ذكرت quot;لإيلافquot; مصادر مطلعة بشركة الطيران السعودية quot;سماquot; أن الشركة وجهت خطابا لغالبية موظفيها (حصلت إيلاف على نسخة منه)، وتضمن التعميم تسريح النسبة الكبرى منهم بدءا من اليوم السبت28آب/أغسطس.
ورغم أن قرار الشركة الثلاثاء الماضي وقف عملياتها بسوق الطيران السعودي مؤقتا إلا أن التعميم الموجه لعدد من موظفي quot;سماquot; حمل بعدا آخر في إعلان سما لخسارتها باستحياء.
عبدالله آل هيضه وحسن الأحمري من الرياض:جاء في التعميم الذي يأسف على وصول الأمر لهذه المرحلة والموقع من المدير التنفيذي للشركة بروس آشبي أن الشركة أحرزت تقدما في مجال نقل العملاء على شركات الطيران الأخرى، بينما فشلت في الحصول على تمويل إضافي حتى هذه اللحظة، مضيفا أنها quot;بصدد إعادة هيكلة للنظام على المدى الطويلquot; ولم يحمل التعميم مدة أو طريقة إعادة الهيكلة.
وذكرت الشركة في تعميمها أنها ستقوم بخفض غالبية العمالة وأن من يصله التعميم فإن اليوم السبت 28 آب / أغسطس هو آخر يوم عمل له بالشركة، مع إبقائها لعدد من الموظفين لإنهاء إجراءات العملاء المسافرين وكذلك الإجراءات الإدارية والقانونية لـquot;سماquot;.
وأوقفت شركة الطيران quot;سماquot; الثلاثاء الماضي عملياتها التشغيلية بسبب الخسائر المالية التي تعرضت لها الشركة بعد أن أعلنت الشركة في بيانها قبل إيقاف العمليات بأنه quot; لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة ولكن تم إقراره بعد مضي عدة أشهر من البحث عن بدائل تجنبنا وقف عمليات التشغيل، وللأسف أصبح هذا هو الخيار الوحيد المتبقي أمامناquot;، وأضافت الشركة في بيانها أنها سعت للحصول على حزمة من المساعدات الحكومية التي تتمثل في دعم أسعار وقود الطائرات وكذلك الدعم اللازم لتشغيل مدن الخدمة الإلزامية وكذلك الرفع التدريجي لسقف أسعار تذاكر الرحلات الداخلية بالإضافة إلى التمويل الضروري لتجنب الخسائر المتراكمة.
ورغم أن بيان إعلان quot;سماquot; الذي سبق وقف العمليات التشغيلية يوم الثلاثاء الماضي حمل بحثا عن إيجاد حلولا تمويلية من شأنها أن تسمح للشركة بإعادة تشغيل رحلاتها الداخلية والدولية إلا أن تعميم اليوم السبت الصادر لموظفيها قد يعتبر المسمار الأخير في نعش طيران quot;سماquot;.
وترى quot;سماquot; أن ارتفاع أسعار وقود الطائرات وعدم دعمها فيه على غرار ما تلقاه مؤسسة الطيران الأولى في السعودية quot;الخطوط الجوية السعوديةquot; أخذ منحى آخر في تنحي الشركة عن القيام بدورها التشغيلي الذي تأسست من أجله.
وكانت هيئة الطيران المدني السعودي ردت ببيان لها عقب إعلان quot;سماquot; وقف عملياتها، أكدت فيه أنها على دراية مؤخرا بأن quot;سماquot; غير قادرة على الاستمرار في الوقت الحالي وبإقرار من إدارتها، وقالت الهيئة أن الحكومة السعودية توفر كافة المتطلبات الخاصة لدعم الشركات الوطنية من خلال دعمها لأسعار الوقود وكذلك في القروض المالية مؤكدة أن قطاع النقل معرض للربح والخسارة مثله مثل أي قطاع آخر. رغم أن الهيئة بعيدة عن الإشراف على أسعار الوقود وأكدت أن تسعيرة الوقود تقررها شركة الزيت العربية quot;أرامكوquot; حسب ما ذكره المتحدث الرسمي للهيئة في حديث سابق quot;لإيلافquot;.
ومنذ صدور القرار الملكي لإنشاء شركتي طيران اقتصاديتين لتقديم خدماتها الجوية داخل المملكة وخارجها ، كانت البشائر تطل على المواطنين بانتهاء أزمة الطيران والحجوزات التي لا تنتهي ، وزوال زمن احتكار الخطوط السعودية لهذا النشاط داخل المملكة .وكانت الخطة أو المنهجية التي بنت تلك الشركات خططها عليها ، هي تقديم الخدمات ونقل الركاب للمناطق النائية والمأهولة بالسكان والتي تشهد طلبا كبيرا ، على سبيل المثال : القريات، جازان، أبها، جدة، الدمام، الرياض، إلا أن هذه الخطة فشلت في كلا الشركتين وأعلنت في وقت سابق الاستغناء وإيقاف الرحلات لهذه المناطق والاكتفاء بالمدن الرئيسة والرحلات الدولية .
وكان لهذا القرار أثرٌ غير مباشر في تعليق الخدمات لفترة امتدت قرابة الشهر تقريبا ، حيث توقفت الرحلات تماما في مطار وادي الدواسر لمدة شهر تقريبا لحين إعادة الخط الجوي للخطوط السعودية واستئناف الرحلات .
وخلال السنوات الماضية ، ظهر أكثر من تصريح لمسئولي الشركات يبين فيه أن هناك خسائر غير معلنة ، وتكاليف باهظة للنقل الجوي داخل المملكة ، لرحلات تمت جدولتها ، فمعظم الطائرات تغادر أو تعود بلا ركاب تقريبا ، ما يزيد من التكاليف المتغيرة ،وتكاليف الفرصة الضائعة .
الخبير الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية ( ب ، س ) قال : أن سياسة الطيران المدني في تنظيم الرحلات والرقابة على الأسعار ربما تكون السبب في خلخلة النظام و الإفلاس غير المعلن صراحة لإحدى الشركات ، فلن يكون الجو مناسبا لشركة صغيرة أن تنافس شركات كبيرة لها باع طويل في هذا المجال .
وأضاف ، إنقاذ الشركة أمر ضروري ويجب على الدولة أن تتدخل لحل هذا الأمر ، حتى لا يتسبب في كارثة نحن في غنى عنها ، فالحجوزات ألان مزدحمة بشكل رهيب ومخيف ، ولا تكاد تجد مقعدا واحدًا بعد أسبوعين لرحلة من الرياض إلى جدة ، فكيف سيكون الأمر بعد توقف سما ، ليصبح عبء الرحلات على شركتين فقط !
ويضيف الخبير الاقتصادي quot;لإيلافquot; أن نظام الطيران المدني داخل المملكة يجب إعادة النظر ويجب مناقشته بجدية في مجلس الشورى ، فالمملكة مترامية الأطراف وتحتاج بشكل كبير إلى عدد كبير من الرحلات ، ولا تستطيع شركة واحدة أو اثنتان تغطية الطلب ، في ظل ندرة وسائل النقل داخل المملكة ومحدوديتها .وحتى في ظل وجود 3 شركات كالسابق ، فلا يزال حلم المواطن بالذهاب إلى المطار مباشرة وتوفر رحلة لوجهته بشكل سريع خيالا لا يمكن تحقيقه على الأقل في الوقت الحاضر .
واضطرت شركة سما إلى إلغاء رحلاتها بعد قرار التعليق يوم الثلاثاء الماضي، ما حدا بها إلى إعادة ترتيب الرحلات والحجوزات التي تمت ، وعمل آلية سريعة لإعادة المبالغ لأصحابها ، المشكلة تكمن في من قام بالحجز مبكرا بعرض سعري ، ليقوم الآن بعمل حجز جديد بسعر مختلف ( في حالة توفر مقعد ) على شركة طيران أخرى .ولا توجد إحصائية دقيقة حاليا بالخسائر المتوقعة التي ستمنى بها الشركة ، فيما لو استمرت ، ولكن يصفها معظم النقاد بأنها بملايين الريالات .
يذكر أن شركة طيران quot;سما أوقفت في شباط/فبراير الماضي رحلاتها الجوية الداخلية المخصصة لعدد من المطارات والوجهات الإلزامية داخل السعودية نظرا لما اعتبرته تأخرا بالإجراءات في وضع السياسات الشاملة المتعلقة بقطاع النقل الجوي الداخلي في السعودية. ويأتي هذا القرار من quot;سماquot; في وقت تشهد فيه السوق السعودية أزمة في النقل الجوي جراء انسحاب الشركة الأخرى quot;ناسquot; من عدد من الوجهات المحلية رغم معاناتها هي الأخرى من منافسة الخطوط الجوية السعودية .
التعليقات