تاريخ النشر: 6 ديسمبر الساعة 11:30 ت.غ
أخر تحديث: 6 ديسمبر الساعة 17:37 ت. غ

اتّسم استئناف أعمال العنف في الجزائر بعد ظهر الخميس، بتصعيد خطر اتسع ليشمل مناطق ظلت هادئة الليلة الماضية، وبعد هدوء كان أشبه بذاك الذي يسبق العاصفة، أقدم شبان غاضبون اليوم على تخريب مرافق وأملاك عامة، فضلا عن مؤسسات تعرضت إلى حملة سلب منظّم.


الجزائر:في موجة مثيرة من فوضى لا تزال مستمرة، تعرض مقر بلدة أولاد بلحاج في ضاحية الكاليتوس (شرقي العاصمة) إلى الحرق، كما تعرّض أحد مقار مجموعة quot;رونوquot; للحرق تماما مثل مركز للضرائب يقع في الجوار، وكذلك عشرات السيارات كان مصيرها الحرق أيضا، ولم تسلم متوسطة في حي الشراربة المحاذي من انحراف متظاهرين، اختاروا سلب جميع ما وجدوه أمامهم، حيث شوهد المئات من الشباب الحديثي السن وهم ينهبون أجهزة كمبيوتر، طاولات، كراسي، كتبًا وسائر الوسائل البيداغوجية، قبل أن تمتد الأيادي إلى ثانوية quot;مسعودة جيدةquot;.

ومثلما توقع مراقبون في ساعات الصباح الأولى، اجتاح العنف أحياء ظلت خارج مثلث الغضب (باب الوادي ndash; بلوزداد ndash; الشراقة)، حيث كان حي باب الزوار (15 كلم شرقي العاصمة) على موعد مع التململ عند الظهيرة، وهي عدوى مست أيضا أحياء بوفريزي، وباش جراح الذي تفجّرت منه شرارة أحداث الخامس أكتوبر/تشرين الأول 1988 المدوية.

وفي وقت لم ترد أنباء عن إصابات وسط انتشار الشائعات كالهشيم، صرّح أحد الغاضبين: quot;سئمنا هذا الوضع، ولا مبالاة المسؤولينquot;، فيما أردف آخر: quot;هل من المعقول أن تقفز الأسعار بين عشية وضحاها إلى الضعف؟quot;، بينما رفض ثالث التعليق، واكتفى بإظهار كيس من السكر اضطر لدفع 130 دينارا لأجل الحصول عليهquot;.

وفيما تحاشى التلفزيون الرسمي تماما مثل الإذاعة الحكومية بقنواتها، الإشارة إلى الصدامات التي بدأت ليلة الأربعاء بسبب الارتفاعات القياسية في أسعار المواد الأكثر استهلاكا وتردي الوضع الاجتماعي، لوّحت الحكومة اليوم في برقية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية بسلسلة إجراءات لامتصاص غضب الشارع، جملة تدابير لتأطير النشاطات التجارية ومحاربة الغش والمضاربة، وكشف quot;بشير سيراويquot; رئيس اللجنة المهنية لفرع البطاطس عن إنشاء وحدات خاصة للتخزين والضبط لخفض أسعار هذا المنتوج ذي الإستهلاك الواسع.

كما شدّد مصدر حكومي جزائري على مواصلة الدولة سياسة دعم أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع، وربط المصدر ارتفاعات الأيام الأخيرة بانعكاسات ما يقع في الأسواق العالمية، مقحما كذلك عامل المبالغة في هوامش الربح التي يمارسها بعض التجار.

قبضة حديدية بين المضربين والسلطات

إلى ذلك، يرشح الوضع في مرفأ الجزائر العاصمة إلى اشتداد القبضة الحديدية بين العمال المضربين والإدارة، حيث اعتبرت الأخيرة أنّ الحركة الاحتجاجية التي أعلنها العمال غير شرعية، وألزمتهم بالالتحاق بمناصب عملهم في غضون الـ24 ساعة القادمة وإلا سيكون مصيرهم الفصل، ويتعلق الأمر بتسعمائة عامل.

إلاّ أنّ النقابة رفضت موقف الإدارة، وجزمت في بيان لها أنّ التوقف عن العمل سيستمر لغاية الوفاء بمطالب المضربين، ما يؤشر إلى مزيد من التأزيم، خصوصا مع تأكيد quot;عبد العزيز غطاسquot; المدير العام المساعد لمرفأ الجزائر أنّ إدارته ليست مستعدة لقبول مطالب صنّفها بأنّها مخالفة للقانون.