فاروق في حفلة زواجه في 2004

تسود حالة من القلق الأمني في بريطانيا بعد مقتل الباكستاني عمران فاروق أمام منزله في لندن.

أوردت وسائل الإعلام البريطانية السبت أن وحدة مكافحة الإرهاب داخل سكوتلانديارد تتولى حاليا التحقيق في اغتيال السياسي الباكستاني اللاجئ عمران فاروق، وهو نائب زعيم حزب laquo;الحركة القومية المتحدةraquo; (المهاجرون) وأحد مؤسسيه - طعنا أمام منزله في شمال لندن.
ويأتي تدخل تلك الوحدة بمثابة إشارة الى المخاوف الأمنية العميقة التي تشعر بها لندن إزاء تدفق الصراعات الدموية التي تكتنف كراتشي - مدينة السياسي القتيل - الى شوارعها. وتزداد هذه المخاوف مع الرأي القائل إن فاروق اغتيل على يد laquo;طالبانraquo; الأفغانية وهو ما يعني، في حال صدق هذا الرأي، نجاح عناصرها في التسلل الى بريطانيا والعمل على أراضيها. ولهذا السبب أيضا فمن الأرجح تدخل جهاز الاستخبارات الداخلي laquo;إم آي 5raquo; في القضية.

ويذكر أن اغتيال فاروق، الذي عاش لاجئا في بريطانيا منذ العام 1999، شل الحياة اليومية عاصمة باكستان التجارية كراتشي إذ أغلق معظم المتاجر والمدارس والمطاعم ومحطات الوقود أبوابه خوفا من أعمال العنف والعنف المضاد.

ويذكر أن المدينة شهدت إحراق بعض المنشآت وسمع إطلاق النار في أماكن متفرقة منها إثر ذيوع نبأ الاغتيال. وأتى هذا بالرغم من أن السلطات وضعت المدينة في حالة الاستنفار الأمني القصوى. كما أنها شهدت عموما مقتل عشرات المئات من أفراد العصابات المتناحرة في الأمور السياسية والتجارية خلال السنوات القليلة الماضية.
ويقول محققو سكوتلانديارد إنهم لا يستبعدون أن يكون مقتل فاروق جريمة غير سياسية، مع ترجيحهم في الوقت الحالي للدافع السياسي. فقد ظل محل جدل منذ أواخر الثمانينات عندما صار الأمين العام لحزب laquo;الحركة القومية المتحدةraquo; الذي يستقي تأييده رئيسيا من المتحدثين بالأوردو من المهاجرين الى باكستان من الهند بعد التقسيم الذي أعقب الاستقال عن بريطانيا في العام 1947.

وقد أجبر فاروق على الاختفاء في 1992 بعد هجمة عسكرية على حزبه تخللت صراعا داميا للسيطرة على كراتشي. واتهم مع عدد من قادة حزبه بالتورط في عدد من جرائم اختطاف أعدائه السياسيين البشتون وتعذيبهم قبل قتلهم. ولهذا تأتي الآن فرضية آن تكون طالبان (المؤلفة رئيسيا من البشتون) وراء مقتله في لندن.

ومما يعزز نظرية الدافع السياسي أيضا أن اغتياله عصر الخميس جاء قبل يوم من احتفال كان مقررا بعيد ميلاد زعيمه ألطف حسين. وقال فاروق ستّار، وهو أحد قاد الحزب في باكستان في تصريحات لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية: laquo;الأرجح هو أن هذا التوقيت لم يأت اعتباطا. ومع هذا فلا نريد أن نطلق العنان للتكهنات ونظريات المؤامرة لأن هذا سيشعل المزيد من التوتراتraquo;.
لكن محمد أنور، وهو أحد قاد الحزب في لندن، قال إن زعاماته تلقت تهديدات سابقة بالقتل. وأضاف قوله: laquo;لم يتعرض فاروق لنهب ممتلكاته وهذا يدعم الرأي القائل إنه تعرض لاغتيال سياسيraquo;. ويذكر أن حزب laquo;الحركة القومية المتحدةraquo; دعا للهدوء على الأقل خلال فترة الحداد التي أعلنها على فاروق وهي عشرة أيام.