في الوقت الذي تشهد فيه مصر تظاهرات متواصلة وغير مسبوقة لليوم الثالث على التوالي، أعلن محمد البرادعي أحد اشد منتقدي حكم الرئيس حسني مبارك أنه مستعد في حال طلب منه الشعب ذلك أن quot;يقود مرحلة انتقاليةquot; سلمية.


فيينا، القاهرة: اعلن المعارض المصري محمد البرادعي الخميس في فيينا انه مستعد، في حال طلب منه الشعب ذلك، ان quot;يقود مرحلة انتقاليةquot; في مصر، التي تشهد منذ الثلاثاء تظاهرات غير مسبوقة ضد الرئيس حسني مبارك.

وصرح البرادعي للصحافيين في مطار فيينا لدى استعداده للتوجه جوًا الى مصر quot;اذا اراد الشعب وخاصة الشباب، مني أن اقود الانتقال، فلن اخذلهمquot;. الا ان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال quot;ان اولويتي الان هي رؤية مصر جديدة من خلال انتقال سلميquot;.

كما ينتظر وصول البرادعي، الذي يطالب برحيل نظام الرئيس المصري حسني مبارك منذ قرابة العام، الى مصر الخميس آتيًا من فيينا للمشاركة في التظاهرات الاحتجاجية المقررة الجمعة.

وقد أعلن للصحافيين في مطار فيينا لدى استعداده للتوجه جوًّا الى مصر quot;اذا اراد الشعب وخاصة الشباب، مني أن اقود الانتقال، فلن اخذلهمquot;، مؤكدًا ان quot;اولويتي الان هي رؤية مصر جديدة من خلال انتقال سلميquot;.

ويعد البرادعي أحد اشد منتقدي حكم الرئيس مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود ويطالب المتظاهرون بتنحيه. وفي رسالة قصيرة بثها على تويتر، قال البرادعي quot;سنواصل ممارسة حقنا في التظاهر السلمي لاستعادة حريتنا وكرامتنا وسينقلب عنف النظام ضدهquot;.

وردا على سؤال لمجلة در شبيغل الالمانية عن انتقال عدوى quot;ثورة الياسمينquot; التونسية الى مصر، قال البرادعي quot;اذا كان التونسيون قاموا بالثورة، فان بامكان المصريين ان يفعلوهاquot;. ولا يمتلك البرادعي حزبا معترفا به، لكنه شكل حركة هي quot;الجمعية الوطنية للتغييرquot; التي تنادي باصلاحات ديموقراطية واجتماعية.

ويضع الدستور المصري الذي عدله الرئيس حسني مبارك عام 2007 قيودًا شديدة على ترشيح المستقلين تصفها المعارضة بانها quot;شروط تعجيزيةquot;. ودعا البرادعي الصيف الماضي الى مقاطعة الانتخابات التشريعية وكذلك الى العصيان المدني لاسقاط النظام.

وتشهد مصر الخميس تظاهرات جديدة ضد نظام مبارك بعد يومين من تجمعات وصدامات مع الشرطة اوقعت ستة قتلى وادت الى اعتقال نحو الف شخص فيما بدأ الحزب الوطني الحاكم اجتماعًا طارئا quot;لتقييم الوضعquot;.

وصرح مصدر في الحزب لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه ان quot;قيادة الحزب تعقد اجتماعا طارئا لتقييم الوضع في حضور الامين العام المساعد جمال مباركquot; نجل الرئيس المصري حسني مبارك.
ودعت quot;حركة 6 ابريلquot; الشبابية المعارضة، مستلهمة الثورة التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، الى تظاهرات جديدة الخميس وكذلك غدا بعد صلاة الجمعة.

من جهة اخرى، شهدت البورصة المصرية هبوطا حادا قبل ظهر الخميس اضطرها الى وقف التعاملات لفترة مؤقتة بعد انخفاض مؤشرها الرئيسي اي جي اكس 30 بنسبة 6,2% غداة انخفاض بنسبة 6% ، بحسب بيان للبورصة.

وبعد استئناف التعاملات في الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي (9:30 تغ) بلغ الانخفاض في مؤشر البورصة اكثر من 10%. وقد دعا المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الحكومة المصرية الى الاستماع لمطالب الشعب.

وقالت حركة 6 ابريل في صفحتها على فايسبوك quot;الخميس لن يكون يوم اجازة وتحركات الشارع ستستمرquot;. كما دعت الى تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة غدًا. وقال احد المتظاهرين لفرانس برس الخميس quot;لقد بدأنا ولن نتوقفquot;.

وقتل اربعة متظاهرين ورجلا شرطة فيما اصيب العشرات منذ الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد. وكانت قوات الامن متواجدة بكثافة الخميس في قلب القاهرة بعد ان طاردت الاربعاء المتظاهرين في شوارع بعض الاحياء مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات واحيانا الحجارة. كما قام المحتجون برشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة.

ووقعت اشتباكات مساء الاربعاء بين عشرات المتظاهرين وقوات الامن امام وزارة الخارجية المصرية بوسط العاصمة حيث تمكن المتظاهرون من فتح احدي البوابات الجانبية للمبنى ثم اقتحموا غرفة الامن. وقامت الشرطة بابعادهم على الفور وتفريقهم مستخدمة القنابل المسيلة للدموع.

ووقعت اشتباكات بعد ظهر الخميس بين مئات المتظاهرين وقوات الامن في مدينتي الاسماعيلية والسويس على قناة السويس. وقال الشهود في الاسماعيلية ان الشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.

واضافوا انه تم اعتقال قرابة عشرة اشخاص قبل بدء التظاهرة. اما في السويس، فاطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا امام قسم الشرطة في حي الاربعين للمطالبة بالافراج عن المعتقلين الذين القي القبض عليهم الثلاثاء والاربعاء ويبلغ عددهم وفق مصدر امني قرابة 75 شخصا.

وقد شهدت السويس الاربعاء اشتباكات بين قرابة الفي متظاهر وقوات الامن امام مشرحة المدينة بسبب رفض قوات الامن تسليم جثمان متظاهر توفي صباح الاربعاء واصرارهم على توقيع الكشف عليه من جانب الطب الشرعي.

وقام المتظاهرون بالقاء زجاجات حارقة على مبنى تابع للبلدية اشتعلت النيران في جزء منه كما افاد شهود. كما هاجموا مقرًّا للحزب الوطني ومركزًا للشرطة. وفي الاسكندرية ثاني مدن البلاد، اعتقل عشرات اثناء محاولتهم الوصول الى ساحة على كورنيش البحر للتظاهر وفقا لشهود. وقال مسؤول امني انه تم اعتقال الف شخص على الاقل.

ودعت مجموعات معارضة عبر الرسائل القصيرة وفايسبوك الى تظاهرات جديدة للمطالبة بـquot;الحق في الحياة والحرية والكرامةquot;. وتعد التظاهرات التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء الاكبر منذ تولي الرئيس مبارك (82 عامًا) الحكم العام 1981. ويعيش اكثر من 40% من 80 مليون مصري بأقل من دولارين في اليوم.