شكلت إستقالة الحكومة اللبنانية، محور اهتمام اسرائيل على المستويين السياسي والعسكري، حيث عقد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزارة الخارجية والجهات الأمنية المسؤولة جولة مشاورات أعلنت خلالها أن اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في لبنان.
ساركوزي مستقبلا مساء الخميس سعد الحريري |
إستحوذ قرار وزراء المعارضة اللبنانية الاستقالة من حكومة سعد الحريري، الأربعاء، على اهتمام وسائل الإعلام والصحف والساسة الإسرائيليين، حيث كتبت صحيفة quot;هآرتسquot; خلال تناولها الأزمة اللبنانية على صدر صفحتها الأولى تقول حسن نصرالله قام بتفكيك حكومة الحريري، ودخلت الأزمة اللبنانية مرحلة الذروة على خلفية نشر توصيات المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
بدورها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الحكومة الإسرائيلية تتابع التطورات المتلاحقة في بيروت، وان اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أقدم quot;حزب اللهquot; على تسخين الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإبعاد الأنظار عن القرار الظني المحتمل ضد عناصر الحزب.
اما صحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; فقد نقلت عن الجنرال المتقاعد عاموس يدلين رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية (آمان) السابق قوله:quot; انه بإمكان quot;حزب اللهquot; quot;إحتلالquot; لبنان كون قوته وقدراته العسكرية تفوق قدرات الجيش اللبناني، وانه غير متأكد في ما إذا سيقوم الحزب بجر اسرائيل نحو مواجهة جديدةquot;.
كما زعم يدلين أن دولاً لها تأثير على الساحة اللبنانية معنية باستقرار الوضع السياسي في لبنان، وquot;حزب اللهquot; لا يمكنه أن يتحمل اتهامه وضلوعه باغتيال الرئيس الحريري إذ أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله يعتبر الرئيس الحريري الأب شهيدا.
إلى ذلك نفى مسؤول إسرائيلي للإذاعة العامة أن يكون لإسرائيل أي دور أو يد في الأزمة اللبنانية الحالية، وإنها أكدت للبنان عبر الولايات المتحدة أنها ليست ضالعة في الأزمة اللبنانية مطلقا، وان الأمر شان لبناني داخلي، ولا تتوقع أن تؤثر استقالة وزراء quot;حزب اللهquot; وحلفائه من حكومة سعد الحريري على وضع الحدود اللبنانية الإسرائيلية. مؤكدا أن اسرائيل على أتم الاستعداد لمواجهة أي سيناريو محتمل.
برئيل: أي حرب محتملة ستؤثر على مصالح الطرفين
د.تسفي برئيل محلل الشؤون العربية في صحيفة quot;هآرتسquot; استبعد في تصريحات لـquot;إيلافquot; أن تقوم اسرائيل بتوجيه ضربة للبنان، فعلى الرغم من أن الجيش موجود في حالة استنفار إلا أن هذا لا يعني انه سيقوم بشن هجومquot;.
وأضاف:quot; على اسرائيل أن لا تخذ موقفا في الأزمة، وهذا لا يعني أن لا تراقب والاهتمام بما يجري على الساحة اللبنانيةquot;.
وتابع برئيل:quot; وجود الجيش في حالة استعداد واستنفار لا يعني قيامه بهجوم مباشر، وان على اسرائيل القيام بخطوات عسكرية، ولا اعتقد أن مصلحة اسرائيل وquot;حزب اللهquot; القيام بخطوات عسكرية وتصعيد الوضع على الحدود الشمالية. والمطلوب حاليا الصبر والإطلاع إلى أين ستقودنا الأزمة الحالية والتريثquot;
واستبعد برئيل نشوب حرب بين اسرائيل ولبنان على خلفية استقالة وزراء quot;حزب اللهquot; وسقوط حكومة سعد الحريري، كون ان حربا في هذا الوقت ستؤثر على الشعبين الإسرائيلي واللبناني، وهي تضر بمصالح اسرائيل في حال بادرت لشن حرب، ويقوي موقف quot;حزب اللهquot;، كما وان العكس هو الصحيح وأي مبادرة quot;لحزب اللهquot; لشن حرب ستؤدي إلى الإضرار بمصالحه ما سيقوي الموقف الإسرائيلي بالمقابلquot;.
وأضاف برئيل:quot; اذا بدا quot;حزب اللهquot; بحرب فهذا يعني أن رد اسرائيل سيكون عنيفا ولن يقتصر على الحزب فقط إنما سيطال الرد كامل لبنان، وبذلك تعود بيروت إلى دوامة الماسي، وأنا لا أتوقع أن احدا من الطرفين معني بالدخول في حرب كون الأمر لا يصب في مصلحة أي من الطرفينquot;.
وردا على سؤال حول إمكانية أن يتولى احد قادة المعارضة منصب رئيس الحكومة في لبنان، حيث يدور الحديث عن عمر كرامي، قال برئيل:quot; منذ العام 1982-1983 اسرائيل لا يهمها من هي الشخصية التي تتولى منصب رئيس الوزراء في لبنان، إذ أن الحكومة اللبنانية لا تعتبر ذات صلاحية وقوة، على الرغم من الدعوات والتصريحات الإسرائيلية المتكررة التي وجهت لحكومة الحريري الابن، واعتقد أن الرئيس ميشيل سليمان قد طلب من الرئيس الحريري مواصلة مهام منصبه وقيادة حكومة تسيير أعمالquot;.
وحول تولي شخصية من المعارضة اللبنانية منصب رئيس الحكومة قال برئيل انه لا يوجد علاقات حميمة أو ودية بين اسرائيل ولبنان، وعليه أي تغيير في شخصية رئيس الحكومة لن يغير شيئا من الموقف الإسرائيلي.
وأضاف:quot; أتوقع أن الأمر سيؤثر على علاقات لبنان مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، في حين يجب تحليل العلاقات السورية-اللبنانية، فلبنان كدولة ليس لها أهمية إستراتيجية بالنسبة للقوى في المنطقة، وعلينا متابعة رد فعل إيران وسوريا والسعودية على تطورات الأزمة في لبنان، وخصوصا بعد فشل مساعي الوفاقquot;.
وأوضح برئيل أن هذا الأمر لن يؤثر من ناحية اسرائيل ولبنان، وان تغيير الحكومة في لبنان لن يغير شيئا في الموقف الإسرائيلي.
وتوقع برئيل تدخل دول ومنها سوريا والسعودية وقطر على الخط، متمنيا أن لا يكون هناك احتكاكات في الشارع اللبناني، وتابع:quot; في نهاية المطاف يجب انتظار قرار المحكمة الدولية هل ستعلن القرار الظني أم لا، هذه المحكمة التي تطورت لتهديد لبنان، وليس كمان كان الهدف في بداية إقامتها، ويجب اخذ هذا الأمر بعين الاعتبار والمقارنة بين النفع والضرر للبنانquot;.
بيري: اسرائيل وquot;حزب اللهquot; غير معنيين بالدخول بدوامة الحرب مرة أخرى
سمدار بيري محللة الشؤون العربية في quot;يديعوت احرنوتquot; قالت لـquot;إيلافquot; إن اسرائيل تتابع وتلاحق تطورات الأمور في لبنان، وان استقالة وزراء quot;حزب اللهquot; وحلفائه كانت متوقعة ولكن لم يكن معروفا توقيتها، والتقديرات في اسرائيل تشير إلى أن quot;حزب اللهquot; لن يفتح جبهة مع اسرائيل.
وأضافت:quot; لا احد يعرف ماذا سيحصل في لبنان في الوقت الحالي، ولا احد يعلم ما إذا سيتم نشر القرار الظني أم لا، وأنا أتوقع أن الأسماء المتوقع توجيه التهم إليها معروفة للإطراف اللبنانية وكذلك لجهات أخرى، بما فيها اسرائيل، وأظن أن اثنين من الأسماء باتت خارج الصورة احدهما العماد مغنيةquot;.
وأوضحت بري أن مصلحة اسرائيل تكمن في عدم الدخول في حرب مع لبنان، وبالأمس كان هناك لقاء دوري بين مندوبين إسرائيليين ولبنانيين برعاية الأمم المتحدة، وكل واحد من الطرفين يعرف ماذا يوجد لديه، وتابعت:quot; اعتقد أن الأطراف المعنية تعرف ما لها وما عليها. وإعلان الجيش استعداداته للحرب لا يعني بالضرورة الخروج للحرب، فإسرائيل غير معنية في الوقت الحالي بشن حرب جديدة، وكذلك الأمر بالنسبة لـquot;حزب اللهquot;، والطرفان استخلاصا العبر من حرب تموز/يوليو 2006، ويعرفان أن مصلحتهما ليست بشن حرب.
وقالت بري:quot; حزب الله يعرف جيدا أن المبادرة لحرب تعني هدم كل ما قام ببنائه بعد الحرب في 2006quot;.
وردا على سؤال في ما لو تولت شخصية من المعارضة رئاسة الوزراء في لبنان، قالت بري:quot; شخصية رئيس الحكومة في لبنان، لا تلعب دورا هاما بالنسبة لإسرائيل وكذلك في لبنان إذ أن الرئيس اللبناني هو القائد الأعلى للجيش، والحريري الآن هو رئيس حكومة تصريف أعمال، وأنا أتوقع دخول تركيا كلاعب جديد على الساحة اللبنانية حيث لها علاقات مع الفرقاء اللبنانيينquot;.
التعليقات