باريس:ضاعف الاميركيون والاوروبيون في نهاية الاسبوع ضغوطهم على الرئيس المصري حسني مبارك في ظل تنامي الانتفاضة الشعبية في مصر، ولكن من دون ان يطلبوا تنحيه المباشر خشية ان تنتقل العدوى الى انظمة اخرى في المنطقة.

واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد ان الرئيس المصري لم يقم بخطوات كافية من اجل ارساء الديموقراطية في البلاد مبدية تاييدها quot;لانتقال منظمquot; الى الديموقراطية.رويعني هذا الكلام ان واشنطن ترفض ضمنا اي ترشح لمبارك الى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة الخريف المقبل.

وفي بيان مشترك السبت يشكل نقيضا لدعوة باريس قبل ايام الى عدم التدخل، تبنت فرنسا والمانيا وبريطانيا موقفا مماثلا لموقف واشنطن حيال التطورات في مصر. وقال نيكولا ساركوزي وانغيلا ميركل وديفيد كاميرون quot;ندعو الرئيس مبارك الى تفادي اي استخدام للعنف ضد المدنيين العزل والسماح للمتظاهرين بممارسة حقهم سلمياquot;، مع دعوة نظيرهم المصري الى quot;البدء بعملية تغييرquot;.

وسبق ان دعت ميركل وكاميرون كلا على حدة الجمعة الى اصلاحات في مصر. واعتبر دوني بوشار من المركز الفرنسي للعلاقات الدولية انه في خضم المواقف الدولية، quot;اتخذ باراك اوباما موقفا متقدما عبر دعوته الى انفتاح سياسي من دون التخلي عن مبارك، وهذا موقف ذكيquot;.

من جانبه، قال ديدييه بيون من مركز العلاقات الدولية والاستراتيجية (ايريس) ان موقف الاميركيين والاوروبيين حتى الان يعني quot;دعما لنظامquot; مبارك.

وبعد الخطاب الذي القاه في القاهرة العام 2009، احيا الرئيس الاميركي امالا كبيرة في العالم العربي. ولكن بعد عامين من هذا الخطاب وفي موازاة عدم احراز تقدم على طريق حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، فان الخيبة تبدو واضحة في مصر والاردن، البلدين quot;المعتدلينquot; في المنطقة. واضاف بيون ان quot;مصر تظل لاعبا رئيسيا في الشرق الاوسطquot; والغرب يخشى quot;انتقال العدوى الى دول اخرى في حال سقوط مبارك، مع حركة اعتراض يمكن ان تتنامىquot;.

وفي ما يتعدى مصر، يكمن التحدي بالنسبة الى الدول الغربية وكذلك العديد من الدول العربية في تفادي عدوى لا يمكن التحكم فيها بعد انهيار نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وبين دول المنطقة، اعلنت السعودية والكويت دعمهما للرئيس المصري. وفي هذا الاطار، اكد امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان بلاده تدعم quot;حكومة وشعب مصرquot; فيما ابدى العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز تضامنه مع مبارك.

واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاحد في اديس ابابا امام قمة الاتحاد الافريقي، ان فرنسا تقف quot;بصداقة واحترام الى جانب التونسيين والمصريينquot;، مشددا على انها تفضل quot;التغيرات السلميةquot; للنظام.

من جهته، راى مدير مركز ايريس باسكال بونيفاس ان ما حصل في تونس اوجد quot;نموذجاquot; يمكن ان ينتقل quot;الى افريقيا واسيا وفي اي مكان نجد فيه انظمة قمعية استنفدت نفسهاquot;.

وعلق مسؤول فرنسي رفض كشف هويته ان quot;زمن الديكتاتوريات ولىquot; متحدثا عن quot;امكان انتقال العدوىquot;.

ولاحظ المسؤول ان quot;قارة افريقيا تعيش لحظة مفصلية في تاريخها مع 22 عملية انتخابية رئاسية وتشريعية ستشهدها خلال العام المقبلquot;.