قال سعد الحريري، إن اللبنانيين لن يذهبوا إلى الشارع لحل خلافاتهم، وأكد تمسّكه بتشكيل الحكومة القادمة.


أكدسعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أنّه يتمسّك بترشيح نفسه للحكومة القادمة، وأكد أنه لا يشعر أنه أمام حائط مسدود بل المسؤولية الوطنية توجب عليه العمل على ايجاد ثغرة بهذا الحائط. وقال:إذا كان المطلوب إبعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة فلا بأس هناك مسار دستوري نرتضي أي نتائج تخرج عنه وبغض النظر عن الترهيب الذي يحيط بالمسار في الشارع، نحن سنذهب الى الاستشارات التي يجريها الرئيس ميشال سليمان الاثنين المقبل وسندلي برأينا وفقا للأصول ملتزما بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر الحلفاءquot;.

مشددا على أن المهم أن يكون الاحتكام الى الدستور والمؤسسات الدستورية قاعدة يعمل بموجبها الجميع وأن لا يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد.

وقال الحريري:quot; ننتمي الى مدرسة وطنية وسياسية وأخلاقية اسمها مدرسة رفيق الحريري التي اختارت في أحلك ساعات الغضب أن تطفئ الغضب والانتقام وأن تسلك طريق العدالة، ولعن الله الفتنة ومن يوقظها ويتسبب بهاquot;.

وأوضح الحريري أنه quot;جاهد لقتل الفتنة في لبنان، وقال:quot; اخترت طريق الملك عبد الله منذ قمة الكويت قبل عامين، وقدمت المبادرة تلو الأخرى والتضحية تلو الأخرى لخروج لبنان من نفق التجاذبات السياسية والمذهبية وجسرا للعبور نحو مرحلة جديدة في علاقاتنا الوطنيةquot;.

وأضاف:quot; إنما للأسف توقف العبور على هذا الجسر، وانتقلنا لمرحلة جديدة من المساعي ارتكزت لجهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ثم للتحرك المشترك لأمير قطر ورئيس حكومة تركيا ومبادرة الملك عبد الله ولقد أتيح لكل اللبنانيين والأشقاء العرب أن يكونوا على بينة من التحرك الذي بدأ في دمشق وأعاد انتاج حركة جديدة على قاعدة واسعة quot;س-سquot; فكانت زيارة وزير الخارجية القطري حمد جاسم، ونظيره التركي أحمد داود أوغلو الى بيروتquot;.

وأكد الحريري أن قيادات لبنان تملك بأيديها المصير الذي سيذهب اليه لبنان، وقال:quot; ليس صحيحا أن مخططات الخارج هي التي ترسم لنا خريطة الطريق الى الهاوية، إذا قررت قيادات لبنان أن يتحرك الوطن نحو الهاوية فإن الوطن سيقع حتما في هذه الحفرة، وإذا قررت أن تنأى بالوطن عن الهاوية فإن لبنان سيبقى على بر الأمان، لعبة الشارع واستخدام الشارع والتهديد به لا تمت الى تربيتنا الوطنية بأي صلة، ولن نذهب الى الشارع لأننا بالاساس اخترنا المؤسسات ولن نلجأ لسياسة الويل والثبور وعظائم الأمور لأننا اخترنا بالاساس الاحتكام الى الدستور، ولا ضيم علينا أن نتقبل النتائج السياسية لأي مسار ديمقراطي حتى لو كانت هذه النتائج تحصل بموجات من الضغوطquot;.

وشدد الحريري على أن لبنان أمام منعطف مصيري جديد واضاف:quot; وقد سبق أن أعلنت قبل 10 أيام أن كرامة أهلي وأبناء وطني أغلى من أي سلطة وهذا ليس للاستهلاك العاطفي لأنه في الاساس قناعتي الوطنية تدفعني لتجديد هذا العهد، نقطة دم واحدة تسقط من أي لبناني هي عندي أغلى من كل مواقع السلطة فلا سلطة يمكن أن تعلو على التزامي عهود العيش المشترك والتمسك بالنظام الديمقراطي سبيلا لتنظيم العلاقات بين المجموعات اللبنانية، فعندما نقول إن لبنان يقف أمام منعطف مصيري فهذا يعني أن علينا أن نحدد الاختيار في أي وجهة يجب ان نتحرك وفي اي اتجاه نتحمل مسؤولية السير بلبنانquot;.

وبين الحريري أن المحافظة على الإرث الوطني للحريري لا يقل شأنا عن التزامه بقضية العدالة وقال:quot; بل هما قضية واحدة اسمها حماية لبنان وهي التي نذرت نفسي للدفاع عنها وأقسمت أنني لن أتخلى عنهاquot;.

وتابع:quot; قبل 6 سنوات حملتني الأقدار للحياة السياسية اللبنانية، وما كان لهذا أن يحصل لو لم تكن هناك جريمة ارهابية أودت بحياة الحريري، لقد اتخذت مع العائلة قرارًا بخوض هذا المعترك بهدف العمل على خطين، المحافظة على إرث رفيق الحريري الوطني ومنع الجهات التي خططت للجريمة من تحقيق أهدافها، وخط الوصول الى الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة الاغتيال الارهابية وسائر الجرائم السياسيةquot;.

وأضاف:quot; عشت 37 سنة من عمري في وطن يتأرجح بين الحرب والسلام والانقسام والوحدة، اليوم أستعيد هذه المسيرة وأرى نفسي أتطلع للخلاص من هذه المحنة التاريخية التي طاولت جميع اللبنانيين دون استثناء ورافقت ابا جهاد في سبيل تقدم أمته ووطنه، وواجهت ظروفا ومتغيرات تشبه الى حد كبير تلك التي واجهت والدي وحملته في غير مناسبة على إعلاء شأن العقل وتحكيم المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقةquot;.