يتوقّع محللون وسياسيون تحدّثت معهم إيلاف انفصال جنوب السودان عن شماله خلال استفتاء الاحد الذي رجّحوا أن يكون نزيها. كما توقع المحللون أن تكون الدولة الوليدة دولة أفريقية لا عربيّة، ولكنها ستحتفظ بعلاقات طيبة مع العرب.


القاهرة: يدخل السودانيون الأحد مرحلة مهمة من تاريخ بلادهم إذا يبدأ استفتاء الانفصال وسط توقعات بالتصويت لصالح الانفصال لاسيما بعد ما عانه الجنوب من الإهمال وعدم الاهتمام والحروب المتعاقبة.

وتوقع سياسيون وخبراء في الشأن السوداني تحدّثوا لـquot; إيلافquot; عن انفصال جنوب السودان عن شماله خلال الاستفتاء الذي يبدأ صباح الأحد، مؤكدين على أن الإجراءات التي اتخذت حتى الآن من قبل الأجهزة الأمنية في السودان والأمم المتحدة تضمن نزاهة الاستفتاء بحيث تكون نتائجه نزيهة.

وقال المتحدث الرسمي باسم حركة تحرير السودان أحمد على حجي لـquot;إيلافquot; إن فرصة الوحدة في السودان ضعيفة جدا متوقعا أن تكون نتائج التصويت لصالح الانفصال نظرا لرغبة الجنوبيين في ذلك لافتا إلي أن دولة الجنوب ستكون دولة افريقية في الغالب وليست عربية.

وأشار إلى أن كافة الإجراءات التي تمت حتى الآن تضمن خروج الاستفتاء بصورة نزيهة بعيدا عن أي عمليات تزوير لافتا إلي أن زيارة الرئيس البشير إلي الجنوب السوداني مؤخرا جاءت في الوقت الضائع ولن تسطع تعديل اتجاه الجنوبيين نحو الانفصال.

وأوضح حجي أن دولة الجنوب ستكون على تعاون مع دولة الشمال لأن الشعبين لن ينسوا أبدا أنهم كانوا دولة واحدة مشيرا إلى أن الحديث عن استهداف الغرب للجنوب من أجل الضغط على البلاد العربية أمر سابق لأوانه بكثير وحصل على أكثر من حظه في وسائل الإعلام.

وأكد حجي أن العلاقة بين شمال السودان وجنوبه ستكون بحاجة إلي الترتيب خلال الفترة الأولى من الانفصال لاسيما في ظل استمرار وجود عدد من الملفات العالقة بين الجانبين مشيرا إلي أن هناك العديد من الإشكاليات المشتركة التي ستحتم على البلدين التعاون.

وشدد على أن الحل العسكري لحل مناطق النزاع المشترك بين الشمال والجنوب مرفوض لأن الشعب السوداني أرهقته الحرب مشيرا إلي أن المفاوضات والطرق السلمية هي الطريقة التي سيتبعها السودانيين من أجل إنهاء أي نقاط خلاف.

من جهته قال مدير مكتب حزب المؤتمر الحاكم بالقاهرة وليد السيد في إفادات لـquot;إيلافquot; إن الموقف الأمني إلى الآن مستقر في كافة أنحاء السودان لافتا إلى أن كافة المؤشرات الأولية تدل على خروج استفتاء يشهد بنزاهته العالم أجمع لاسيما في ظل رغبة شريكي الحكم في السودان في تحقيق النزاهة والشفافية الكاملة.

وأكد على أن هناك بعض الصعوبات التي واجهت مرحلة الاستعداد للاستفتاء بسبب تدخلات منظمة الهجرة الدولية لافتا إلى أن هذه الإشكالات تم إنهائها بالتفاوض والتعاون مع الأمم المتحدة.

ولفت إلى أنه في حال انفصال الجنوب فإن الدولة الوليدة ستواجه مشاكل أمنية ومشاكل في البنية التحتية موضحا أن شمال السودان سيقوم بمساعدة الجنوب على بناء دولته المستقلة والتغلب على مشاكله.

وأوضح أن محاولات الحوار بين الشمال والجنوب لن تتوقف حتى تنتهي بإيجاد حلول لكافة المشكلات العالقة مشيرا إلي أن الحرب التي أنهكت السودان لا يمكن أن تعود مجددا مهما كانت الأسباب.

وقال الخبير في الشأن السوداني الدكتور ميلاد حنا أن التوقعات تشير إلي انفصال الجنوب عن الشمال في السودان وهو ما استشهد عليه بهجرة الجنوبيين من الشمال إلى الجنوب خلال الأسابيع الماضية لافتا إلى أن دولة الجنوب في سبيلها إلى الإعلان.

وأكد على أن الدولة الوليدة لن تكون دولة عربية بل ستكون دولة أفريقية ليس لها علاقة بالعرب وإنما تحتفظ بعلاقات طيبة معهم مشيرا إلي أن جنوب السودان سيتم اختيار اسم بديل له.

ولفت حنا إلى أن مصير دولة الجنوب لا يزال غامضا في الوقت الحالي متوقعا أن تكون الأشهر الأولى للدولة هي المعيار الذي على أساسه يمكن الحكم عليها.

وأوضح أن الشمال والجنوب قادران على تخطى الخلافات بشكل ودي خاصة في ظل وجود رغبة من الطرفين في ذلك، لافتا إلى أن كل منهما يمكن أن يقدم تنازلات في مقابل أن يضمن الاستقرار لبلده.