تفاعل الشارع الأردني اليوم مع شفافية القصر الملكي الأردني في إعلان نبأ المتاعب الصحية للملكة الأردنية رانيا العبدالله، وخضوعها للعلاج فيمستشفى أميركي.

عاد قبل ساعات قليلة عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني الى بلاده بعد زيارة عمل طويلة نسبيا الى الولايات المتحدة الأميركية، شارك خلالها في التجمع الأممي السنوي الذي تقيمه هيئة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، إلا أن عقيلته الملكة رانيا العبدالله التي شاركت هي الأخرى بنشاطات مكثفة خلال وجودها في الولايات المتحدة الأميركية لم تعد برفقة العاهل الأردني، حيث خضعت منذ ليل السبت الى علاج طبي مكثف في مشفى أميركي، بسبب متاعب صحية في القلب، لا تزال التشخيصات الطبية الأميركية، تؤكد بأن هذا التردد في ضربات قلب الملكة، ناجما عن الإرهاق، والنشاط المكثف، وأنها الى جانب متابعة الفحوصات الطبية، لا بد من خلودها الى الراحة التامة.

وإزاء نصيحة الفريق الطبي الأميركي المطعم بكفاءات طبية أردنية، فإن الفحوصات قد أثبتت أن الملكة الأردنية لا تعاني من مشكلة أساسية في القلب، لكنه يلزمها البقاء تحت العناية الطبية أقله اليومين المقبلين، لإجراء مزيد من الفحوصات، قبيل صعودها الى الطائرة التي ستقلها الى بلادها في رحلة طيران طويلة جدا تستمر أكثر من عشر ساعات، مضافا إليها التوقف في أحد المطارات البريطانية، علما أن معلومات quot;إيلافquot; تشير الى أن عودة الملكة الى بلادها ستكون على الأرجح يوم الخميس المقبل، إذا تحسنت صحة الملكة، وسيطر الفريق الطبي المعالج على مشكلة عدم الإنتظام في ضربات القلب.

وبتعليمات مباشرة من العاهل الأردني فإن القصر الملكي أصدر بيانا رسميا يؤكد فيه إعتلال صحة الملكة، وخضوعها للعلاج غير الجراحي بسبب عدم الإنتظام في نبضات قلبها، وهو تقليد ملكي أردني، سنه الملك الأردني الراحل حسين بن طلال حين صارح شعبه مرتين خلال عقد من الزمن بأنه مصابا بداء السرطان، منعا لإنتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، وصيانة للأمن الداخلي على المستوى الوطني، وهو الأمر الذي لجأ إليه الملك الأردني في توفير المعلومة الرسمية عن الحالة الصحية لزوجته، بعيدا عن تسريبات وتأويلات مصادر إعلامية عالمية، وكي توفر عمان الرسمية كلفة النفي الرسمي لاحقا، أو تأكيد الأنباء، الأمر الذي يخلق حالة من الشك بشأن الحقيقة.

ومنذ بث خبر صحة الملكة، فقد لوحظ أن الشارع السياسي الأردني قد أبدى إهتماما كبيرا بالخبر الرسمي، وسط إنطباعات بأن أسرة الحكم الملكية في الأردن، لا تخفي أي مسائل تتعلق بصحة أفرادها، فيما دخل الآلاف من القراء الأردنيين للمواقع الإخبارية الإلكترونية الأردنية، لمتابعة أخبار صحة الملكة، وإرسال تعليقات ورسائل تتمنى لها الشفاء العاجل، والعودة السريعة الى بلادها.

الملكة رانيا العبدالله عقيلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الـ(40) أو quot;ستي رانياquot; كما يحلو للأردنيين تسميتها ومناداتها باتت منذ سنوات عدة تأسر قلوب ومشاعر الأردنيين على اختلاف منابتهم وأصولهم ومشاربهم الفكرية، بإطلالتها شبه اليومية في نشاطات ثقافية وإنسانية وإجتماعية وسياسية أيضا، ومناسبات عدة ما منحها تقديرًا وثناء كبيرين من المراقبين والمتابعين الذين قالوا عنها إنها واحدة من السيدات الأول القليلات حول العالم اللواتي يقفن بقوة خلف أزواجهن الزعماء، حيث ينجذب الأردنيون الى بساطتها ودماثة خلقها وتواضعها الجم في التعامل مع المحيطين بها، فلطالما أكد العاملون بمعيتها أنها تستقل سيارتها من دون حراسات أمنية وتتوجه الى مواقع أسر أردنية قرأت أو سمعت عن معاناتها الإنسانية لتقديم أشكال شتى من العون والغوث الإنساني شأنها في ذلك شأن العاهل الأردني عبدالله الثاني الذي لايكتفي بالتقارير المرفوعة إليه من كبار المسؤولين الأردنيين ، إنما يتنقل متنكرا بين الحين والآخر متفقدا واقع الحال في بلاده.

الملكةquot;أم حسينquot; لم تسمح للقب quot;الملكةquot; الذي نالته قبل أكثر من عشر سنوات أن يقلب حياتها ويغير أولوياتها وعاداتها، فلا تزال تحرص على متابعة أدق التفاصيل في التحصيل العلمي لأبنائها الأمراء حسين الذي عينه والده وليا للعهد قبل أكثر من عام، وإيمان وسلمى، وهاشم ، إذ يؤكد إداريون ومعلمون في المدارس التي يتلقى فيها الأمراء الصغار تعليمهم أنهم لطالموا فوجئوا بوجود الملكة الأردنية بينهم مستفسرة عن أوضاع صغارها ، ومشددة على أن ينال أولادها العناية ذاتها والتعامل نفسه الذي يحظى به بقية الطلبة في المدرسة، دون أي تمييز كونهم أبناء ملك البلاد.

والجدير ذكره أن رانيا قد تزوجت بالعاهل الأردني في صيف عام 1993 ، قد ولدت في العاصمة الكويتية ،وهي الإبنة الثانية لطبيب الأطفال الأردني الشهير ذي الأصول الفلسطينية الدكتور فيصل الياسين ، وكانت قد أسرت قلب الملك الأردني (الأمير آنذاك) عبدالله الثاني بن حسين حال رؤيته لها في أحد البنوك الأردنية التي كانت رانيا توظفت بها حال إنهائها دراسة إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة.