أشاد خبراء أمنيون سعوديون وذوو اطلاع على شؤون الإرهاب بقرار وزير الداخلية السعودية ورئيس مجلس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن توجه الجامعة نحو إنشاء كليات أمنية نسائية ويرون أن الوقت حان لإعلانها.

عبدالله آل هيضة: قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز عقب ترؤسه اجتماع مجلس أعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بأن الكثير من النساء لديهن الحماس والرغبة في الدراسة وأضاف أن quot;المجتمع بحاجة إلى المرأة خصوصًا في تخصصات قد تؤدي فيها المرأة بشكل أفضل ولا بد أن يتحقق ذلك قريبًا إن شاء اللهquot;.

العطيان: المرأة ستستغل مستقبلاً...

فهل للجوء التنظيمات الإرهابية للمرأة واستغلالها في عملياتها دور في صدور قرار الجامعة بإنشاء الكليات النسائية الأمنية؟... قال الخبير والباحث الأمني تركي العطيان في حديث quot;لإيلافquot; إن القرار مرّ بدراسة علمية مستفيضة وانتهى بذلك. وقال الخبير العطيان إن الحاجة أصبحت ماسة لتوظيف المرأة في المجالات الأمنية معتبرًا أن القرار يحمل أبعادًا نفسية واقتصادية واجتماعية في إطار أمني عام. وقال العطيان إن التنظيمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم كانت تستخدم المرأة بسبب خصوصيتها مؤكدًا أن الزمن تغير وأصبحت هذه التنظيمات تستغل الجماد أيضًا. ورأى أن المرأة سوف تستغل مستقبلاً منددًا في الوقت نفسه بالتصرفات التي يلجأ إليها هؤلاء الإرهابيون باستغلالهم لها للوصول إلى أهدافهم، مضيفا أن المرأة السعودية ليست بعيدة من هذا الاستغلال الذي يتيح لبعضهن ممن يمتلكن النزعة الإجرامية إلى الجريمة بصورة سهلة. وأكد العطيان أن هذه التنظيمات لا تستغل المرأة في اطلاق النار أو التفجير لكنها تستغلها في كونها عنصرًا محرّضًا يستطيع أن يصل إلى مرحلة لا يستطيع هذا التنظيم الوصول إليها.

المرسال: المرأة بحاجة إلى التأهيل والتدريب أمنيًّا

المشرف العام على حملة السكينة وعضو لجنة المناصحة في وزارة الداخلية الدكتور ماجد المرسال قال في حديث quot;لإيلافquot; إن المرحلة المقبلة تقتضي تفعيل دور المرأة بشكل أكبر في المجالات الأمنية تأهيلاً وتدريبًا. وأوضح المرسال أن المجتمع يشهد انفتاحًا ثقافيًا وفكريًا ينبغي أن يوازيه تفاعل إيجابي فكري، وأضاف أن المرأة تقوم حاليًا في الوطن العربي عمومًا والسعودية كحالة خاصة بدور متميز تستطيع أن تصل فيه إلى مراتب أكثر تميزًا وكذلك قدرتها على متابعة الأفكار المنحرفة داخل المجتمع ومواجهتها،وتثقيف النساء عن هذا الداء.
وعن الحالات الأمنية التي سجلت النساء أسماءهن فيها كعنصر مشارك أو محرض وعمّا إذا وصلت إلى مرحلة القلق الأمني قال المرسال إن الحالات محدودة لكنها تنذر بدق ناقوس الخطر في استغلال النساء،مؤيدًا فكرة إنشاء الكليات الأمنية لمجابهة هذا الأمر. وقال إن الواقع أثبت فعليًا أن المرأة مثل الرجل تحمل أفكاراً وتحرض عليها واستدل المرسال بمشاركة العضو الأخطر في تنظيم القاعدة هيلة القصير وتنشئتها لتلميذاتها وتلاميذها على التحريض والكره والقيام بالأعمال التخريبية.

ميسون: نحتاج إلى المرأة الأمنية المدربة

وعن حاجة المجتمع فعليا لوجود المرأة العاملة في القطاع الأمني قالت الكاتبة والأكاديمية السعودية الدكتورة ميسون الدخيل في حديث quot;لإيلافquot; إن المرأة هي الأقدر على التعامل مع المرأة الأخرى خصوصًا في القضايا الأمنية معتبرة أن الرجل ليست لديه الخبرة في التعامل معها دائمًا كونه خلق وعاش في مجتمع يفصل فيه بين الجنسين الأمر الذي يكون فيه التواصل بين الرجل والمرأة مفقودًا.

وقالت الدخيل إن حاجة المجتمع للمرأة الأمنية ماسة منذ زمن بعيد، وأوضحت أن التجمعات النسائية المغلقة دون وجود الرقابة الأمنية عليها في المجمعات التجارية الخاصة بالنساء والمخيمات الدعوية هي بذرة لنشوء الإرهاب. وأضافت أن بعضًا من النساء يبدأن استغلال الدين ويجعلنه الستار الذي يقمن تحته بحياكة خططهن ومشاريعهن الهدامة التي تدعو إلى التحريض والقتل وتزرع فيهن كره الآخر وتحويل النقص الذي يوهمن فيه هؤلاء النساء إلى حقد تجاه جميع من يقوم بتصرفات أوهمنهن أنها بعيدة من الدين كالسفور والاختلاط.
واعتبرت الدخيل أن المدارس والجامعات هيالمستفيدة الأكثرمن قرار وجود قوة أمنية نسائية للوصول إلى مثل هذه التجمعات التي تعجز فيها حارسات الأمن عن التعامل مع القضايا الأمنية كونهن يفتقدن إلى التدريب الجيد الذي يمكنهن من التجاوب مع كافة الأحداث.

خبير أمني: الإرهاب يستغل عاطفة المرأة

وفي السياق نفسه،قال أحد الخبراء الأمنيين لإيلاف إن مجلس الجامعة رأى في الوقت المناسب أن تقف المرأة في صف الإرهاب الذي بدأ استغلالها واستغلال عاطفتها للتغرير والوصول إلى أهداف كبرى بتجييش أكبر عدد ممكن من خلال التنظيمات، في وقت يعتبر المجتمع المرأة هي نقطة الآمان، وأضاف الخبير الأمني الذي فضل عدم ذكر اسمه أن وجود الأكثرية النسائية في المجتمع السعودي تعطي بيئة خصبة لاستغلالها عبر التنظيمات الإرهابية التي ضربها الأمن السعودي خصوصًا في طرقها التقليدية وانتقل بعدها إلى منفذ جديد هو استغلال المرأة وثقة المجتمع بها.

وتعتبر قضية السعوديتين هيلة القصير المعتقلة منذ أربعة اشهر لدى الأمن السعودي ووفاء الشهري زوجة صاحب الخطب quot;القاعديةquot; التي تتواجد حاليًا مع زوجها في اليمن والمطلوبة للسلطات السعودية بعد تهريبها اثنين من أبنائها من زوجها الأول الأشهر في استغلال تنظيم quot;القاعدة للنساء في التحريض والتدريب.