تزداد درجة الغضب الفلسطيني في ظل المعلومات التي تتحدث عن مطالبة الكونغرس الأميركي لإدارة الرئيس باراك أوباما بحجب 200 مليون دولار تذهب كمساعدات تعليمية وصحية واجتماعية لمؤسسات خاصة وحكومية فلسطينية.


الفلسطينيون مصممون على مسعاهم في مجلس الأمن

رام الله: تعم الأراضي الفلسطينية حالة من الغضب بعد معلومات عن دعوة وجهها الكونغرس الأميركي إلى ادارة باراك أوباما لحجب 200 مليون دولار عن السلطة الفلسطينية كعقاب على إصرارها على التوجه إلى مجلس الأمن لنيل الاعتراف بالدولة على حدود عام 1967.

ويعبر الكثير من المواطنين والمسؤولينالفلسطينيين عن اندهاشهم من التلويح الأميركي باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في حال استطاع الطلب الفلسطيني الحصول على الاغلبية في مجلس الأمن، وهي 9 اصوات. وأصدرت العديد من الفعاليات والاحزاب والفصائل الفلسطينية بيانات اكدوا خلالها رفضهم المساوة الأميركية على قاعدة المال مقابل الموقف السياسي.

قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث السبت ان القيادة الفلسطينية مصممة على ابقاء طلب عضوية الدولة الفلسطينية امام مجلس الامن، مشددا على بذل الجهود من اجل الحصول على تأييد تسعة اصوات لهذا المطلب.

واضاف شعث في مؤتمر صحافي عقده في رام الله ان السعي اولا للحصول على عضوية كاملة لفلسطين في مجلس الامن وان التوجه الى الجمعية العامة سيكون بعد النتيجة سواء حصل الفلسطينيون على العضوية او تم استخدام حق النقض (فيتو) ضدها.

واكد على وجود محاولات من اجل اعفاء الولايات المتحدة من استخدام حق الفيتو عبر الضغط على الدول الاعضاء في مجلس الامن لضمان عدم حصول الفلسطينيين على تاييد تسعة اصوات في مجلس الامن.

وشدد شعث على ان المصالحة الفلسطينية هي المهمة الفلسطينية الاولى للمضي فيها مبينا ان جهودا يبذلها عزام الاحمد المكلف بهذا الملف من اجل تحقيقها.

وتحدث شعث عن بيان اللجنة الرباعية الدولية الاخير الذي اعتبره افضل من البيان الذي حاولت الولايات المتحدة واسرائيل فرضه سابقا وينص على الاعتراف بيهودية اسرئيل مبينا ان البيان الاخير اشار الى مرجعيات عملية السلام من قرارات مجلس الامن الى خطة الطريق الى مبادرة السلام العربية.

وجدد التأكيد على موقف القيادة الفلسطينية المتعلق بعدم الذهاب الى مفاوضات دون تحديد مرجعيات واضحة مطالبا العالم باجبار اسرائيل على قبول المرجعيات الخاصة بعملية السلام بين الجانبين

ومن ناحيتها، رفضت جامعة الدول العربية الضغوط التي ما زالت تمارسها واشنطن على الجانب الفلسطيني للتخلي عن إعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة أن قرار الكونجرس الأميركي اليوم السبت، بمنع تحويل مساعدات مالية للسلطة بقيمة 200 مليون دولار لن يثني الفلسطينيين عن الاستمرار في متابعة طلبهم الذي تم توجيهه الأسبوع الماضي لمجلس الأمن للحصول على اعتراف بدولتهم، كما لم تمنع العرب عن دعم هذا التوجه المشروع.

وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين، فى تصريحات لـموقع quot;اليوم السابعquot;، أن قرار التوجه لمجلس الأمن جاء بعد إجماع عربي وإصرار فلسطيني ولن نتراجع عن دعمه، أما الكونجرس الأميركي فلقد أصبح يتخذ مواقفا أخطر من الكنيست الإسرائيلي نفسه، ويعكس هذا القرار الآخير كيف أنه يعاقب الشعب الفلسطيني لمجرد سعيه للحصول على حقوقه المشروعة، وتعمل أميركا وهي دولة عظمى على معاداة الفلسطينيين.

وكانت مصادر داخل الكونغرس الاميركي أكدت ان اعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري جمدوا مبلغ مئتي مليون دولار كان مقررا احالته الى السلطة الفلسطينية الى حين يتم استيضاح صورة التوجه الفلسطيني في الامم المتحدة. وقال هؤلاء ان الكونغرس الاميركي لن يقف موقف المتفرج ازاء ما يقوم به الفلسطينيون . ويشار الى ان هذا المبلغ المخصص للمجال الاقتصادي يأتي منفردا من المساعدات الامنية التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية. وقد اوردت صحيفة الاندبندنت البريطانية نبأ تجميد المساعدات الاميركية للفلسطينيين في عددها الصادر السبت.