فيما أعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا عن تعديلات وزارية يوم الاثنين مبقيًا في الوقت عينه وزيري الخارجية والنفط في منصبيهما، دخل الثوار الاثنين قرية قصر أبو هادي مسقط رأس معمّر القذافي قرب سرت، ما اعتبره متابعون انتصارًا له دلالات.


الثوار الليبيون سيطروا على قرية قصر ابو هادي مسقط راس معمر القذافي قرب سرت

سرت: دخل مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي الاثنين قرية قصر ابو هادي مسقط رأس معمّر القذافي قرب سرت، ما اعتبر انتصارًا له دلالاته في المعركة للقضاء على ما تبقى من قوات الزعيم الليبي السابق.

سياسيًا أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي انه في ختام يومين من المفاوضات اتفق المجلس الوطني مع رئيس المكتب التنفيذي الموقت محمود جبريل على إدخال تعديلات على هذا المكتب.

وعاد جبريل عن استقالته من رئاسة المكتب، على ان يبقى مع الوزراء في مناصبهم حتى التحرير، الذي اوضح انه سيعلن مع سقوط مدينة سرت في أيدي قوات المجلس الوطني.

وبقي المكتب التنفيذي تقريبًا كما هو، وادخلت تعديلات بسيطة عليه. ومساء الاثنين، تجمع نحو 400 شخص، بينهم العديد من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي، في ساحة الشهداء في طرابلس، تعبيرًا عن تأييدهم للمجلس واعضائه.

وقال احد المتظاهرين هشام الوندي (24 عامًا) quot;من المهم ان يعلم الناس ان المجلس الوطني الانتقالي يحظى بدعم الشعب، نحن ضد الانقسامات والتطرف من اي جهةquot;.

من جهة ثانية اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين انه من مسؤولية السلطات الليبية الجديدة وضع كميات الاسلحة التي كان يملكها النظام السابق quot;في اماكن آمنةquot; وquot;مراقبتهاquot; وquot;تدميرهاquot; اذا دعت الحاجة.

وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف الاطلسي قبل موعد اجتماع وزراء دفاع الدول الـ28 اعضاء الحلف في بروكسل quot;انها مسألة مثيرة للقلقquot;.

ورفض التعليق على المعلومات الاخيرة التي تحدثت عن فقدان الآلاف من صواريخ ارض-جو من نوع سام-7 سوفياتية الصنع.

وفي سرت نفسها معقل الموالين للعقيد القذافي على الساحل، تواصلت المعارك ما أرغم قافلة تابعة للصليب الاحمر كانت تحاول تموين السكان العالقين، على العودة ادراجها.

فقد حاولت شاحنتان تحملان شعار اللجنة الدولية للصليب الاحمر دخول سرت لتسليم حمولة تضم معدات طبية ومواد غذائية، الا ان الشاحنتين اجبرتا على العودة ادراجهما بسبب تصاعد حدة المعارك، كما افاد مراسل فرانس برس.

وقال اسامة سوحلي مطاوع، وهو من قوات المجلس الوطني، quot;لم نشنّ هجومًا، لا نقوم الا بالردquot;.

واضاف ان quot;المستشفيات مليئة بالرجال المسلحين، كما لديهم قواعد عملانية في داخلها، لانهم يعلمون اننا لن نستهدف المستشفيات. وهم يقومون بإطلاق النار من المستشفيات او الجامعات، انهم لا يحترمون اي شيءquot;.

وقال طبيب في المستشفى الميداني الرئيس الذي يبعد 50 كلم غرب المدينة انه تبلغ بالاستعداد لتدفق جرحى لان الهجوم الكبير على سرت يمكن ان يحصل في اي وقت.

وكان عبد الجليل امهل الجمعة المدنيين 48 ساعة لمغادرة سرت، لكن بدون توضيح ما اذا كانت هذه المهلة تعني ان الهجوم الكبير اصبح وشيكًا.

ودعا الموفد البابوي الى ليبيا الأسقف جيوفاني اينوسنزو مارتينيللي الاوروبيين الى استقبال الاف المدنيين الليبيين الجرحى، واصفًا الوضع في مدينة سرت الليبية المحاصرة بأنه quot;مأساويquot;.

وقال الاسقف مارتينيللي لوكالة المعهد البابوي للارساليات الخارجية ان quot;الوضع في سرت مأساوي. يجب إقرار هدنة، ويتعين على البلدان الخارجية وخاصة البلدان الاوروبية، فتح مستشفياتها لاستقبال الجرحىquot;.

من جانب اخر، اعلنت المنظمة الدولية للهجرة الاثنين ان اكثر من 1200 مهاجر افريقي عالقون في مدينة سبها في جنوب ليبيا يجري إجلاؤهم الى تشاد، منهية بذلك أزمة استمرت أسابيع، وكان خلالها مصيرهم مجهولاً.

وقد نقل المهاجرون في قافلة من 15 شاحنة الاحد من سبها كبرى مدن الصحراء الليبية في طريقهم الى مدينة زواركي على الحدود التشادية النيجرية في رحلة تستغرق اسبوعًا كاملاً.

وسوف يتم إمداد المهاجرين في زواركي بمزيد من الاحتياجات وتقديم مساعدات طبية لهم، قبل نقلهم الى مقصدهم النهائي، سواء في تشاد او بلدان افريقية اخرى.

واكثر من نصف من في القافلة تشاديون، بينما البقية مهاجرون من نيجيريا وغامبيا واريتريا والصومال والسودان والسنغال ومالي واثيوبيا وبوركينا فاسو والمغرب.