الزميل همدر يقدم هدية للعريس |
تختلف تقاليد إتمام الزواج من منطقة إلى أخرى، وحتى بين قبائل مختلفة تعيش في مكان واحد. وكثيرة هي العادات الغريبة للزواج في بلدان العالم. واليوم تقدم إيلاف لقرائها حفل زواج في أسرة كشميرية تعيش في باكستان.
إسلام آباد: التزاوج يبقى منبع الحياة عند بني البشر، وتقاليد إتمامه وطقوسه تختلف من من بلد لآخر ومن منطقة إلى اخرى وحتى بين قبائل مختلفة تعيش في منطقة واحدة. ففي غرب الصومال مثلاً يضرب العريس عروسه بعد افتعال مشكلة صغيرة، فإذا تحملت وقبلت الأمر فهي من وجهة نظر المجتمع مطيعة، وما عليها حينئذ إلا أن تقول quot;بوجا بوجاquot; وهي تعني موافقتها على كل ما يفعله.
أما في قبيلة quot;توداquot; في جنوب الهند أثناء الاحتفال بالعرس ينبغي على العروس الزحف على يديها وركبتها حتى تصل إلى العريس ولا ينتهي هذا الزحف إلا عندما يبارك العريس عروسه بأن يضع قدمه على رأسها. وكثيرة هي العادات الغريبة للزواج في بلدان العالم وفي هذا الإطار تقدم إيلاف حفل زواج في أسرة كشميرية تعيش في باكستان.
الخِطبة:
يتأسس الزواج على الخِطبة وهي تبدأ من الاستشارة داخل أسرة العريس وتمتد لتشمل أسرة العروس. وفي الأسر المحافظة معظم الأحيان تتولى ربة البيت مسؤولية البحث عن زوجة لابنها؛ لأن النساء أعرف بالنساء في البيئة التي يعشنها إضافة إلى صداقاتهن الممتدة في المنطقة عن طريق الصديقات اللواتي يتعرفن عليهن في حفل زواج أو تعاز أو أي مناسبة اجتماعية أخرى.
بعد اختيار البنت المناسبة تبدأ أسرة العريس بالاتصال بأسرتها. وهذه الاتصالات بعض الأحيان تكون صعبة بسبب حدوث خلافات بين الأسرتين في الماضي إذا كانتا من الأقارب. لكن معظم الأحيان تبدأ بالزيارات دون أي حديث عن نية الخطبة ومع مرور الوقت وعندما تطمئن أسرة العريس إلى أسرة البنت، تبدي نيتها بالخطبة، ومن هنا تبدأ حكاية أخرى لأن أسرة البنت أيضًا ترغب في التعرف إلى أسرة العريس.
حفل الخطبة:
عريس مع أكاليل العملة في المناطق الشمالية الباكستانية |
بعد الموافقة على الخطبة يجتمع بعض أفراد العريس في بيت البنت مع إحضار هدايا لها عادة تشمل الملابس وخاتم ذهب في المدن وخاتم فضة في القرى، إضافة إلى هدايا لأم البنت وأخواتها. وخلال هذا الحفل يتم الاتفاق على كمية مهر البنت وأي شرط آخر إذا كان. كما وأن البعض يقيمون حفل النكاح مع الخطبة إضافة إلى تحديد موعد الزواج؛ لكن معظم الأحيان يكون هناك وقت كاف بين الخطبة والنكاح أو الزواج.
وفي الماضي لم يكن يجري أي اتصال بين الخطيبة والخطيب إلى حين الزواج لكن الأمور بدأت تتغير هذه الأيام، وبناء عليه يمكن للخطيبين اللقاء أو المكالمة عبر الهاتف لكن الأسر المحافظة لا تحبذها.
حفل الزواج:
تبدأ الأسرتان التحضير للزواج بعد تحديد موعده، وهنا يأتي تقليد تحنئة الخطيبة -صبغ يديها بالحناء- هي أول ما يحدث في هذا الصدد. وبهذه المناسبة يحضر أقارب الخطيبة إلى بيتها قبل ليلة من يوم الزواج، ويقدمون إليها الهدايا بمناسبة الزفاف والتحنئة أيضا، بينما يجتمع أقارب العريس في بيته ايضًا استعدادًا لحفل الزواج.
حفل النكاح:
وفي اليوم التالي يجتمع أقارب العريس في بيته وينتقلون في موكب العريس إلى بيت العروس. وإذا كان تم النكاح من قبل فيكتفون به وإذا لم يحدث ذلك ينعقد حفل النكاح. وإثر ذلك يتم تقديم الطعام إلى موكب العريس. ثم يحضرون العروس إلى بيت العريس في موكب يتضمن بعض الرجال والنساء من أسرة العروس أيضا.
الوليمة:
تقام وليمة الزواج عادة في اليوم التالي بعد نقل العروس إلى بيت زوجها. وهي دعوة يدعى اليها الأقارب والأصدقاء. ويحرص الناس على أن يحضرها كل من يهم من الأقارب حتى وإن كانت خصومة مع أحد يرغبون في إزالتها من أجل ألا يشوب الوليمة أي أمر لا يسر.
ويقدم المشاركون في الوليمة الهدايا -التي معظم الأحيان تكون نقدا- إلى العريس؛ لكنه لا يستلمها بنفسه بل يستلمها أحد أصدقائه المجتمعين حوله. كما وأنه يتم تسجيل المبالغ المقدمة من جانب الأقارب في بعض المناطق. والناس يحافظون على ذلك السجل ليعيدوا الهدية بمثلها أو بأكثر عندما يكون حفل زواج في أسرة من قدم المال. ومع انتهاء الوليمة تنتهي ترتيبات الزواج وتبدأ الحياة الزوجية.
الفرق بين زواج الطبقة العامة والطبقة السياسية:
من المعروف أن حفلات الزواج تتم في جميع شرائح المجتمع؛ إلا أنها تختلف في بعض المفاهيم، مثلاً الشخص العادي يفضل أن يحضر وليمته أقاربه ولا يتخلف عنها أحد، بينما تركز الرموز السياسية على دعوة السياسيين لتكون الوليمة حفلاً سياسيًا قبل أن يكون حفل زواج. وهكذا يقوم كل شخص بدعوة من يهمه إلى الوليمة.
وقد حضرت إيلاف وليمة أقيمت بمناسبة زواج بنت الزعيم الكشميري فاروق رحماني في أحد الفنادق بالعاصمة الباكستانية. وهو من زعماء تجمع جميع الأحزاب للتحرير وزعيم رابطة الشعب الكشميري للتحرير. وقد هاجر إلى باكستان مع أفراد أسرته خلال التسعينات من القرن المنصرم عندما بدأت الحركة المسلحة للتحرير في كشمير المحتلة.
وقد حضر هذا الحفل القادة الكشميريون في المهجر إضافة إلى رئيس قضاة كشمير الحرة وبعض السياسيين الباكستانيين؛ إلا أن الحفل كان كشميريا قبل كل شيء؛ لأن معظم الحضور كانوا من كشمير المحتلة ويتحدثون باللغة الكشميرية التي ينطق بها معظم سكان كشمير المحتلة وعدد قليل من سكان كشمير الحرة.
وخلال حديثه مع إيلاف أبدى رحماني أسفه على أنه quot; يفتقد الكثير ممن كان يجب أن يحضروا هذا الحفلquot;. وعلى الرغم من أنه يعيش حاليًّا في باكستان قام بتزويج ابنته من شاب هاجر كشمير وقد quot;اختفىquot; والده في كشمير - يعني أنه وقع في أيدي القوات أو الشرطة الهندية ولم يعرف مصيره بعد-. كما وأنه قام بتزويج أحد أبنائه العام الماضي من بنت كشميرية مهاجرة.
ويؤكد ضيف آخر أن quot;الحياة لا تقف مهما تكن الأمور. هذه عادة الحياة. لا نستطيع أن نتوقف عن أداء واجباتنا الاجتماعية بسبب الأوضاع التي نمر عبرهاquot;، بينما يعلق آخر على الحفل قائلاً quot;هذا دليل على أن الأمل لا يزال باق. وأن الليل مهما يطول، فإن الفجر سوف ينبثقquot;.
التعليقات