اقترح رئيس إقليم روسي بناء مركز عالمي للشطرنج عوضا عن مسجد بالقرب من برجي التجارة في نيويورك.

نيويورك: عرض رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان إيليومجينوف، رئيس جمهورية كالميكيا (إقليم في جنوب غرب روسيا) على عمدة مدينة نيويورك شراء قطعة الأرض، التي يخطط المسلمون بناء مسجد عليها، لتشييد مركز عالمي للشطرنج.

وأوضح إيليومجينوف للصحافيين اليوم أنه أرسل إلى عمدة نيويورك وإلى صاحب قطعة الأرض القريبة من برجي التجارة العالمية، اللذين تهدما خلال هجمات 11 سبتمبر 2001، عرض شراء الأرض بمبلغ 10 ملايين دولار لبناء مركز عالمي للشطرنج.

واقترح إيليومجينوف عدم التفرقة بين الناس حسب انتمائهم الديني والعرقي إنما توحيدهم حول لعبة الشطرنج العريقة، مضيفاً أنه في حال وافقت مدينة نيويورك على العرض فأن المركز الجديد سيكون على شكل قطعة شطرنج.

وكانت منظمة إسلامية أميركية اقترحت بناء مسجد ومركز إسلامي يتكون من 13 طابقا وبتكلفة 100 مليون دولار بالقرب من مكان برجي التجارة العالمية.

وقد اصبح مشروع اقامة مركز ثقافي اسلامي يضم مسجدا على ارض خاصة على بعد خطوتين من الموقع الرمزي لهذا الاعتداء الارهابي في الولايات المتحدة موضع جدل في الاسابيع الاخيرة.

ويؤيد عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ هذا المشروع الذي اقره مجلس البلدية والذي برر الرئيس باراك اوباما دعمه له بحرية العقيدة التي يكفلها الدستور. الا ان 61% من سكان المدينة يعارضونه الامر الذي لم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلاله.

وكان الرئيس اوباما اثار ضجة بتاييده اقامة مسجد في هذا المكان ما حمله على الاثر الى اجراء توضيح لموقفه مشددا على ان المسالة هي مسألة مبادىء.

فقد تطرق اوباما، المدافع المتحمس عن حرية العقيدة، للمرة الاولى علنا الى هذه القضية التي تثير جدلا كبيرا مؤكدا خلال افطار رمضاني في البيت الابيض في اول يوم جمعة في رمضان ان المسلمين quot;لديهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شانهم شان اي شخص اخر في هذا البلد. وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز ديني على ملكية خاصة جنوب مانهاتنquot;.

وازاء الجدل الذي اثارته تصريحاته عمد في اليوم التالي الى تقديم نوع من الايضاح وقال quot;في هذا البلد نعامل الجميع على قدم المساواة ووفقا للقانون دون اي اعتبار للجنس او للدينquot;.

وشدد الرئيس quot;تحدثت تحديدا عن الحق المكفول للناس منذ تأسيسquot; البلاد، في اشارة الى دستور الولايات المتحدة الذي يضمن حرية العقيدة، مشددا على ان quot;هذا ما يعنيه بلدناquot;.

ولم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلال هذه الفرصة. فقد اتهم ممثل نيويورك في مجلس النواب بيتر كينغ الرئيس بانه quot;استسلم لآداب اللياقةquot;. واعتبر النائب الجمهوري ان المسلمين quot;يستغلونquot; حقوقهم وquot;يسيئون بشكل مجانيquot; الى الكثيرين بهذا المشروع.

وتبدي الكثير من الجمعيات التي تمثل المسلمين الاميركيين قلقها ازاء شعور quot;متنام بالعداء للاسلامquot; مع اقتراب ذكرى 11 ايلول/سبتمبر، التي تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر. وطلبت من الشرطة الاميركية تشديد تدابيرها الامنية لتفادي اي اعمال عدائية ضد المسلمين في هذه المناسبة.

ويؤكد انصار المشروع ان quot;بيت قرطبةquot; سيساعد على تجاوز الافكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

في المقابل يرى معارضو المشروع ان بناء مسجد بالقرب من quot;غراوند زيروquot; يشكل اهانة لذكرى ضحايا هذه الاعتداءات. وقد اعترف اوباما بحساسية الموضوع، مشيرا الى ان quot;اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر كانت صدمة عميقة لبلدناquot;.