هل يقدم آسكوت laquo;الحلالraquo; لموتاديه الأرستقراطيين؟

تكشف تقارير جديدة أن العديد من المؤسسات والاماكن العامة البريطانيةتقدم اللحم الحلال بعملها أو دونه.

لندن: العديد من البريطانيين يأكلون اللحم الحلال بدون علمهم. وتبعا لتحقيق أجرته صحيفة laquo;صنداي ميلraquo; فإن الكثير من المدارس والمستشفيات والحانات ومختلف مرافق الرياضة والترفيه تقدم اللحم الحلال بعلمها أو بدونه.

وتزعم الصحيفة أن لحوم البقر والخراف والدجاج المقدمة لجمهور كرة القدم أو الحفلات الغنائية في ملعب ويمبلي الشهير أو لمرتادي مضمار سباق الخيل في آسكوت أو ملعب تويكينغهام لكرة الرغبي على سبيل المثال تذبح سرا على الطريقة الإسلامية. وتقول إن الشيء نفسه ينطبق على المؤسسات التعليمية مثل كلية تشيلتنهام التي تفخر بتقاليدها وروحها المسيحية، إذ يقدم الحلال للطلاب بدون علمهم.

وحتى مؤسسة laquo;ويتبريدraquo;، وهي أكبر سلسلة للفنادق والمطاعم في بريطانيا وصاحبة عدد من الحانات والفابريقات - أو مصانع انتاج الكحول - أقرت، تبعا للصحيفة، بأن أكثر من ثلاثة أرباع لحوم الدجاج المقدمة للجمهور في منافذها مذبوحة على الطريقة الإسلامية.

ويذكر أن جماعات الرفق بالحيوان ظلت تسعى منذ زمن الى حظر الذبح الحلال بقوة القانون، لأن الحيوان لا يُصعق فيه أولا (مثلما يحدث في المذابح البريطانية) وتتطعن عنقه وتحز وهو واع فيشعر بكل آلام الذبح. وتصنّف تلك الجماعات الذبح بهذه الطريقة في باب laquo;القسوة البالغةraquo; على الحيوان قائلة إنه laquo;غير إنساني، بل وحشي، لأنه يعني الموت البطيء للحيوان وهو يعاني من ألم الذبحraquo;. وتمضي الصحيفة لتصف عملية الذبح نفسها - بدون صاعق - وكيف تحز عنق الحيوان وهو في كامل وعيه laquo;وسط صيحات التكبيرraquo; وكيف يعلّق فينزف منه دمه حتى آخر قطرة.

وقالت الصحيفة إن الأضواء تسلطت على انتشار الحوم الحلال حتى في الأماكن التي يشكّل فيها المسلمون أقليات ضئيلة مع زيارة بابا الفاتيكان بنيديكتوس السادس عشر الأخيرة التي أبدى فيها مخاوفه إزاء أن بريطانيا laquo;لا تفعل ما فيه الكفاية للحفاظ على تقاليدها وقيمها وعاداتها المسيحيةraquo;. وهاجم، على سبيل المثال، اولئك الذين يدعون للإقلال من زخم الاحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) لأن هذا قد يؤذي مشاعر غير المسيحيين واللادينيين.

لكن جماعات الرفق بالحيوان هي التي رفعت أصواتها أكثر من أي جهة أخرى بإدانة الذبح على الطريقة الإسلامية. ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم جماعة laquo;فيفاraquo; الداعية لحقوق الحيوان قوله: laquo;ثمة ممارسات دينية أخرى تحظرها بريطانيا، مثل تعدد الزوجات ورجم الزاني والزانية. فلماذا تسمح بهذه الممارسة البربريةraquo;؟

ومضى الناطق يقول: laquo;الحريات الدينية يجب ألا تصبح أعلى من الاعتبارات الأخلاقية الحضارية الأخرى. نوع الآلام والمعاناة التي يتعرض لها الحيوان وهو يذبح على الطريقة الإسلامية من القسوة بحيث يتعين الا نسمح بحدوثه على الإطلاق. وبوسع الجمهور المساعدة على هذا عبر مقاطعته المحال التي تقدم اللحم الحلالraquo;.

ومن جهته طالب ناطق باسم laquo;الجمعية الملكية للرفق بالحيوانraquo;، وهي الأكبر من نوعها في بريطانيا، بوجوب إخطار العامة بأنهم على وشك تناول اللحم الحلال. وقال إن ما رفعت laquo;صنداي ميلraquo; النقاب عنه يوضح بجلاء أن قطاعا كبيرا من البريطانيين يأكلونه بدون علمهم.

ويذكر أن مجلس هارو البلدي في شمال غرب لندن أثار الشهر الماضي غضب الآباء وأولياء الأمور وجماعات الرفق بالحيوان بعد إصداره قرارا بتوفير أطباق اللحوم الحلال فقط في المدارس الحكومية بالمنطقة.

وقال المجلس إنه سيعمم تجربة توفير laquo;اللحوم على الطريقة الإسلاميةraquo;، المطبقة حاليا في عشر مدارس، لتشمل سائر مدارس الحي الحكومية وعددها 52. لكن الآباء قالوا إن المجلس البلدي لم يستشرهم قبل اتخاذ قراره مضيفين إن الذبح الحلال laquo;محل جدل أخلاقيraquo;.

ونُقل عن مقيمين في هارو سخطهم على قرار المجلس البلدي. فوصفته سيدة تدعى شيلا ميرفي بأنه laquo;مريعraquo;. وأضافت قولها: laquo;بغض النظر عن الطريقة الوحشية التي تذبح بها الحيوانات، فإن القرار يحرم التلاميذ وآباءهم من حرية اختيار ما يريدون وما لا يريدون استهلاكه. أهيب بأهالي هارو للوقوف صفا واحدا من أجل إجبار المجلس على التراجع عن هذا القرار الغريبraquo;.

لكن ما أوردته laquo;صنداي ميلraquo; ليس هو الحقيقة بأكملها إذ ان لكل عملة وجهها الآخر. فقد قال بريطاني غير مسلم عامل في أحد المذابح خلال اتصال هاتفي مع إذاعة laquo;إل بي سيraquo; اللندنية إن المسلمين أنفسهم يأكلون اللحم غير الحلال بدون علمهم. وقال إن المذبح الذي يعمل فيه يصنّف قسما كبيرا من لحومه laquo;حلالاraquo; لبيعها بدون مساءلة للمنافذ التجارية الإسلامية. وأضاف قوله إنه يعلم أن هذه ممارسة شائعة وسط العديد من المذابح البريطانية الكبيرة والصغيرة على حد سواء.