روما: أكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني اليوم ان قرار الرئيس البرازيلي الماضي لويس ايناتسيو لولا دا سيلفا رفض تسليم ارهابي مطلوب للعدالة الايطالية لن يؤثر على العلاقات بين روما وبرازيليا.
وأثار القرار البرازيلي استياء واسعا داخل ايطاليا التي استدعت سفيرها من البرازيل فيما شهدت سفارت البرازيل وقنصلياتها في ايطاليا اليوم عددا من الاحتجاجات.

وقال بيرلسكوني في تصريح أدلى به بعد لقائه بابن أحد ضحايا المتهم اللاجىء الى البرازيل quot;ان هذه المسألة لا تتصل بالعلاقات الطيبة التي تربطنا بالبرازيلquot; مشددا على quot;أن علاقاتنا مع هذا البلد لن تتغير بسبب هذا الوضعquot;.
وأضاف أن quot;البرازيل بلد نرتبط معه بعلاقات صداقة قديمة وصلبةquot; منوها الى أن قضية تسليم الارهابي المطلوب المدعو تشيزرى باتيستي quot;لا تتعلق بالعلاقات بين بلدينا بل انها مسألة قضائيةquot;.

وتأتي تصريحات بيرلسكوني فيما قام عدد من المحتجين بتنظيم اعتصامات أمام قنصليات البرازيل في ميلانو والمدن الايطالية الرئيسية بينما يتأهب عدد من وزراء الحكومة الايطالية وممثلي مختلف الأحزاب تنظيم مظاهرة أمام مقر سفارة البرازيل وسط العاصمة روما للمطالبة بتسليم باتيستي.
من جانبه اجتمع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اليوم بسفيري ايطاليا لدى البرازيل ولدى الاتحاد الأوروبي لبحث تحرك قضائي تقوم به الحكومة الايطالية على الصعيد الأوروبي غير مستبعدا تبني أوروبا لمبادرة مشتركة لحث البرازيل على تسليم المطلوب الايطالي.
وكان فراتيني قد سارع فور اعلان قرار الرئيس لولا قبيل ساعات من تسليم مهام منصبه الى الرئيسة الجديدة مع مطلع العام الجديد الى استدعاء السفير الايطالي في برازيليا quot;للتشاورquot; وبحث الاجراءات القانونية لتفعيل الاتفاقية الثنائية لتبادل المطلوبين.

كما أدلى رئيس الجمهورية الايطالي جورجو نابوليتانو بتصريحات عبر فيها عن خيبة أمله من قرار الرئيس البرازيلي السابق قي حين أصدر رئيس الوزراء بيرلسكوني بيانا عبر فيه عن quot;الشعور العميق بالمرارة والأسف لقرار الرئيس لولاquot; بينما ألمح وزراء الخارجية الى امكانية تجميد التصديق على معاهدة للتعاون الواسع قيمتها عشرة مليارات يورو بين البلدين.
وتطالب ايطاليا بتسليم باتيستي الذي كان ناشطا ضمن جماعة يسارية متطرفة لتنفيذ اربعة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهم تتعلق بقتل أربعة ايطاليين بينهم عنصرين من أجهزة الأمن فيما بين العامين 1978 و1979 تمكن بعدها من الفرار من السجن الى فرنسا.

وظل باتسيتي فارا في فرنسا التي كانت تتسامح مع مجموعة من الارهابيين اليساريين السابقين ابان حقبة حكم الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران ثم فر بعدها الى البرازيل وتم القبض عليه عام 2007 وانقسمت الحكومة والمحكمة العليا على منحه حق اللجوء السياسي.