برلين: قرر البرلمان الالماني الجمعة ان يمدد انتشار 5350 جنديا في افغانستان لعام واحد حتى 31 كانون الثاني/يناير 2012، الامر الذي يمهد لامكان بدء الانسحاب من هذا البلد مع نهاية 2011.

ووافق النواب بغالبية 420 صوتا على تمديد هذه المهمة لعام، مقابل اعتراض 116 نائبا.

وامتنع 43 نائبا عن التصويت.

وفي العام الفائت، وافق 429 نائبا على تمديد الانتشار.

وجاء في النص الذي اقر الجمعة ان quot;الحكومة الفدرالية واثقة من انها تستطيع تقليص وجود الجيش اعتبارا من نهاية 201 في اطار نقل مسؤولية الامنquot; الى القوات الافغانية.

واضاف ان حكومة انغيلا ميركل quot;ستستخدم كل هامش مناورة مبرر في مجال السياسة الامنية لتنفيذ هذا الخفض (للقوات) تبعا لما يسمح به الوضع وبدون تعريض قواتنا او عملية نقل السلطة (الامنية الى القوات الافغانية) للخطرquot;.

من جهته، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان quot;هذا اليوم يشكل تغييرا حقيقيا في اطار التدخل في افغانستان لانها المرة الاولى التي لا تكتفي فيها الحكومة بالدعوة الى تمديد المهمة بل تتحدث عن آفاق انسحاب في النصquot;.

واضاف الوزير الالماني في حديث لقناة quot;تسي دي افquot; الالمانية quot;نريد التأكد من انه لن يكون هناك حاجة لجنود المان في افغانستان بحلول 2014quot;.

وقد حدد العام 2014 موعدا لنقل كامل للمسؤوليات الامنية من قبل حلف شمال الاطلسي على كل الاراضي الافغانية. لكن هذا التاريخ ليس مدرجا في النص الذي اقر الجمعة.

وتم تحديد العدد الاقصى للجنود الالمان الذين يمكن نشرهم في افغانستان ب5350 على غرار العام الفائت، ويشمل هذا العدد 350 عنصرا احتياطيا.

وفعليا ينتشر حاليا 4860 جنديا المانيا في افغانستان ولا سيما في شمال البلاد.

والكتيبة الالمانية هي الثالثة من حيث العدد في القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي (ايساف) بعد قوات الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويواجه الوجود العسكري الالماني في افغانستان معارضة شديدة من الرأي العام في المانيا. وحتى ميركل وصفت المعارك في افغانستان بانها quot;حربquot;

ووفق استطلاع للراي اجرته قناة quot;تسي دي افquot; العامة الجمعة، رفض 59 في المئة من الالمان الانتشار العسكري في افغانستان مقابل موافقة 37 في المئة.

وقال غريغور غيزي زعيم التكتل اليساري المتطرف دي لينكي الحزب الذي يطالب بسحب فوري للقوات الالمانية من افغانستان ان quot;هذه الارقام مقلوبة في البرلمان فقطquot;.

وللمرة الاولى امتنعت غالبية النواب الممثلين لحزب حماية البيئة (الخضر) عن التصويت على هذا الانتشار.

وكان هؤلاء قرروا قبل عشرة اعوام وفي اطار حكومة تحالف مع الاشتراكيين الديموقراطيين ارسال جنود الى افغانستان في نهاية 2001.

وقتل 45 جنديا المانيا في افغانستان منذ نهاية 2001 سنة بدء تدخل التحالف الدولي في افغانستان. وقال غيزي ان 7111 آخرين جرحوا.

وقال يورغن تريتين احد قادة حزب الخضر ان غالبية نوابه حزبه امتنعوا عن التصويت لان الحكومة quot;لا تعرض اي خطة عملية لانسحابquot;.

وتساءل quot;لماذا لا تكون الحكومة واضحة مثل الرئيس الاميركي باراك اوباماquot; الذي اعلن الثلاثاء ان القوات الاميركية ستبدأ الانسحاب من افغانستان في تموز/يوليو.