اعتبر سفير الصومال في القاهرة ومندوب بلاده لدى الجامعة العربية عبد الله حسن محمود أن إنعكاسات إنفصال الجنوب السوداني على أفريقيا سلبية تماماً. وأشار إلى أن الصومال لن تشهد إستقرار في وجود المتمردين، واصفاً إياهم بالمجرمين.


القاهرة: أكد سفير الصومال في القاهرة ومندوب بلاده لدى الجامعة العربية عبد الله حسن محمود في حواره مع quot;إيلافquot; أن الحرب الصومالية ليست قبلية بل حرباً دولية مسيسة، وأن الدول الكبرى لديها أجندات لا نفهمها، ولم يكشف عن سبب التسييس، كما اعتبر أن بلاده لن تشهد إستقراراً لوجود المتمردين الذين يطلقون على أنفسهم quot;المجاهدينquot;، واصفاً إياهم بـquot;المجرمينquot;.

كما كشف محمود أن لكل دولة في المنطقة أجندة خاصة تجاه بلاده غير أنه لم يتهم دولة بعينها، مؤكداً على تعاون الدول المجاورة للصومال في مساعدة بلاده على التوصل للإستقرار، ومعرباً عن أمله أن تشهد الفترة المقبلة في بلاده إستقرارا في حال جلوس الشماليين الصوماليين quot;أرض الصومالquot; إلى طاولة المفاوضات مع الجنوبيين، لافتاً إلى أن الشعب الصومالي يحب الإستقرار وأصابه الملل من الحرب الطويلة الأمد التي أتت على الأخضر واليابس.

ودافع محمود عن وجود قوات الإتحاد الأفريقي في الصومال معتبراً أنها تحافظ على إستتباب الأمن والإستقرار وحماية الشرعية، كما تمنى لو كانت هناك قوات عربية موجودة على الساحة الصومالية لحفظ الأمن.

كما أشار إلى أن إنعكاسات إنفصال الجنوب السوداني على أفريقيا سلبية تماماً.

وقبيل توجهه إلى شرم الشيخ للمشاركة في أعمال القمة الإقتصادية العربية الثانية إلتقته quot;إيلافquot; في مقر سفارة الصومال بالقاهرة، حيث كان هذا الحوار:


الإنفصال سلبي على أفريقيا

- كيف تبدو إنعكاسات المشهد في السودان بعد إجراء الإستفتاء على تقرير مصير الجنوب، على دول المنطقة وخاصة القرن الأفريقي؟

bull; الإنعكاسات على أفريقيا ليست إيجابية وإنفصال الجنوب السوداني سلبي تماماً ولا أريد أن أدخل في تفاصيل.

نفوذ أميركا في السودان

- ما منظوركم لملفي دارفور وأبيي في ظل المعطيات الجديدة للسودان؟

bull; أبيي منطقة شمالية تبدو وكأنها جنوبية مئة في المئة من جانب الدول الغربية التي تؤيد ذلك، ومعنى هذا أن السودان يقسم. أما بالنسبة لدارفور فقد أعلن جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوضوح أن وساطة قطر في ملف quot;دارفورquot; لا يمكن أن تحل هذه المسألة إلا إذا إشتركت فيها الولايات المتحدة وبعض الدول الأفريقية، مما يعني أن أميركا كل شيء في السودان وهذا سيء وأنا منزعج من ذلك.

أمل الإستقرار

- بعد عشرين عاماً على خلع الرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد بري عام 1991. ما هو تقييمكم للمشهد السياسي في بلادكم في الوقت الراهن؟

bull; بعد كل هذه السنوات لا تزال الصومال ترواح مكانها، ولم يتحسن الوضع إلى الأفضل حتى هذه اللحظة. لكن الإنسان لا يجب أن يفقد الأمل، والآن هناك الرئيس الصومالي شيخ شريف رجل مسلم ومتدين ويحب الإستقرار للبلد، فضلا عن أن الوزراء الجدد في الحكومة الجديدة من أبناء الصومال الذين كانوا يعيشون في المهجر، وكلهم دون إستثناء يريدون فعل شيئ. لكن الصومال لن يستقر بوجود المتمردين الذين يسمون أنفسهم إعتباطا بـquot;الشباب المجاهدينquot; ولا أعرف مجاهداً يقتل علماء ورجال الدين في المساجد ويبقر بطون النساء الحوامل، فهذا ليس من المجاهدين بل من المجرمين. لكن لدي أمل كبير في أن الأحوال متجهة إلى الإستقرار إذا أراد الله، والشعب الصومالي يحب الإستقرار وأصابه الملل من الحرب الطويلة الأمد التي أتت على الأخضر واليابس.

أكاذيب
- أرجع بعض المتخصصين في الشأن الصومالي السبب الرئيسي للمعضلة في البلد إلى تعظيم دور القبلية في المجتمع على الإنتماء للوطن، فما تعليقكم؟

bull; هذه أكاذيب وأراجيف، فالقبلية موجودة في الصومال منذ زمن طويل، والقبائل قد تتقاتل على المرعى ثم بعد يومين تنتهي الأمور وتتم المصالحة فيما بينهم، لكن الحرب الصومالية تم تسييسها من العالم كله وخصوصاً الدول الغربية.

حرب دولية مسيسة

- ما تعليقكم على رأي بعض المراقبين بأن لكل دولة في المنطقة أجندة خاصة تجاه بلادكم؟

bull; هذا حقيقي، لكن الآن لا أتهم أحداً، والدول المجاورة كأثيويبا وكينيا وجيبوتي التي لنا حدود برية معها تحاول أن تساعدنا الآن في الإستقرار. لكن الحرب الصومالية ليست قبلية بل حرباً دولية مسيسة والدول الكبرى لها أجندات لا نفهمها نحن، ولا أدري سبب التسييس، وهذا ما يدفع للسؤال لماذا تقطّع دارفور؟ ولماذا تقسم السودان؟

الصومال موحد

- ظهرت دعوات لإنفصال أقاليم quot;بونت لاندquot; وأرض الصومال عن الصومال الأم، فما شرعية هذه الأقاليم؟ وهل يمكن أن يتكرر سيناريو الجنوب السوداني؟

bull; بونت لاند لم تعلن إنفصالها يوماً واحداً، بل هي جزء من الجمهورية، والذين أعلنوا الإنفصال هم quot;أرض الصومالquot; في الشمال وعاصمتها quot;هيرغيساquot;، وهؤلاء ليسوا منفصلين عمليا بل مجتمعين مع الشعب الصومالي في مجالات عدة. لكن الجنوب الصومالي لم يستقر، وهذا كل ما في الأمر. وفي تصوري أنه إذا إستقر الجنوب ستبدأ المفاوضات بين الشماليين الذين يدّعون الإنفصال من ناحية وبين الجنوب الصومالي من ناحية أخرى، وأعتقد أن الصوماليين سيصلون إلى حل، خصوصاً أن الشماليين لم تعترف بهم أي دولة وهم يعلمون أنهم لم ينفصلوا إلا إسمياً فقط لكن عمليا هذا لم يحدث. فمثلا هنا في السفارة في القاهرة أقدم المنح الدراسية لكل الطلاب الصوماليين القادمين من الشمال الصومالي quot;صومال لاندquot; حيث لا توجد لها جوازات سفر، وجميعهم يحملون جوازات الجمهورية الصومالية العادية وهذا دليل على أن الصومال موحد حتى هذه اللحظة.

شكر ونسيان الماضي

- حاولت أميركا قبل سنوات عدة غزو الصومال وفشلت، إلا أن لها أجندة خاصة في البلد، فهل يمكن القول أنها فشلت في تقسيم الصومال مبكرا ونجحت في جنوب السودان؟

bull; أميركا دولة كبرى والصومال دولة صغيرة جداً، ولا نستطيع أن نقول هذا الكلام بل نتفاداه حتى إذا كان جزء منه حقيقي، ونحن الآن نشكر الولايات المتحدة لموقفها الجديد نحو الصومال، فأكثر من مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أعلن أن quot;الشباب المجاهدينquot; يشكلون خطراً على أميركا وهذا ما كانت تغفل عنه في السابق والآن فهمت خطورتهم وبدأت في مساعدة الحكومة الإنتقالية الصومالية في مقديشو والصومال عموماً في النواحي الإقتصادية والسياسية والأمنية. لذا نحن نشكر للإدارة الأميريكية موقفها الأخير ونريد أن نتناسى لها أي موقف سابق.

ممارسات غير شرعية

- يتهم بعض الفرقاء الصوماليين قوات الإتحاد الأفريقي وخاصة الأوغندية منها بإساءة معاملة الشعب الصومالي والحكومة الإنتقالية، وأن أوغندا تقوم بحرب بالوكالة عن أميركا مقابل قيام الأخيرة بمحاربة قوات جيش الرب كرشوة لأوغندا.. ما تصوركم لذلك؟

bull; أثناء أي حرب تحدث ممارسات غير سليمة، وقوات الإتحاد الأفريقي يدافعون عن وجود الحكومة الإنتقالية الصومالية الشرعية ومقارها والمطارات وغيرها من الأماكن الهامة والإستراتيجية، فضلا عن حفظهم للأمن العام والموانئ ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان وبعض المراكز الحكومية الأخرى. ومن تراق دماؤهم لمصلحتنا ولحراستنا وأمننا لا نستطيع أن نتهمهم بأنهم أعداء، لكن في أثناء الحرب مع المتمردين تحدث ربما ممارسات غير شرعية، ونحن نطلب منهم أن ينظروا للأمور بعينها الحقيقية ويقاتلوا المجرمين ولا يقتلوا الناس الأبرياء، لكن لا نلعنهم ولا نعاديهم لأنهم موجودون لحفظ الأمن وإستتباب الأمور في الصومال وهم تشكيل من بلدان أفريقية شقيقة. ويا ليت إذا جاء بعض العرب وإشتركوا في حفظ الأمن في الصومال كنا سنشكرهم حتى لو قتلوا العشرات لأنه أثناء القيام بمثل هذه المهمات تحدث أخطاء كثيرة.

لا تعليق

- على ذكر الجامعة العربية، سفير اليمن في القاهرة د.عبدالولي الشميري كشف عن ان العرب مسؤولون عما يحدث للصومال بإمتناعهم عن تمويل تدريب 15 ألف جندي صومالي لفرض وبسط الأمن وهيبة الدولة، فما تعليقكم؟

bull; أرفض التعليق... وأنا في عجلة من أمري ومتجه للقمة الإقتصادية العربية بشرم الشيخ.