يرى مسؤول سوريّ تحدّث إلى (إيلاف) أن ما يجري في لبنان يذكر بمرحلة صدور القرار1559 ورفض فريق من اللبنانيين التمديد لرئيس الجمهورية السابق إميل لحود، حيث لجأت الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا إلى ممارسة الضغط على دمشق بتهديدها بالعزلة وتعطيل اتفاق الشراكة مع أوروبا.
بيروت: quot;ما أشبه الليلة بالبارحة quot;، قالها مسؤول سوري على دراية بالشأن اللبناني وما آل إليه المشهد السياسي على الساحة الداخلية بعد أن احتدم الخلاف بين فريقي 14و8 آذاروحسم كل منهما خياره على صعيد تسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة المقبلة حيث تمسك الأول بالرئيس سعد الحريري مرشحا وحيدا لهذه المهمة، فيما أعلن الثاني اتجاهه لاختيار رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي لتسلم الدفة أو quot; كرة النارquot; كما وصفها الأخير الذي يلتزم بالصمت حتى الساعة.
يقول المسؤول السوري مسترجعا شريط الأحداث التي جرت في الأيام الأخيرة ، خصوصا على صعيد إرجاء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة الأسبوع الماضي،وفشل المسعى القطري ndash; التركي لمعالجة الأزمة اللبنانية بإيعاز من القمة الثلاثية التي انعقدت في دمشق وشارك فيها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وقبلهما عرض محطة quot;الجديدquot; جانبا من التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
يقول هذا المسؤول أن ما يجري في لبنان يذكر بمرحلة صدور القرار1559 ورفض فريق من اللبنانيين التمديد لرئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود، حيث لجأت الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا كما تبين بوضوح من خلال كتاب quot;أسرار الرؤساءquot; الصادر حديثا في فرنسا إلى ممارسة الضغط على دمشق تهديدها بالعزلة وتعطيل اتفاق الشراكة مع أوروبا والتلويح بوقف كل أنواع المساعدات وحتى الاتفاقات المعقودة بينها وغيرها من البلدان المتحالفة مع أميركا أو فرنسا.
ويلفت المسؤول السوري إلى ما بدأ تداوله يومها في بيروت من معلومات تفيد أن الرئيس الراحل رفيق الحريري تلقى تهديداً مباشرا من الرئيس الأسد في حال لم يسر بالتمديد، فيما لم يصدر عن الأول إلا الكلام الداعم للموقف السوري والمقتنع بوجهة النظر السورية التي شرحها له الرئيس الأسد والمتعلقة بالتمديد.
ويكشف هذا المسؤول انه خلافا لما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الشريط الذي عرضته محطة quot; الجديدquot; من تشكيك في دور وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووصف تصرفاته بـquot; السيئةquot; وغير المساعدة لوالده ، فان الأخير وقبل أربع ساعات من اغتياله عند الساعة الواحدة من بعد الظهر يوم الاثنين في الرابع عشر منفبراير (شباط) 2005أجرى اتصالا هاتفيا بالمعلم وخاطبه بالقول quot;اسمع يا quot;ابو طارق quot; إن ما نشر في جريدة quot;السفيرquot; اليومعلى لسانيمن مواقف مؤيدة لسوريايعكستماماوجهةنظريورأيي في مسارالأموروكل ما عدا ذلك أو ما قد تسمعونه من هنا وهناك يمثل تشويها وتحريفاً لحقيقة الموقف الذي اتخذته.quot;
وفي معرض الحديث من شرائط التحقيقات التي بثتها محطة quot;الجديدquot; فان المسؤول السوري يبدي انزعاجه من ظهورها على الشاشة في توقيت كانت فيه المساعي والاتصالات العربية والمحلية جارية على قدم وساق لإخراج لبنان من أزمته.
إلا أن هذا المسؤول الذي استوقفه ما جاء على لسان الحريري الابن من عبارات مسيئة بحق أميرين سعوديين وعدد من المسؤولين والنواب والإعلاميين في لبنان، وكذلك تهجمه على قيادات سورية وقيامه لاحقا بالاعتذار من بعض من تناولهم في حديثه حملته على طرح السؤال التالي : quot; هل سيمضي الحريري حياته بتقديم الاعتذارات الواحدة تلو الأخرى quot;، مذكرا في هذا الإطار باعتذاره قبل الأخير من سوريا ورئيسها في سياق حديثه إلى صحيفة quot; الشرق الأوسط العام الماضي، وقوله بان اتهامه النظام السوري بجريمة اغتيال والده يندرج في ما اسماه بـ quot; الاتهام السياسي quot;.
وقبل هذا وذاك اعتذاره الشهير من القيادة السعودية لرفضه المبادرة التي جرى التفاهم عليها بين الرياض ودمشق عبر وزيري خارجيتها حينذاك السوري فاروق الشرع والسعودي الأمير سعود الفيصل والتي صيغت في بنود محددة أمل منها إخراج لبنان من الوضع المتأزم الذي ساده عقب اغتيال الرئيس الحريري.
من جهة أخرى تتابع الأوساط الرسمية والسياسية والشارع اللبناني أخبار الاجتماعات والاتصالات والمساعي الجارية لتهدئة الأجواء المضطربة قبل حلول الموعد الثاني للاستشارات النيابية الملزمة المقررة يوم غد الاثنين.وقد برز على هذا الصعيد دعوة مجلس المفتين لعقد اجتماع طارئ بعد ظهر اليوم لبحث آخر التطورات، والإعلان عن خطاب يلقيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت بيروت.
هذا وقد ابلغ مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعارquot;إيلافquot; أن هناك أفكارا متداولة بالبحث عن مرشح quot;توافقيquot; ثالث يجنب المواجهة التي يريدها البعض أن تحصل بين الرئيسين كرامي والحريري، مشيراً في الوقت نفسه إلى انه كان يتمنى على السيد نصرالله ألا يعمد إلى إعلان quot;رفض قاطعquot; لترشيح الحريري لتشكيل الحكومة، و أن يترك الباب مفتوحا لاختيار رئيس للحكومة وفق قواعد و أسس معينة ترضي المعارضة والموالاة.
التعليقات