قرّر وزير الإعلام المصريّ في الحكومة المستقيلة إغلاق وإيقاف نشاط قناة الجزيرة في مصر وإلغاء التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين.


مي إلياس من بيروت، وكالات: قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية ان وزير الاعلام في الحكومة المستقيلة قرر ان تقوم هيئة الاستعلامات بquot;اغلاق وايقاف نشاط قناة الجزيرة في مصر والغاء التراخيص وسحب البطاقاتquot; الممنوحة لجميع العاملين بها اعتبارا من الاحد.

واضافت الوكالة انه quot;تقرر ان يقوم اتحاد الاذاعة والتلفزيون بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية باتخاذ الاجراءات القانونية الفورية اللازمة لوقف تراخيص اجهزة ووسائل النقل الفضائى المباشر (اس ان جي) وكابلات الالياف ضوئية او اي وسائل اتصال اخرى ممنوحة لقنوات الجزيرةquot;.

من جهتها، قالت قناة الجزيرة القطرية في بيان الاحد ان منعها من العمل في مصر من قبل السلطات في القاهرة يهدف الى اسكات الشعب المصري، ووعدت بمواصلة تغطيتها quot;المعمقة والشاملةquot; للاحداث في هذا البلد.

واكدت القناة في بيان انها اغلاق مكاتبها وسحب الاعتمادات من صحافييها في مصر خطوة quot;موجهة لخنق وكبت حرية التغطية الصحافية الميدانية التي قام ويقوم بها مراسلو الشبكة وصحافيوهاquot; وquot;فرض الرقابة على اصوات جموع المصريين واسكاتهمquot;.

واعتبرت القناة انه في هذا الوقت quot;حيث تعم الفوضى ارجاء مصرquot;، فانه quot;من الاهمية بمكان اتاحة الفرصة لجميع المشاركين والمتاثرين بتلك الاحداث ليعبروا عن وجهات نظرهمquot;.

ووعدت القناة مشاهديها في مصر والعالم بمواصلة quot;تغطياتها المعمقة والشاملةquot; للاحداث في مصر.

كما اعربت عن الاسف العميق quot;لما اقدم عليه النظام المصري من هجوم على حرية الصحافة المستقلة في تغطياتها للاحداث الاستثنائية التي تشهدها مصرquot;.

وكانت السطات المصرية قد قطعت بث قناة الجزيرة مباشر على ترددها على قمر النايل سات يوم الجمعة الماضي بسبب عدم رضى السلطات المصرية على أسلوب تغطية الجزيرة للأحداث، فعادت الجزيرة للبث على تردد آخر تم قطعه أيضاً في وقت لاحق من مساء نفس اليوم.

لتنتقل الجزيرة الى تردد ثالث، ثم عادت بعد إنفلات الوضع وإنسحاب القوى الأمنية من الشارع مساء الجمعة للبث على التردد الثاني واستمر البث عليه حتى صدر قرار الإيقاف بالكامل اليوم.

والجدير بالذكر أن الجزيرة على ما يبدو رفضت الإنصياع للتعليمات التي تخضع لها كافة وسائل الإعلام العربية والغربية التي تغطي الأزمة يوم أمس عندما بثت صوراً حية لعشرات الألوف من المتظاهرين في ميدان التحرير، في الوقت الذي امتثلت فيه قناة quot;العربيةquot; لطلب السلطات وقطعت الصور المباشرة التي كانت تبثها من ميدان التحرير والتزمت بالصور التي كان السلطات المصرية تسمح بها وهي لكورنيش النيل حيث كان التجمع بسيط.

والجدير بالذكر أن السلطات المصرية فرضت تعتيماً إعلامياً كاملاً وسيطرت على أسلوب تغطية الإنتفاضة الشعبية، لكن تمرد quot;الجزيرةquot; على هذه التعليمات أوصلها الى قرار الإغلاق هذا.

ويتهم الإعلام المصري العام والخاص الجزيرة بالإنحياز، وبث الفتنة في الشارع المصري، بأسلوب تغطيتها والصور التي تبثها للأحداث، حيث بثت الجزيرة بالأمس صوراً من ميدان التحرير لشاب قتل في التظاهرات دون معرفة ظروف وفاته كانت تحمله أكف المتظاهرين وتجول به، وسط هتافات غاضبة من المتظاهرين تطالب بإسقاط رأس النظام، بعد أن كانت الهتافات في اليوم السابق تطالب بإسقاط النظام.