ناخب أفغاني يدلي بصوته في ثاني انتخابات تشريعية |
انطلقت عمليات الاقتراع في انتخابات مجلس النواب الأفغاني (ووليسي جيرغا) السبت عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، لتستمر حتى الساعة الرابعة مساء. وبدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية تجري بعد الإطاحة بحكم طالبان قبل 9 سنوات وسط تهديدات حركة طالبان بإفشالها.
كابول: أعلن رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة في أفغانستان، فاضل احمد منوي أن حوالى 92% من مراكز التصويت فتحت أبوابها السبت امام الناخبين في إطار الانتخابات التشريعية.
وقال منوي في مؤتمر صحافي quot;بحسب آخر المعلومات فتحت 92% من مراكز التصويت ابوابها من اصل 5816 كنا نريد فتحها. ولم نتلق بعد معلومات عن ال8% الباقية، ان كانت فتحت ام لاquot;.
وذكرت المؤسسة الأفغانية لانتخابات حرة وقانونية في بيان انها سجلت تجاوزات خلال الانتخابات التشريعية في أفغانستان السبت ودعت اللجنة الانتخابية المستقلة الى التاكد من نزاهة عملية الاقتراع. وقالت المؤسسة في بيان ان مراقبيها سجلوا حوادث في نحو 400 مركز اقتراع من اصل 4600 في البلاد.
ومن بين الحوادث الاكثر عنفا تفجير مكاتب اقتراع في كونار وخوست وقندهار. في حين تعرضت مراكز اقتراع لهجمات في لغمان وقندوز وبدغيس. وقالت المؤسسة ان مرشحين ووكلاءهم ارتكبوا اعمال عنف وانها احصت quot;حالات تثير القلق تدخل خلالها مسؤولون حكوميون لتغيير النتائج لصالح مرشحهمquot;.
وقالت انه تم تسجيل quot;حشو صناديق الاقتراع بدرجات متفاوتة في معظم الولايات وحالات اقتراع بالوكالة وناخبين تحت السن القانونيquot;. واضافت ان النوعية الرديئة للحبر الذي يعلم به اصابع من انتخبوا اثارت خوفا بين مرشحين يخشون من ان يتيح ذلك لانصار منافسيهم الاقتراع اكثر من مرة.
وقال البيان ان بعض مكاتب الاقتراع اغلقت قبل ساعات من الموعد الرسمي المحدد في الساعة 23,30 ت غ، وانه في العديد من الحالات لم يتمكن الناخبون من الادلاء باصواتهم لعدم توفر بطاقات اقتراع، كما بدات بعض المراكز عد الاصوات قبل موعد الاغلاق وفي اخرى تاجل ذلك لليوم التالي.
وقال البيان انه quot;نظرا لكل هذه المشكلات تبدي المؤسسة الأفغانية لانتخابات حرة وقانونية شكوكا جدية حيال نوعية الاقتراعquot;. واضاف ان المؤسسة ستجمع معلومات اضافية من مراقبيها وتقدم تقريرا مفصلا. وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة أعلنت عشية عملية الاقتراع أن نحو ألف مركز تصويت لن تفتح ابوابها بسبب عدم توافر الظروف الامنية بشكل كاف، اي 15% من العدد الاجمالي.
وأشارت التوقعات إلى مشاركة نحو عشرة ملايين ونصف مليون ناخب أفغاني في اختيار 249 نائبا في مجلس النواب، موزعين حسب الكثافة السكانية على 34 ولاية في ظل إجراءات أمنية مشددة. وتسعى الحكومة الأفغانية ومعها المجتمع الدولي إلى إنجاح هذه الانتخابات من أجل تدعيم الاستقرار في البلد الذي لا يزال يعيش على إيقاع العنف.
ويفترض أن تعلن نتائج الانتخابات التشريعية في 31 أكتوبر/تشرين الأول القادم. وأعرب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن أمله في نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات التشريعية التي تجري اليوم السبت في أفغانستان، وذلك لدى إدلائه بصوته في مدرسة قريبة من مقر الرئاسة الأفغانية.
وقال كرزاي، عن هذه الانتخابات التشريعية وهي الثانية منذ سقوط حكم طالبان عام 2001، quot;إنه يوم عظيم. بفضل دستورنا يحق للشعب اختيار برلمانهquot;. وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها صباحا لتستقبل ما يزيد عن 10 ملايين ناخب مسجلين وسط مخاوف من قيام حركة طالبان باستهدافها.
ويتنافس في الانتخابات نحو 2500 مرشح لشغل 249 مقعدا في البرلمان من بينهم 68 مقعدا مخصصا للنساء. من جهته قال رئيس بعثة الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا ان غياب الامن وعمليات التزوير يشكلان اكبر مصدرين quot;لقلقquot; الاسرة الدولية في الانتخابات التشريعية التي تجري اليوم في افغانستان.
وقال دي ميستورا لقناة الجزيرة الفضائية quot;نأمل الا يكون يوما سيئا لكن الامن يدعو الى القلقquot;. واضاف ان quot;النظام تحسن والجميع يعترفون بذلك بشكل واضح لكن مسألة التزوير تدعو الى القلق ايضا بعد الأمنquot;. وقبل ساعات من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع هز انفجار قوي وسط العاصمة كابل.
وقال متحدث باسم قوة المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) إن الانفجار نجم عن قذيفة سقطت في محيط مقر إيساف. ولم ترد بعد أي تقارير عن وقوع إصابات جراء الانفجار. كما أعلنت الشرطة الأفغانية أن ست قذائف أطلقت على ضواحي مدينة جلال آباد جنوب شرق العاصمة كابل.
وأكدت قيادة حركة طالبان في رسالة الكترونية وصلت الى وكالة فرانس برس السبت انها هاجمت 150 مكتب اقتراع اثناء الانتخابات التشريعية في افغانستان التي جرت اليوم. وجاء في مطلع الرسالة quot;تمت مهاجمة 150 مكتباquot;، وتحيل الرسالة على روابط تتضمن وصفا للهجمات التي قالت طالبان انها نفذتها.
وتعذر على الفور التثبت من مصدر مستقل في ما اعلنته طالبان التي عادة ما تضخم حصيلة عملياتها. وبحسب السلطات الافغانية فان ستة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب كثيرون آخرون بجروح السبت في اطلاق صواريخ وقذيفة هاون استهدفت اساسا مكاتب اقتراع. بيد ان الشرطة الافغانية تقول ان عدد المكاتب التي هوجمت لا يزيد عن عشرة.
واغلقت مكاتب الاقتراع للانتخابات التشريعية في افغانستان ابوابها رسميا عند الساعة 11:30 ت غ كما هو مقرر غير انه سمح بابقاء المكاتب التي امامها طوابير بان تبقى مفتوحة حتى انتهاء التصويت. وقدرت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية في افغانستان بنسبة 32 بالمئة عند منتصف النهار، على ما اعلنت السبت اللجنة الانتخابية المستقلة.
ويأتي ذلك بعد يوم من خطف حركة طالبان 19 شخصا منخرطين في عملية تنظيم الانتخابات. وأعلن عبد الرحمن رئيس اللجنة الانتخابية المحلية في ولاية بدغيس شمال غرب البلاد أن 18 رجلا خطفوا في منطقة موقور. كما قتل عدد من الأشخاص خلال الأيام الماضية أثناء الحملات الانتخابية في مناطق متفرقة من البلاد.
وتوعدت حركة طالبان بتعطيل الانتخابات وحثت الناخبين المحتملين على البقاء في منازلهم حتى اذا طلبت الحكومة من الأفغان بالخروج إلى مراكز الاقتراع لما تعد فرصتهم الثانية لاختيار برلمانهم. وكان فضل احمد مناوي رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات اول من ادلى بصوته عندما بدأ التصويت ولكن تقارير قالت ان حركة المرور كانت خفيفة عند المراكز الاخرى حول كابول . ويخشى مراقبون من ان يثني تهديد طالبان الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم.
وستمثل حالات الإخفاق الأمني الكبيرة نكسة كبيرة مع مراقبة واشنطن عن كثب قبل ان يقوم الاميركي باراك أوباما بمراجعة استراتيجية في ديسمبر كانون الاول من المرجح ان تدرس طريقة السير وتقيس انسحاب القوات الاميركية.
والفساد والاحتيال أيضا عاملا قلق خطيران بعد الانتخابات الرئاسية التي شابها خلل عميق العام الماضي. واعتبرت ثلث الأصوات التي ادلي بها لصالح كرزاي مزورة. وحتى على الرغم من عدم خوضه الانتخابات فان انتخابات يوم السبت ينظر اليها على انها اختبار لمصداقية كرزاي.
وتعتقد واشنطن ان الفساد يضعف الحكومة المركزية وقدرتها على بناء مؤسسات مثل قوات الأمن الأفغانية التي تقرر بدورها متى يمكن ان تغادر القوات الغربية افغانستان.وتوقع المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس نجاح الانتخابات الأفغانية على الرغم من تهديدات طالبان بمهاجمة مراكز الاقتراع.
وقال غيبس إن الحكومة الأفغانية حققت نجاحات في التعامل مع العنف في البلاد وملف تزوير الانتخابات. وقال غيبس إن تهديدات طالبان ليست جديدة على الأفغان، مشيرا إلى أن quot;طالبان ترهب الشعب في أفغانستان كل يوم، وببساطة إن إرهابهم الناس في ذلك البلد، ليس لمجرد اقتراب موعد الانتخاباتquot;.
وأكد غيبس أن المسلحين يشعرون بالخوف من هذه الانتخابات وسوف يفعلون ما باستطاعتهم لتقويضها. وقال quot;اعتقد أنكم ستجدون أشخاصا يتحلون بالشجاعة في أفغانستان ويتجاهلون تحذيرات قطاع الطرق وهذا النظام الوحشي، وبدلا من ذلك سيدلون بأصواتهم في انتخابات في غاية الأهميةquot;.
وقد تم نشر أكثر من 250 ألفا من قوات الشرطة والجيش الأفغاني لتأمين الانتخابات مع توفير دعم من القوات الدولية. حصيلة الانتخابات التشريعية الافغانية quot;ملتبسةquot; بحسب الامم المتحدة.من جهة ثانية اعتبر رئيس بعثة الامم المتحدة في افغانستان ستافان دي ميستورا السبت ان quot;حصيلةquot; الانتخابات التشريعية في هذا البلد جاءت quot;ملتبسةquot; وان الوضع الامني لم يكن quot;جيداquot;.
وقال دي ميستورا ردا على سؤال لشبكة بي بي سي quot;اخرج بحصيلة ملتبسة لان حوادث عدة وقعتquot;. واضاف الدبلوماسي الاممي ان quot;الامن لم يكن جيدا، نعلم ان الامر كان على هذا النحو. لكن السؤال الذي علينا ان نجد اجابة عنه هو: هل اثر هذا الامر في (نسبة) المشاركة؟quot;.
ولفت دي ميستورا خصوصا الى المشاكل التي وقعت في الجنوب حيث المعاقل الاساسية لمتمردي طالبان. ومعإنتهاءعملية الاقتراعمساء اليوم أعلن رئيسلجنة الإنتخاباتفاضل احمد مناوي أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 40 في المئة من العدد الإجمالي للمقترعين. واوضح انه من اصل تسعة ملايين افغاني تمت دعوتهم الى 4632 مركز اقتراع، ادلى 3,6 ملايين أفغاني بأصواتهم.
التعليقات