حذر أمير الجماعة الإسلامية فرع كشمير عبد الرشيد ترابي الهند من مغبة مواصلة اضطهاد الكشميريين. وقال ترابي في مقابلة مع quot;إيلافquot; إنّ الكشميريين غيّروا إستراتيجيتهم بعد إدراكهم أن الحركة السلمية أكثر نفعا من الحركة المسلحة، محذرا من العودة إلى العمل المسلح إن استمرّت الهند في سياساتها.

أمير الجماعة الإسلامية فرع كشمير عبد الرشيد ترابي

عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: يسود كشمير المتنازع عليها توتر منذ أكثر من شهرين ولم تتوقف المسيرات الشعبية الاحتجاجية رغم فرض حظر التجول في معظم مدنها.

وقد راح أكثر من 100 مواطن كشميري ضحية لتلك الاحتجاجات إضافة إلى إصابة العشرات بالجروح.

ولم يتوقف الاحتجاج الشعبي بعد، إلا أن الوضع بدأ يعود إلى طبيعته في بعض المناطق إلى حد ما، في حين يرى المحللون أن الوضع هش وقد ينفجر مرة أخرى في أي وقت.

quot; إيلافquot; أجرت لقاء مع أمير الجماعة الإسلامية فرع كشمير عبد الرشيد ترابي لإلقاء الضوء على الوضع المشتعل.

ويشير ترابي إلى أن الشعب الكشميري مضطهد لكنه مصمم على نقل صوته إلى العالم والوضع الحالي فرصة سانحة لذلك.

وبالنسبة إلى أسباب التوتر الحالي يقول ترابي إن الشعب الكشميري quot;يناضل من أجل الحرية والاستقلال منذ أكثر من 63 سنة وقد شهدت حركة التحرير مراحل مختلفة. وقد تحول النضال إلى حركة مسلحة منذ 20 سنة قدم خلاله الشعب أكثر من 100 ألف شهيد ولم يبق أي بيت من دون أن يسقط منه شهيد. وقد فشلت الهند في فرض سيطرتها على كشمير رغم نشر قواتها المسلحة إضافة إلى الشرطة.

والآن يرفع الشباب علم التحرير وهم في الشوارع يرفضون الاحتلال الهندي لأرضهم. والحركة الاحتجاجية تزداد قوة مع كل يوم يمضي، في حين قام 16 ألف عنصر من الشرطة بتقديم استقالاتهم. القوات مدججة بالسلاح وتريد سحق الحركة بقوة الحديد لكن لن تخمد نيرانهاquot;.

وفي إشارة إلى أكبر مطالب الشعب الكشميري يؤكد عبد الرشيد ترابي أنه quot;من الخطأ إذا قال أحد إن الكشميريين يرغبون في صفقة اقتصادية أو مرافق أخرى أو الحقوق، بل إنهم لن يرضوا بأي شيء أقل من الحرية والاستقلال الكامل، لأنهم تأكدوا أنه لا يمكن لهم الحفاظ على هويتهم والحياة الإسلامية من دون خلع ربقة الهند من أعناقهمquot;.

وفي تعليق على الدور الهندي في كشمير يشير ترابي إلى أن الهند quot;لم تتمكن من إخضاع الشعب الكشميري منذ 63 سنة ولا يستعد أي كشميري ليعيش في الإطار الهندي، بينما ترغب الهند في الحفاظ على أرض كشمير من دون سكانها، لكن الكشميريين لن يدعوها تنجح في خططها الماكرة. كما وأن السلوك الهندي سيكون خطرا على نفسهاquot;.

وفي تحليل للوضع الحالي يقول ترابي إن quot;الحركات تمر عبر مراحل والكشميريون أيضا غيروا استراتيجيتهم بعد إدراكهم أن الحركة السلمية أكثر نفعا في الوضع الراهن من الحركة المسلحة، لكن هناك مخاوف بأن هذه الحركة قد تتحول إلى حركة مسلحة مرة أخرى إذا واصلت الهند اضطهادها من دون أي رقيب. المجاهدون متواجدون في كشمير وقد يبدأون نشاطهم في أي وقتquot;، على حدّ تعبيره.

وأكد ترابي أن الحركة المسلحة في كشمير هي quot; نتيجة لإغلاق الطرق السلمية على الشعب الكشميري للحصول على حق تقرير مصيره، مشيرا إلى أن الشعب الكشميري حاول الحصول على الاستقلال عن طريق المجلس القانوني عام 1987 عندما خاضوا المعركة الانتخابية تحت لواء الجبهة الإسلامية الموحدة، إلا أن الهند أفشلت تلك المحاولة بتزوير الانتخابات. وبعدها اضطروا إلى اللجوء إلى السلاحquot;.

وحذر ترابي الهند من quot;مواصلة سحق الحركة السلمية في كشمير، لأنّ العنف قد يعود إلى الحركة وحينئذ لن تبقى الحركة منحصرة في كشمير المحتلة، بل ستشمل جميع مناطق الهند. والنتائج ستكون وخيمةquot;.

وبالنسبة إلى دور المجتمع الدولي يقول ترابي إن المؤسسات الدولية quot;تحت نفوذ اللوبي الصهيوني اليهودي والهند حليفة قوية لإسرائيل. وبناء عليه لن تتحرك تلك المؤسسات ضد الهند في أي وقت، مبديا استياءه من دور العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الصددquot;.

بينما يشير إلى أن العالم الإسلامي quot;عندما يتحرك من أجل كشمير فإن المؤسسات الدولية سوف تسمع له، مضيفا أن الشعب الكشميري وقف إلى جانب قضايا العالم الإسلامي من قضية فلسطين إلى احتلال العراق للكويت والاحتلال الأجنبي لأفغانستان. وهو بدوره يتوقع من العالم الإسلامي أن يتكاتف معهquot;، على حدّ قوله.

ويبادر ترابي أن العالم الإسلامي ولاسيما الدول الخليجية يمكن لها أن تلعب دورا مهما في تحرير كشمير من الاضطهاد الهندي باستغلال نفوذها على الهند، إضافة إلى تهديدها بترحيل العمالة الهندية من تلك الدول، مشيرا إلى أنه يجب على تلك الدول أداء هذا الدور؛ لأن الشعب الكشميري جزء من العالم الإسلامي وأن حزنه حزن العالم الإسلامي كله.