالة إلى المسلمين عبر موقع الكترونيّ بعنوان quot;للتحرر من قيود الإسلامquot;، وتطرّق فيها إلى زيارته لمصر كأول دولة مسلمة يزورها وهو في سنّ الثامنة عشرة.

وعلى الرغم من أن غيرت فيلدرز تحدّث عن quot;حسن ضيافة ولطف وود شعب مصر الذي استضافه لشرب الشايquot; إلا أنّ الصحف المصرية وكتابا كثيرين اتهموه بالتطاول على مصر وشعبها عندما قال:quot; المواطنون خائفون من رئيسهم محمد حسني مبارك، حيث قام الرئيس حينها بزيارة مفاجئة لشرم الشيخ ، فاجتاح كمّ من الخوف البلد فجأة عندما أعلن أن مبارك كان قادما في زيارة غير متوقعةquot;.

ووصف غيرت فيلدرز القاهرة قائلا: quot;إنها مدينة فقيرة وقذرة بشكل لا يصدق، لم أكن أتوقع أن مثل هذه المدينة الفقيرة والقذرة تكون جارة لتل أبيب التي تعد من أنظف المدن حول العالمquot;.

وأضاف في رسالته أن تفسير المصريين والعرب لما وصلوا إليه من فقر بالمقارنة بإسرائيل أنهم كانوا ضحايا مؤامرة عالمية تدعىquot;الإمبرياليةquot; وquot;الصهيونيةquot;، والتي تهدف إلى إبقاء المسلمين في الفقر والخنوع ، وقال فيلدرز إنه أرتكب خطأ كبيرا في القاهرة ،حيث قام بشرب كوب من الماء في الشارع ولكن المياه لم تكن نظيفة ما جعله يصاب بالتسمم، مضيفا أنه قام باستئجار غرفة مزدحمة كريهة الرائحة بمبلغ دولارين في اليوم.

ويرى فيلدرز أن المشكلة لا تكمن في المسلمين أنفسهم، ولكن في الإسلام كديانة، والتي عزم هو نفسه على quot;مكافحتهاquot; ،ويقول:quot; هناك من يقول إنني أكره المسلمين. أنا لا أكره المسلمين، لكنني أحزن لكون الإسلام يجردهم من قيمتهم الإنسانيةquot;، مضيفا أن quot;كل ما يعانيه المسلمون من مشكلات في الحياة مصدرها الإسلامquot;.كما أرجع فكرة اضطهاد المرأة المسلمة بشكل رئيس إلى الإسلام ذاته.

انتقادات لصاحب quot;فتنةquot;

رسالة غيرت فيلدرز إلى المسلمين أثارت غضب الإعلام الهولنديّ قبل الإعلام العربيّ ، فالرجل يتعرّض لانتقادات بالجملة في بلده هولندا، وحتى من داخل حزبه نتيجة تصريحاته quot;العدائيّةquot; التي ألّبت ضده مسلمي هولندا وبقية الأقليات الدينيّة.

ووصف المحرّر السياسي في إذاعة هولندا الحكوميّة ميشيل هوبينك خطاب خيرت فيلدرز الذي توجه به للمسلمين بـquot;الخطاب الاستعماريّ الذي عفا عنه الزمنquot;.

ويمضي ميشيل هوبينك قائلا: quot;يظهر هذا الخطاب استعادة طبق الأصل لأدبيات الاستشراق في القرن التاسع عشر.ولعل زعيم حزب الحرية لا يدري أن هذا النوع من التفكير تم تقويضه من قبل النقاد في سبعينات القرن الماضي كما فعل المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد.
ويقول منتقدو أدب الاستشراق إن الأديان في العالم مثل الإسلام وغيره لا تتسم بخاصية ثابتة يطبعها السلم أو العنف.على مر العصور، ظهرت مجموعة كبيرة من التفسيرات والتيارات في الأديان. وباسم الدين تمت الدعوة إلى عدة مطالب متنوعة ومختلفة.نعم، هناك مدارس فكرية تدعو إلى العنف في الإسلام، ولكن هناك أيضا مدارس أخرى تدعو إلى السلم باسم الإسلام. هناك أيضا مدارس تدعو بالقدر نفسه إلى العقلانية والحرية الفردية والمسؤولية اعتمادا على النص القرآني. القرآن والسنة النبوية غنيان جدا بالمواضيع التي قد يجد الجميع فيها ضالته. انه لمن الخطأ ربط الإسلام بمظهر واحد من مظاهره التاريخيةquot;.

الأقليات تستغيث!

تصريحات فيلدرز المتتالية دفعت بست جماعات من الأقليات العرقية في هولندا إلى التحذير في رسالة موسعة نشرت عبر وسائل الإعلام من أن حقوقها قد تتعرض للخطر إذا تشكلت حكومة هولندية جديدة تعتمد على دعم حزب مناهض للهجرة.

وبعثت الجماعات التي تمثل الأتراك والمغاربة والكاريبيين الهولنديين وآخرين برسالتها إلى رئيس المحادثات الائتلافية بين حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية الليبرالي والحزب المسيحي الديمقراطي اللذين يمثلان اليمين والتي بدأت قبل شهر بشأن تشكيل حكومة أقلية.

ونظرا لان الحزبين لا يمتلكان الأغلبية بمفردهما فقد وجها الدعوة إلى خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية المناهض للهجرة للمشاركة في المحادثات.

وإذا توصّل الطرفان إلى توافق في الرأي بشأن السياسات فان فيلدرز الذي يريد وقف هجرة المسلمين تماما إلى هولندا وحظر القرآن الكريم قد يوافق على دعم الحزبين الآخرين في البرلمان.

وكتبت الجماعات في رسالتها:quot; تشكيل حكومة بين حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية والحزب المسيحي الديمقراطي بدعم من حزب الحرية قد يؤدي - في ضوء وجهات نظر هذا الحزب - إلى رؤية وسياسات تقوم على الوصم والمعاملة غير المتساوية والتمييز ضد الأقليات بوجه عام والمسلمين بوجه خاص.quot;

المهمّة: تحذير أميركا من الاسلام

جانب من التظاهرات المناهضة لخيرت فيلدرز

من جهة أخرى، وجهت سهام نقد جديد إلى السياسي الهولندي فيلدرز تتعلق بـquot;دور كبيرquot; يقوم به للتصدّي لبناء مسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام 2001.

ويبدو لكثيرين أنّ هذا الدور أو العلاقة الخفية قد انكشفت بمجرّد إعلان فيلدرز عزمه السفر إلى نيويورك يوم 11 سبتمبر أيلول والتعبير بشكل واضح عن رفضه لبناء المسجد.

يشار إلى أنّ منظمة تطلق على نفسها quot;أوقفوا أسلمة أميركاquot; دعت إلى مؤتمر حاشد في نيويورك يوم 11 سبتمبر المقبل للتنديد بالإسلام، ومن بين المدعوين ورد اسم الهولندي غيرت فيلدرز الذي قال إنّ quot; لديه مهمة وهي تحذير أميركا من الإسلامquot;.

استحقاقات داخليّة

تصريحات فيلدرز المعادية للإسلام عادة ما تتكرّر كلما واجه استحقاقا سياسيا على غرار الانتخابات الأخيرة في هولندا التي هاجم فيها المسلمين بشكل غير مسبوق ودعاهم إلى التخلي عن هذا الدين لأنه quot;سبب مشاكلهمquot;.

ويربط بعض المتابعين بين تصريحاته الأخيرة والسجال السياسي الدائر حاليا في هولندا حول تشكيل الحكومة الذي تأخرّ بشكل ملحوظ.

ويتفاوض فيلدرز منذ ما يزيد عن الشهر على اتفاقية لتشكيل حكومة مع المسيحيين الديمقراطيين والليبراليين.

وطالب ساسة بارزون من الحزب المسيحي الديمقراطي ، فيلدرز بالتحفظ في تصريحاته على خلفية مساعي تشكيل الحكومة ولاسيما أن quot;هذه التصريحات من الممكن أن تضر بسمعة هولندا في الخارجquot; .

يشار إلى أنّ فيلدزر مثل في عدة مناسبات أمام القضاء في هولندا بعد أن ادعى عليه محامون ومسلمون بتهم تتعلّق بـquot; التحريض على الكراهية والتمييزquot; وبحسب الجدول الزمني الذي أعلنت عنه المحكمة فإن الجلسات سوف تستأنف في الرابع من أكتوبر المقبل على أن يصدر الحكم في الثاني من نوفمبر.