يرى مراقبون أن زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى الأردن تأتي في إطار تجديد الدعم السعودي للدور السياسي الأردني تحديدا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتأكيد أن أي حلول للدولة الفلسطينية يجب أن لا تكون على حساب الأردن.
يزور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز غدا الاردن ويلتقي مع الملك عبدالله الثاني بن الحسينلبحث جملة تطورات عربية اقليمة، وعلاقات التعاون الثنائية خصوصا الجانب السياسي بين البلدين، في اطار جولة العاهل السعودي العربية.
وتحظى هذه الزيارة الثانية للاردن بأهمية خاصة لدى الشارع الاردني بأطيافه الشعبية والرسمية خصوصا انها تأتي في ظروف اقليمية دقيقة تمر بها المنطقة العربية، لتوحيد المواقف ازاء القضايا الرئيسة في المنطقة اهمها القضية الفلسطينية ، ووضع لبنان الداخلي والعلاقة مع سوريا. الى جانب قضايا اخرى مقبلة على المنطقة .
واهمية زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى المملكة الاردنية الهاشمية وفق قراءة المراقبين تأتي لتجديد دعم السعودية لموقف الاردن سياسيا تحديدا في القضية الفلسطينية التي تعتبر من التحديات التي تواجه الاردن ويسعى الاردن الى حلها واقامة دولتين وليس على حسابها وتصفية مصطلح الوطن البديل الذي يظهر بين فترة واخرى .
وتكتسب هذه الزيارة اهمية مزودجة وفق الاستاذ في كلية الدراسات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور عمر الحضرمي انها تأتي ضمن خط زيارات لدول عربية هي مصر سوريا ولبنان ما يدل على ان طبيعة الملفات التي ستبحث بين القادة والقضايا خصوصا ان الرؤية الاردنية والسعودية مشتركة ازاء القضية اللبنانية والقضية الفلسطينية quot;.
ومع الاهمية للدور السياسي التي تتمتع به السعودية يدعمه عامل مهم وهو القوة الاقتصادية معزز بمكونات الدولة القوية كالمساحة والارث التاريخي وكذلك القوة الدينية كما يقول الحضرمي
والاستثناء في العلاقة الاردنية السعودية كما يقول الدكتور الحضرمي ان quot; كلا البلدين يشكلان بعدا استراتيجيا لبعضهما البعض هذا من ناحية quot;. اما النواحي السياسية الاخرى فيعتقد ان السعودية اذا رغبت بمدخل الى القضية الفلسطينية فسيكون عبر مدخل الاردن كونها اللاعب الرئيس والمؤثر بهذا الملف ،اضافة الى عامل مهم اخر وهو ان الاردن مفتاح رئيس للسعودية لبناء علاقات تجارية مع الاتحاد الاوروبي ، اضافة الى عامل مهم كما يقول quot; مسألة الحدود مع السعودية تمتاز بدرجة امن وحماية عالية حيث لاتسلل ولامشاكل اي ان الاردن حامٍ امنيا الحدود بشكل يمنح السعوديين الراحة والامان .
اما عن القراءة السياسية لتوقيت الزيارة الى الاردن تحديدا فيقول الكاتب الصحافي وائل الجرايشه إن زيارة عبد الله بن عبد العزيز تؤكد الدور المحوري والمهم للاردن كلاعب اساسي في المنطقة ، خصوصا ان الاردن له علاقات استراتيجة مع صناع القرار العالمي وعلى وجه التحديد الدول الغربية منها وهو الاقدر على التأثير في مراكز القوى العالمية لصوته المسموع وتمكنه من ادارة خطابه بشكل مميز وهو ما يعوّل عليه الكثير من العرب في نقل الصورة الحقيقة لجديّة العرب في الاتجاه نحو السلام.
فيما يؤكد الجرايشة ان زيارة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز تعد من المناسبات المهمة لدى الاردنيين لشخصيته ذات المزايا اضافة الى الثقل السياسي والدور المهم للمملكة العربية السعودية في دعم الاشقاء على مختلف الصعد .
والشق الاقتصادي في العلاقة الاردنية السعودية يحتل جانبا مهما ومتطورا في علاقة الدولتين حيث الاستثمار وتقديم المساعدات المالية للاردن .
وتعتبر السعودية بحسب مراقب اقتصادي quot; ان السعودية اول دولة لها استثمارات في سوق عمان المالية وصاحبة رأسمال في العديد من الشركات الرئيسة كالفوسفات ،والبوتاس ،والاسمنت ،الى جانب البنوك خصوصا العربي والاسكان ،الى جانب الاستثمارات في شركات العقارات الكبرى وتصل الاستثمارات في تلك القطاعات كما يشير المراقب تزيد عن2مليار دولار .
وبحسب المراقب الذي فضل عدم ذكر اسمه ان مساعدات السعودية لاتدخل موازنة الدولة حيث استلمت الاردن خلال شهر شباط الماضي 200مليون دينار لافتا الى ان quot;السعودية تمنح الاردن مساعدات سنوية تتراوح بين 200الى 500 مليون دولار .
من جانبه يؤكد الدكتور الحضرمي على مسألة البعد الاقتصادي بين الاردن والسعودية حيث الى جانب العلاقات السياسية والتعاون والتنسيق في المصالح المشتركة ، تمتاز السعودية بأنها اكثر الدول استثمارا في الاردن quot;. لافتا الى ان الصادرات الأردنية إلى السعودية هذا العام تقدر بنحو 350 مليون دينار، بينما تزيد المستوردات على مليون ونصف المليون دينار.
ويتفق الجرايشة مع الدكتور الحضرمي على اهمية الاستثمارات الاقتصادية السعودية في الاردن وتسهيل دخول رؤوس الاموال الخليجية .مشيرا الى ان quot; التصريحات الرسمية الاردنية تفيد ان حجم الاستثمارات السعودية المستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار وتلك القائمة في المدن الصناعية حتى منتصف العام الحالي حوالي 4ر1 مليار دينار quot;.
بالمحصلة يمكن وصف العلاقات السعودية انها قوية تقوم على اساس التعاون والتنسيق لان العين السعودية الى الاردن وقيادة الملك عبدالله الثاني قائمة على حرص السعودية على امن واستقرار الاردن ،وتنظر الى الاردن الشريك والحليف القوي وهذا كان واضحا عبر السنوات الماضية وكيف ان الاردن دعم المبادرة العربية لحل الصراع العربي الاسرائيلي وكذلك كيف تفهمت السعودية موقف الاردن عند توقيع معاهدة وادي عربة من اجل حماية مصالحه والمحافظة على القضية الفلسطينية .
وكان خادم الحرمين الشرفين زار الاردن في حزيران عام 2007 واطلق خلالها اكبر مشروع اسكان وهو مدنية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود السكنية في مدنية الزرقاء ثاني اكبر المدن الاردنية وتتضمن 70 الف وحدة سكنية، تستوعب 000ر350 مواطن .
التعليقات