أثارت قرارات فرض الضرائب في رمانيا غضب السحرة الذين باتوا يكيلون اللعنات للحكومة.
لندن: إذا كان حكام أوروبا الآخرون يعانون من ردات الفعل الشعبية إزاء إجراءات التقشف التي أجبرتهم الشدة الاقتصادية على اتخاذها، فليجدوا العزاء في أنهم لا يحكمون رومانيا.. لأن الأمر هنا يتعلق بمواجهة غضب السحرة أنفسهم.
ميخائيلا مينتشا وابنتها كساندرا في عرينهما المسحور |
فقد رد هؤلاء على قرار الحكومة جباية الضرائب منهم باللجوء الى مستحضرات تشمل مكوناتها غائط القطط والكلاب الميتة بمثابة تعويذات تقيهم شر الحكومة، على جهة الدفاع، ولعنات تنصب وبالا عليها، من جهة الهجوم. والغريب هو ان الإجراء أخذ العرّافين أنفسهم على حين غرة رغم أن المفترض أن يكونوا قد تنبأوا به وتحسبوا له حتى قبل أن يخطر على بال الحكومة.
والخميس تجمع السحرة والعرافون من شرق البلاد وغربها في جنوب البلاد وعلى ضفاف الدانوب لإكمال تعاويذهم واستحضار الجن والأرواح لمحاربة الحكومة. وربما بدا الموضوع للبعض شيئا من فكاهة. ولكن في بلاد يسود فيها التطيّر والايمان بالخرافة على نطاق واسع، فإن حكومة الرئيس ترايان بسيسكو تحمل التهديد على محمل الجد.
وتبعا لصحيفة laquo;واشنطن تايمزraquo; التي أوردت الخبر، فإنه ووزراءه يرتدون سترات أرجوانية كل خميس لدرء العين الشريرة. والسبب في هذا هو أن الأرجواني بعتبر، في عالم السحر، لونا ذا ذبذبات عالية قادرة على مواجهة صنائع أكبر جماعات السحرة وهي laquo;اللهب البنفسجيraquo; التي تمارس طقوسها في ذلك اليوم من كل اسبوع.
وقالت ساحرة تدعى اليزيا إنها وإحدى عشرة من رفيقاتها نزلن الى الدانوب ووضعن نبات اللفاح المزوَّد بالتعاويذ واللعنات على مياهه laquo;من أجل إهالة الشر على الحكومةraquo;. وأضافت قولها: laquo;هذا قانون غبي. أي ضرائب يريدونها منّا ونحن فقراء لا نجد قوت يومنا؟ وهؤلاء المشرّعون أنفسهم.. انظر اليهم والى ثرائهم وأحابيلهم. كلهم لصوص يسرقون أموال الدولة ويأتون الينا لتزويدهم بالتعاويذ التي تقيهم القانون وشر الأعداءraquo;.
الساحرة براتارا بوتسيا تتوعد بإسقاط الحكومة الشهر الحالي
يذكر أن الضرائب فرضت على السحرة والعرافين السبت الماضي كجزء من حملة الحكومة للانقضاض على المتهربين منها في وقت تعاني فيه البلاد من حالة مزرية من الركود الاقتصادي. وكبقية العاملين المستقلين فسيضطرون لدفع 16 في المائة من مداخيلهم إضافة الى مساهماتهم الإجبارية في صناديق البرامج الصحية والمعاشات.
ولا يقتصر هذا الأمر على السحرة والعرافين وإنما يشمل قطاعات أخرى كانت معفيّة سابقا من الضرائب مثل المنجّمين والمحنِّطين والخدم والوصفاء ومنظفو السيارات ومعلمو قيادتها.. الجميع باختصار. لكن العديد من الناس يقولون إن من المستحيل عمليا على الحكومة جمع الضرائب من هؤلاء لأنهم يتقاضون أجورهم المتدنية أصلا (7 إلى 10 دولارات في اليوم) نقدا وبالتالي فلا سبيل لإثباتها بالأرقام المدوّنة أمام القضاء.
والسحر والتطيّر - وما شابههما - متأصلان في الثقافة الرومانية ويعود تاريخهما الى قرون ضاربة في القدم. بل أن الكنيسة الأورثوذكسية - التي ينتمي اليها أربعة أخماس أهل البلاد - تعترف بتلك الممارسات. وعلى سبيل المثال، ففي العام 2009 زعم المرشح الرئاسي ميرتشا جيوانا وزوجته إنه تعرض لما أسمياه laquo;طاقة سلبيةraquo; أخالها عليه أنصار الفائز ترايان بسيسكو أثناء حوار تلفزيوني حاسم بينهما جاء فيه أداء جيوانا ضعيفا وأدى الى خسارته.
وقال مساعدو جيوانا إن تلك الطاقة السلبية كانت جزءا من مؤامرة تحالف فيها بسيسكو مع جماعة laquo;اللهب البنفسجيraquo;، وأنه كان يرتدى سترة بنفسجية أيام الخميس لزيادة فرص فوزه على جيوانا. ويذكر أيضا أن الدكتاتور السابق نيكولاي تشاشيسكو وزوجته ايلينا اشتهرا بأن لهما ساحرتهما الخاصة.
ورغم أن الأغلبية الساحقة من السحرة غاضبة على الحكومة وضرائبها الآن، مثل براتارا بوتسيا التي تقول إن لعناتها القوية ستسقط الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، فإن المرء يجد بينهم من يرى خيرا في الأمر برمته. ومن هؤلاء ميخائيلا مينتشا التي تقول: laquo;هذا قانون جيد للغاية. بوسعي الآن فتح عيادتي الخاصة لأن الدولة صارت تعترف بمهنتنا رسمياraquo;.
التعليقات