تشارك شخصيات روحية عربية وأجنبية تمثل مختلف الاديان السماوية في مؤتمر دولي لحوار الاديان تستضيفه مدينة النجف العراقية غدا بهدف تقريب الفواصل بين الاديان والاعتراف بالتنوع الروحي ومواجهة محاولات الجماعات quot;الارهابيةquot; للتفريق بين الاديان كما ابلغ ذلك quot;إيلافquot; وزير الثقافة العراقي سعدون الدليمي .


يهدف مؤتمر حوار الأديان في مدينة النجف العراقيةإلى أحداث نوع من التقارب الديني والفكري بين أطياف المجتمع العراقي وتوطيد العلاقات بين مختلف الأديان والمذاهب لتجنب تكرار عمليات القتل التي واجهها العراقيون من مختلف الطوائف في الفترة بين عامي 2006 و2008 بسبب نشوب الاقتتال الطائفي . واوضح وزير الثقافة العراقي سعدونالدليمي ان المؤتمر الذي تنظمه وزارته وتستمر اعماله ثلاثة ايام سيعقد تحت شعار quot;الحوار ضمانه لسلام البلاد والعبادquot; موضحا ان هذا الشعار تم اختيارة قبل استلامه الوزارة وقال quot;انا لا اجدة شعارا مؤثراquot;. واوضح ان المؤتمر يسعى الى quot;تقريب الفواصل التي تسببت بها الجماعات الارهابية ومحاولة العودة بالاديان الى قاعدة المشترك والاعتراف بالتنوع على انه ضرورة انسانية وسنه الهيةquot; .

واوضح وزير الثقافة ان المؤتمر سيبحث في ثلاثة محاور اساسية quot;الاول يعرج على مفهوم الحوار بين الاديان ومدى ضرورته للتعايش الانساني .. والثاني يتناول المشتركات الجوهرية بين الاديان السماوية كالايمان باله واليوم الاخرالايمان بالنبوة وهكذا .. اما المحور الثالث فيتناول التحديات التي توجهها الاديان السماوية هذه الايام ومنها الكفر والتكفير النزعه المادية والانحلال الاخلاقي استخدام السياسة للدين كاداة لتحقيق المصالح الفئوية والحزبية والتطرف الديني .. ويناقش المحور الرابع مقومات النجف الاشرف الدينية والتاريخية والحضارية للاسهام في حوار الاديان .. فيما يتناول الخامس دور الاديان في نشر ثقافة التسامح والاخوة الانسانية ونبذ العنف والارهابquot;

ويعتبر المؤتمر خطوة للاحتفاء بمدينة النجف عاصمة للثقافة العربية والإسلامية لعام 2012 سيستضيف شخصيات دينية عربية وأجنبية من مختلف بلدان العالم فضلاً عن ممثلي جميع الاديان السماوية مثل المسيحية والصابئية واليهودية . وكان من المقرر انطلاق فعاليات مؤتمر حوار الأديان الشهر الماضي لكن وزارة الثقافة العراقية أجلت انطلاقه انذاك تضامنا مع المسيحيين في العراق الذين تعرضوا وقتها لهجمات مسلحة وعمليات تهجير.

شخصيات روحية من داخل العراق وخارجه
ومن الشخصيات العربية والاجنبية المشاركة في اعمال المؤتمر الدكتورة رجاء ناجي المفكرة الاسلامية المغربية والدكتور امين مكاوي ممثلا لجمعية الفلاسفة المسلمين والدكتورة ثريا اقبال رئيسة جمعية مراكش الثقافية وحميد مراد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا واميركا والدكتور ماهر حمود شافعي رئيس اتحاد اهل السنة في لبنان والشيخ اية الله محمد على التسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب والشيخ مولوي اسحاقي مدني حنفي رئيس اهل السنة في بلوجستان والشيخ علي البغدادي منسق جمعية التقريب بين المذاهب وباقر على اكبر من ايران وحسين اسماعيل سليماني من ايران وروني سامي الخوري من لبنان وصلاح مهدي الفرطوسي من هولندا .. أضافة الى الدكتور عصام ناجي عباس مدير مؤسسة بيت النجمة المحمدية والقس معن بيطار من سوري وخالد شوكت من هولندا ومحمد هليل القريشي من فرنسا.

كما سيشارك في اعمال المؤتمر من الشخصيات العراقية المطران لويس ساكو مطران الكنيسة الكلدانية في كركوك والمطران بشار متي من اربيل والمطران اسحق هرمز مطران الكنيسة الاشورية في دهوك والمطران جرجيس موسى مطرام الكنيسة السريانية بالموصل والشيخ علي خلف وهو رجل دين ازيدي والملا عبد الله سعيد ويس رئيس اتحاد علماء المسلمين بكردستان والملا حمد امين عبد القادر اربيل والملا عبد الباسط كاكا شيخ عمر من اتحاد مسلمي كردستان ومحمد مراد محمد محشون من علماء مسلمي كردستان والملا جعفر نجم الدين وخير بوزاني رئيس الوقف الازيدي وخالد البير مدير اوقاف الشؤون المسيحية والاب ريان بولص مستشار الشؤون المسيحيه وميروان محمود كاكا شيخ مدير اعلام وزارة الاوقاف ... اضافة الى آزاد مجيد عبد الله من وزارة الثقافة الكردية واحمد محمد شريفمن وزارة الثقافة الكردية وهفال احمد افندي من الثقافة الكردية ونوزاد بولص الحكيم من وزارة الثقافة الكردية.

واكد وزير الثاقفة ان هذا المؤتمر يعتبر باكزرة نشاطات عدة ستنظمها الوزارة خلال العام الحالي حيث تستعد حاليا لاقامة مهرجان الواسطي للفنون التشكيلية في بغداد تشارك فية اسماء دولية كثيرة اضافة الى مهرجان للشباب وابداعاتهم في كل صنوف الثقافة والادب والفن يشارك فية فنانون عراقيون شباب من داخل البلاد وخارجها سيتضمن عروضا مسرحية وسينمائية وغنائية وراقصة اضافة الى ابداعات في الفن التشكيلي.

مؤتمران في بغداد وكوبنهاكن يدعوان لحماية المسيحيين
وكان زعماء دينيون مسلمون ومسيحيون في العراق دعوا امس الى تشكيل جبهة موحدة لحماية المسيحيين في اعقاب موجة من الهجمات ضدهم مما ادى الى هروب الاف منهم من العاصمة بغداد بعد هجوم على كاتدرائية كاثوليكية في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي والذي اسفر عن مقتل 52 شخصا وكذلك في اعقاب سلسلة من الهجمات بالقنابل على منازل المسيحيين الشهر الماضي والتي اسفرت عن مقتل شخصين وجرح 16.

وقال احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني في العراق خلال اجتماع ان المجرمين لن يقدروا على تقسيم العراقيين على اسس دينية وعرقية. واكد للمشاركين في مؤتمر للتقريب بين الاديان في بغداد ان العراقيين جسد واحد واذا تعرض الجانب المسيحي للمعاناة فان سائر الجسد المسلم سيتداعى له. واضاف ان الدم العراقي مقدس وخط احمر لا يمكن تجاوزه.
ومن جهته قال عبد الله النوفلي رئيس ديوان الوقف المسيحي ان المسيحي في العراق لا يعادي احدا ولم يرفع السلاح يوما ما في وجه احد ولم يقاتل لطرد المسلمين من ديارهم في هذا البلد.
وهذا اللقاء هو الاول من نوعه وعقد في مسجد ام القرى في غرب بغداد. وزينت صورة ليدين تخرجان من مسجدين شهيرين احدهما سني والاخر شيعي وتعانقان كاتدرائية سيدة النجاة التي شهدت الحصار الذي وقع في 31 تشرين الاول احد جدران مسجد ام القرى.

وفي الاطار نفسه دعا مؤتمر لحوار الاديان اختتم اعماله في كوبنهاكن امس بعد اجتماعات استمرت ثلاثة ايام الى التصدي لاستهداف المسيحيين في العراق ومطالبة الحكومة بالاسراع في تفعيل توصيات مجلس النواب العراقي بهذا الصدد. وطالب المؤتمر الذي عقد تحت اسم مؤتمر قمة الطوارئ لحوار الاديان الجهات ذات العلاقة الى تبني الخطاب الديني المعتدل وضرورة تجريم التحريض الطائفي والديني وثقافة الكراهية وادراج هذا الموضوع في جدول اعمال مؤتمر القمة العربية المزمع انعقادها في اذار المقبل في بغداد.

والمشاركون في المؤتمر معظمهم من اعضاء مجلس حوار الاديان العراقي الذي تشكل عام 2006 وبقت اسماءهم طي الكتمان لاسباب quot;امنيةquot; حسب مصادر من وزارة الخارجية الدنماركية لحد وصولهم الى كوبنهاكن، هم: الشيخ عبداللطيف هميم الامين العام لجماعة علماء ومثقفي العراق، خالد الملا، السيد جواد الخوئي، الشيخ عبدالحليم الزهيري، النائب يونادم كنا، الدكتور افاك اسادوريان رئيس اساقفة ارمن الارثدوكس، النائب ماجد الحفيد امام وخطيب الجامع الكبير في السليمانية، فيما لم يستطع رجل الدين الشيعي عمار ابو رغيف من حضور المؤتمر، بينما انظم اليه في اليوم الثاني، ممثل عن طائفة الصابئة المندائيين، عبدالرزاق شمخي، اضافة الى القس اندرو وايت.

يذكر ان مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة مسؤوليتهم عن الهجمات التي اثارت مخاوف من عودة العنف الطائفي الذي اجتاح العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 ووصل الى ذروته في عامي 2006 و2007. وقال تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بالقاعدة ان العراقيين المسيحيين سيكونون اهدافا للمزيد من الهجمات الا اذا ضغطوا على الكنيسة المصرية لاطلاق سراح نساء يقول ان الكنيسة تحتجزهن بعد اعتناقهن للاسلام.
ووصل عدد المسيحيين في العراق الى نحو 1.5 مليون شخص يوما ما لكن يعتقد الآن ان عددهم تراجع الى اقل من 850 الفا من بين سكان البلاد البالغ مجموعهم 30 مليون نسمة. وقالت الامم المتحدة ان نحو الف أسرة مسيحية فرت الى اقليم كردستان في شمال العراق او الى بلدان مجاورة منذ الهجوم على الكاتدرائية.