البابا بنديكتوس السادس عشر والملكة اليزابيث الثانية

تثير زيارة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر جدلا في بريطانيا بسبب وصف الجولة بأنها quot;زيارة دولةquot;.

أدنبره:استقبلت الملكة اليزابيث الثانية البابا بنديكتوس السادس عشر في قصر هوليرود، مقر الاقامة الملكي قرب ادنبره (اسكوتلندا) حيث استهل الحبر الاعظم الخميس زيارة دولة تاريخية الى بريطانيا تستمر اربعة ايام. وصافحت الملكة البابا لدى وصوله الى القصر آتيا من مطار المدينة حيث حطت الطائرة التي اقلته من روما.

واستعرض البابا والملكة ثلة من حرس الشرف، ثم وقف البابا ورفع قلنسوته البيضاء عند عزف النشيد الوطني البريطاني. وبعدما صافح الحبر الاعظم كبار مستقبليه وبينهم اسقف كانتربري الانغليكاني روان وليامس ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ ورئيس وزراء اسكتلندا اليكس سالموند، دخل والملكة، التي تعتبر رأس الكنيسة الكاثوليكية، الى القصر. وتبادل رأسا الكنيسة الكاثوليكية والانغليكانية الهدايا ثم عقدا اجتماعا مغلقا.

وكان البابا وصل الخميس الى ادنبره في اول زيارة دولة يقوم بها حبر اعظم الى بريطانيا منذ انشقاق الكنيسة الانغليكانية في القرن السادس عشر. وتشمل زيارة البابا الى بريطانيا اسكتلندا (ادنبره وغلاسكو) وانكلترا (لندن وبرمنغهام). وتطغى على هذه الزيارة التاريخية عليها فضيحة الكهنة الذين ارتكبوا اعتداءات جنسية بحق اطفال والانتقادات لمواقف الفاتيكان المحافظة.

وزيارة الدولة هذه ستقود البابا بنديكتوس السادس عشر الى اسكتلندا (ادنبره وغلاسكو) ثم الى انكلترا (لندن وبرمنغهام). وبعد جولة على متن سيارته الخاصة (باباموبيل) على طول الطريق الرئيسي لادنبره حيث يتوقع ان تحييه الحشود، يتوجه الى غلاسكو حيث يحيي اول قداس في الهواء الطلق في متنزه بيلاهيوستن.

وتشارك المغنية سوزان بويل الكاثوليكية الاسكتلندية التي عرفت شهرة واسعة بعد اكتشاف موهبتها خلال برنامج تلفزيوني، في تراتيل القداس الى جانب خورس مؤلف من 800 مغن. ويعتزم الفاتيكان تركيز الانتباه على الابعاد المسكونية لزيارة الدولة التي يقوم بها البابا من خلال قداديس وصلوات يتوقع ان يشارك بها نحو 400 الف مؤمن.

ويختتم البابا زيارته الاحد مع تطويب الكاردينال جون نيومان (1801-1890) اللاهوتي الانغليكاني الذي اعتنق الكاثوليكية. غير ان فضيحة الكهنة الذين اعتدوا جنسيا على اطفال والتي تلاحق البابا بتهمة انه تغاضى عنها يوم كان كاردينالا عادت الى الواجهة اخيرا مع نشر تقرير كشف هول الاعتداءات الجنسية التي تعرض لها اطفال في كنائس بلجيكا، وهي اليوم ترخي بظلالها على هذه الزيارة.

وتم الحديث عن احتمال لقاء البابا ضحايا بريطانيين لهذه التجاوزات لكن بدون ان يؤكد الفاتيكان رسميا ذلك. واعلنت مجموعات اخرى عزمها الاحتجاج على موقف الكنيسة الكاثوليكية من مثليي الجنس والواقي الذكري او حتى منع سيامة نساء كهنة.

ووقع نحو خمسين شخصا مشهورا في بريطانيا عريضة ترفض زيارة البابا، بينهم القس الثمانيني يان بايزلي وهو بروتستانتي راديكالي من ايرلندا الشمالية يرفع لواء محاربة البابا الذي يصفه بquot;عدو المسيحquot;، وآخر صاحب شركة اعلانات مستاء من حظر السلطات اعلانا دعائيا لشركة مثلجات يصور راهبة حاملا وهي تتذوق البوظة.

وفي ما خلا هؤلاء، فان البريطانيين في شكل عام quot;غير مبالين quot; باكثريتهم الساحقة بالزيارة، غير انهم يرفضون بقوة ان يتم تمويل هذه الزيارة من اموال الضرائب التي يدفعونها، على ما اظهر استطلاع للرأي. وستمول الحكومة البريطانية هذه الزيارة بمبلغ يراوح بين 12 و14 مليون يورو، فيما ستدفع الكنيسة الكاثوليكية مبلغا يراوح بين 11 و12 مليونا.

وبفضل quot;المساهمات الماليةquot; المفروضة على الراغبين في مواكبة الزيارة والذين سيكون عليهم دفع رسم يراوح بين 7 و30 يورو لحضور كل نشاط من نشاطات البابا، سيتم تأمين تكاليف النقل والحراسة، وهو ما دفع بالكثيرين الى التنديد بما اعتبروه quot;تذكرة مقابل بدل ماليquot; لا سابق لها في زيارات البابا.

ولا تزال هناك نسبة 10 الى 15% من المقاعد المخصصة لقداس الاحد، الذي سيرأسه البابا في برمنغهام لتطويب الكاردينال جون نيومان (1801-1890)، غير محجوزة، وذلك على رغم رمزية هذا التطويب. فهذا اللاهوتي كان اشهر بروتستاني يعتنق الكاثوليكية قبل رئيس الوزراء العمالي الاسبق توني بلير.

الكنيسة مقصرة في قضية الاعتداءات الجنسية

في سياق آخر، أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر أن quot;الكنيسة لم تكن يقظة كما يجبquot; في قضية الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها كهنة بحق أطفال.

وقال في تصريح للصحافيين، على متن الطائرة التي أقلته الخميس إلى أدنبره (اسكتلندا)، حيث بدأ زيارة دولة تاريخية إلى بريطانيا، إن النطاق الواسع لهذه الاعتداءات التي تعرض لها أطفال من قبل كهنة كاثوليك quot;شكّل صدمة لي وحزنًا كبيرًاquot;. وهزت الكنيسة الكاثوليكية فضائح، بينت أن كهنة ومدرسين كاثوليك في أيرلندا والولايات المتحدة ودول أخرى اعتدوا جنسيًا على أطفال على مدى سنوات طويلة.